أكد مساء أول أمس مختصون على ضرورة العمل ضمن فريق متعدد التخصصات، من أجل الكشف المبكر عن اضطراب التوحد لدى الأطفال، مؤكدين في ندوة علمية عن بعد بعنوان «نظرة إستشرافية للتكفل بذوي اضطراب التوحد بعيون الممارسين»، بأن الكشف المبكر عن التوحد يمكن من إخراج الطفل من عزلته ويساعده على الاندماج في المجتمع.
في هذا الإطار قالت الدكتورة نجيبة ماحي ،طبية الأمراض العقلية بمستشفى  بيتي سالبيتريار بفرنسا، أن عمل الأطباء من تخصصات مختلفة ضمن فريق عمل واحد، يساعد في الكشف المبكر عن اضطراب التوحد عند الأطفال، وشددت على أهمية هذه الخطوة التي تعد أساسية في إخراج الطفل من عزلته في سن مبكرة.
الانقطاع عن التأهيل يسبب ضررا نفسيا كبيرا لأطفال التوحد
في السياق ذاته ذكرت الدكتورة وسيلة بوعبدالله، طبيبة الأمراض العقلية بالمركز الاستشفائي الجامعي بتلمسان، أن طبيب الأمراض العقلية للأطفال هو الوحيد المخول له إجراء عملية تشخيص اضطراب التوحد، بالتنسيق مع الأخصائيين، ضمن فريق متعدد التخصصات، كما عرجت المتحدثة على معاناة أطفال التوحد وأوليائهم، في ظل جائحة كورونا بعد انقطاعهم الكلي عن التأهيل، وهذا ما يسبب ضررا نفسيا كبيرا لهم.
و ركز من جهته الدكتور عبد الحكيم. ب،  المختص في العلاج الوظيفي بسلطنة عمان، على أهمية التشخيص من قبل طبيب الأمراض العقلية للأطفال، باستعمال طريقة مقاييس محددة، كما أن عملية التقييس، حسبه، لا تكون في جلسة أو جلستين، بل تحتاج إلى جلسات عديدة، بمعدل جلسة أو جلستين في الأسبوع، والانتقال من مرحلة الجلسات الفردية إلى مرحلة إدارة الحالة، للتمكن  من إدارة حالة الطفل المتكفل به، و التوصل إلى الأهداف المسطرة في الجلسات السابقة، كما تطرق المتحدث إلى العلاج الشبكي والعيادة التشاورية، وهذا بتكوين فريق متعدد التخصصات لضمان التنسيق بين المتخصصين.
إستراتيجية لدفع هذه الفئة إلى الابتكار
وفي  الإطار ذاته، أشاد مهندس الاتصالات المتخصص في الذكاء الاصطناعي بالإمارات العربية المتحدة عبد العزيز ثاني يوسفي، بفكرة استشراف المستقبل لفائدة ذوي اضطراب التوحد، وأكد على محور أساسي مهم، وهو ضرورة التكفل بالأطفال ذوي اضطراب التوحد، و وضع خطة استراتيجية لإعدادهم وجعلهم مبتكرين في المستقبل، مضيفا  أن الدراسات بينت أن هذه الفئة لها قدرات خارقة للعادة، كما أكد على ضرورة تجهيز المراكز التي تستقبل هؤلاء الأطفال، بأحدث التكنولوجيات للرفع من مستوى التأطير والمساعدة على تعديل وتحسين سلوكياتهم ومزاجهم.
من جانب آخر تطرقت آسيا خليفاوي الأخصائية النفسانية بجمعية التوحد لولاية البليدة، إلى واقع أطفال التوحد وأوليائهم، فهم يعانون من نقص المراكز المتخصصة التي تقدم التكفل الأنجع و الأمثل لهم، إلى جانب نقص الإرشاد الوالدي الذي يعتبر، كما أكدت، بمثابة همزة الوصل بين الأخصائي و الطفل، ودعت نفس المتحدثة إلى تضافر جهود القطاعات الحساسة ( التضامن، الصحة، والتربية) من خلال توفير مرافق وهياكل متخصصة ومتوافقة مع قدرات ذوي اضطراب التوحد، بهدف إثبات مكانتهم في المجتمع و تفعيل أدوارهم أسريا و اجتماعيا و مهنيا.
التكفل بطفل التوحد ببلادنا كعربات القطار المتوقف!
في حين شبه فاروق مفتاح، عضو جميع بسمة براءة بالوادي، التكفل بالطفل التوحدي بالجزائر، بعربات القطار المتوقف، في إشارة إلى الجهد الفردي الذي تقوم به الجمعيات والمراكز البيداغوجية في غياب إستراتيجية وطنية واضحة للتكفل يطبقها المجتمع  بأبعاد نظرية في محطات الطفل، إلى جانب طاقم تربوي بيداغوجي غير ثابت، و بالتالي لا يستطيع، حسبه، بناء خطة علاجية للطفل. وركز المتحدث على ضرورة وضع مخطط عمل وطني برؤية واضحة لمسار ذوي اضطراب طيف التوحد.               نورالدين-ع

الرجوع إلى الأعلى