تمكّن الدكتور السعيد غندير من جامعة الوادي،  من صنع مكثف أوكسجين،  بتدفق  5 لترات في الدقيقة، بتكلفة لا تتعدى 05 ملايين سنتيم، بالاعتماد على  مواد، أغلبها متوفرة محليا، مؤكدا تنازله عن كافة حقوق انجازه ، لأي مستثمر جاد يريد تجسيده محليا، بأسعار مناسبة.
قال أستاذ الإلكترونيك بكلية التكنولوجيا بجامعة الشهيد حمة لخضر بالوادي للنصر، أن فكرة انجاز مكثف أوكسجين محليا، راودته بطلب و إلحاح من والده، فأحضر جهازا مستوردا و قام بتفكيك كل مكوناته،  لفهم مبدأ عمله بدقة، و المواد التي صنع بها، و استطاع توفيرها محليا، دون الحاجة إلى مواد مستوردة يستغرق جلبها وقتا كبيرا، ما عدا مادة «الزيولايت» و مضخة الهواء ذات المواصفات الصحية،  اللتين يتكون منهما الجهاز، فهما مستوردتين، مشيرا إلى أنه بالإمكان البحث عن الأولى و صناعة الثانية محليا.
وأضاف الدكتور غندير أن الجهاز الذي يؤدي نفس دور المستورد بكل مكوناته، لم  تتعد تكلفته الإجمالية 05 ملايين سنتيم، مؤكدا أنه مستعد للتنازل عن كافة حقوقه في ما يخص طريقة انجازه و مبدأ عمله ، إلى أي مستثمر صناعي محلي جاد في فتح مشروع لصناعة وتركيب مكثفات الأوكسجين محليا، دون الحاجة للاستيراد،  مع الوقوف إلى جانبه في الاستشارة والمساعدة المجانية، شرط أن يضمن توفيره لأبناء الوطن بأسعار مناسبة، بما يضمن الاستقلال و السيادة الصحية للبلاد مستقبلا ،خاصة في ظل تفشي الوباء وهو ما يصعب توفير المكثف عن طريق الاستيراد.
و يدعو الباحث المسؤولين إلى تعزيز  ثقافة الاستثمار في ميدان التكنولوجيا و دعمها، مع وضع الثقة في الطاقات البشرية الوطنية، بما تقدمه من إبداع وابتكار، خاصة عندما يتعلق الأمر بمعدات ومواد لها علاقة مباشرة بحياة أو موت الإنسان، على غرار الأوكسيجين في عز الجائحة وحاجة المرضى لهذه المادة الحيوية، حتى لا يبقى مرهونا ببلدان ما وراء البحار التي قد يتعذر عليها توفير حاجياتنا من هذه المادة، إذا تعرضت شعوبها لموجات عاتية من كوفيد19 ، أو أوبئة أخرى.
بخصوص مادة «الزيولايت» المكون الأساسي، لمكثفات الأوكسجين التي تحتكره بعض الدول، قال المتحدث أنه اطلع على دراسات دكتوراه قديمة، أعدها المستدمر الفرنسي  بين 1878 و 1897 ، تؤكد وجود هذه المادة التي تعتبر ثروة بالجزائر ، بشكلها الخام في الصخور البازلتية، وذلك بمنطقة «كاب جنات» و «دلس» شرق العاصمة، وكذا منطقة سيدي علي بن زمرة و مسيردة بتلمسان، داعيا الأساتذة الباحثين في الجيولوجيا إلى الكشف والتحري عنها، .
تجدر الإشارة إلى أن الأستاذ السعيد غندير، الذي حصل في سنة 2015 على منحة طويلة المدى، للدراسة بجامعة نورث امتن ببريطانيا، أشرف على عديد مشاريع التخرج بذات الكلية المتعلقة بإنجاز أجهزة و معدات قابلة للصناعة و التطوير في ميدان تخصصه، على  غرار تطوير نماذج طائرات دون طيار مزودة بتقنيات عالية  يمكن توظيفها  في  ميدان النجدة و الحماية.
منصر البشير

الرجوع إلى الأعلى