محي الدين سفيان ..مبدع جعل  من التراث عنوانا لأعماله
استقطب معرض «تراثنا» للفنان التشكيلي محي الدين سفيان اهتمام الزوار من المهتمين بفن المنمنمات و الزخرفة  الإسلامية و التذهيب، و كذا المولوعين بالرسم باستعمال الألوان الزيتية، و المائية "آكريليك"، لما وجدوه من تنويع و ثراء في المادة المعروضة و التي تجاوز عددها 94  قطعة حملت من الإبداع، ما يعكس تفوّقه على دفعته بالمعهد الوطني للفنون الجميلة بقسنطينة سنة 2006.  الفنان الذي لخّص تجربة فنية عمرها 10 سنوات، تخصص منمنمات و زخرفة اسلامية، في معرض قسمه إلى ثلاثة أجنحة ركز في  كل جناح على محور خاص، عكس اهتمامه بالفنون الصغرى أو التطبيقية، التي تمزج بين التشكيلي و الحرف التقليدية و تترجم رغبته و حرصه على الحفاظ على التراث التقليدي، من خلال إبداع تحف للديكور، أضفت عليها العناوين التي انتقاها لكل تحفة، شاعرية و جمالا أكبر. «كلام الروح»، «الصداقة»، المواجهة» ، «مفتاح الجنوب»، «الحسون» و «تمازج الحضارات»، عناوين لأعمال أبدعتها أنامل سفيان، الذي جعل من النسيج لوحات تليق للديكور الراقي، أين جمع بين التصميم العصري و اللمسة التقليدية المعتمدة على الحياكة، باستعمال الصوف بتقنية الرسم على الكنفا، كما زيّن السماط المطرّز لوحات زيتية، عكست ميل الفنان للابتكارات الفنية غير المسبوقة.الفنان لم يخف أمله في التعامل مع شعراء أو أدباء، أملا  في منح مجموعاته المهمة و على رأسها «كلام الروح» فرصا أكبر للبروز، من خلال تصدرها غلاف عمل أدبي تتماشى فكرته و محور مجموعته التي تحاكي بلغة الألوان و الخط العربي أهم المراحل في حياة الإنسان، أين تبرز ملامح التيه و التساؤلات الكثيرة، بنظرة فلسفية عن واقع الإنسانية و حقيقة الإنسان بين الأمس و اليوم، في إشارة إلى ثقافة الذوبان في بوتقة واحدة رغم اختلاف الثقافات، مما يعكس مرة أخرى حرصه و غيرته على الثقافة المحلية و تراثها المتميّز، و هو ما نلمسه في تحف كثيرة أخرى، برز فيها الحلي البربرية، حيث تروي كل قطعة أو صنف تاريخ و خصوصية منطقة من مناطق الجزائر، من الجنوب إلى الأوراس، فمنطقة القبائل، بالإضافة إلى رسومات جميلة أخرى تسرد كل واحدة قصة، و توّثق لمجتمع ما، كالمجتمع التارقي الذي تجلى في بورتريه «الرجل الأزرق». الزخرفة الإسلامية، أخذت حيّزا كبيرا في أعمال الفنان، سواء بتقنية الرسم على الزجاج أو التقنيات المزدوجة، و ما تحمله من رؤى و تطلع لتجسيد وعي كامل بتاريخ و موروث ثقافي مهم، يبعث على الفخر و يستحق الحفاظ عليه بشتى الطرق، حتى لو كان ذلك بالريشة و الألوان. المرايا وجدت بين أنامل سفيان ما يجعل منها تحفا و إكسسوارات للديكور العصري، خاصة تلك التي مزج فيها بين سحر التلوين و التلصيق باستعمال مختلف أنواع الخرز، كما كانت المصابيح المستوحاة تصاميمها من أشكال الفوانيس التقليدية، لكن بلمسة مستحدثة عكست سعة اطلاع الفنان على ما يحدث في عالم الديكور و التصميم الفني.                     

مريم/ب

الرجوع إلى الأعلى