مهرجان للفروسية والرحابة يصنع الحدث بالتلاغمة
احتضنت أمس صباحا بلدية التلاغمة تظاهرة «التعريف بالموروث الثقافي والشعبي لمنطقة التلاغمة» الواقعة جنوب ولاية ميلة، والتي عرفت إقبالا كبيرا من الجمهور والذي استغل الفرصة للتعرف على مختلف المعارض والأنشطة التي قدمتها فرق وجمعيات تنشط في مجال الخيل و الفنتازيا والرحابة والفروسية على وجه الخصوص.
وقد كانت التظاهرة التي حملت شعار» من أجل ترسيخ الثقافة السياحية التاريخية في أوساط الشباب» في الطبعة الأولى لها ،كما قال عنها السيد مناصر فريد رئيسة جمعية العزة والكرامة للفنتازيا والخيالة لبلدية التلاغمة المنظمة للتظاهرة، تهدف  إلى التعريف بموروث منطقة التلاغمة لفئات المجتمع المختلفة وتحديدا فئة الشباب و الحفاظ على التواصل مابين الأجيال عن طريقه، لصون التراث المادي واللامادي  للمنطقة وإبراز الأبعاد السياحية للمنطقة،  المتحدث اعتبر الطبعة ناجحة بعد الإقبال والتوافد الكبير للجمهور من مختلف الفئات العمرية وكذا العائلات ما يصب في جوهر التظاهرة، إلى جانب المشاركة الكبيرة حيث قدم أكثر من 30 فارسا أصغرهم له عشر سنوات، عروضا في امتطاء الخيل واستعمال البنادق  ومنهم من يستعمل حتى سبعة بنادق في طلقات متتالية وهو يركض بجواده في المضمار المخصص للمشاور.
كما شاركت عدة جمعيات بالإضافة لتلك التي أشرفت على المعرض المقام على هامش التظاهرة، تنشط في مجال الرحابة، البارود والخيالة أو الفروسية من بلدية التلاغمة المشيرة، شلغوم العيد، البعرواية من قسنطينة، الدوسن من بسكرة، أم البواقي وكذا سطيف والتي حضر شاعرها الشعبي ابن مدينة عين ولمان الحاج أحمد مخلوفي، وقد كانت التظاهرة مسرحا للاستعراضات في الفروسية وحتى الشعر الذي كان حاضرا بقوة من خلال إلقاء العديد من الشعراء لقصائدهم بخصوص الأصالة والتراث والفروسية،  والتي نالت استحسان الجمهور الذي أبدى تعطشا كبيرا لكل ما هو تراث حيث قال شاب أن التظاهرة قيمة جدا  وتمنى  أن تتكرر، مؤكدا على أهمية الترويح الجيد لها مستقبلا بالإضافة للتنظيم، حتى تدوم وتحقق الأهداف المرجوة، و أضاف قائلا «إننا اليوم قلما نجد تراثنا بين ضجة السرعة والمعلوماتية التي نعيشها والتي على ايجابياتها أثرت سلبا على تراثنا المادي واللامادي ومنه الخيالة ، الفنتازيا والرحابة أو الفولكلور عموما، الذي لا شيء يضاهي متعته، كيف لا والفروسية رياضة وقبل ذلك صفة يتمنى كل شخص التحلي بها، ونحن من خلال هكذا تظاهرة وقفنا على أعمدتها المكرمين ومنهم الفارس عيسى محاوشي 94 سنة والفارس غراب بوحة 84 سنة، والجميل أكثر أننا وجدنا الخلف وهو أكعب سمير 15 سنة الذي كان من صغار الفرسان،  وقدم عرضا في الفروسية باستعمال 5 بنادق أبهر به الجميع».
وظلت التوافد على الساحة المحتضنة للتظاهرة يزداد رغم الغبار الذي ملء الأجواء بسبب وقع حوافر الخيول ودوي البارود، اللذان جعلا من يوم أمس عرسا تراثيا بامتياز كما عبر عنه رئيس جمعية العزة والكرامة المنظمة للتظاهرة.
وقد تضمن برنامج الطبعة الأولى التي حظيت بمساعدة من عدة هيئات كقطاع الشباب والرياضة والثقافة بالإضافة إلى البلدية، العديد من التكريمات للفرسان المشاركين وكذا الفرسان المتوفون  و أهل الفن الذين رحلوا من التلاغمة كالفنان السعيد يخلف.                ابن الشيخ الحسين.م

الرجوع إلى الأعلى