شباب جمعية " سبل الخير" يصنعون التحدي بمساعدة عائلات  معوزة بجبال جيجل
يبدو أن تحدي زيارة المناطق النائية الوعرة من أجل أهداف إنسانية و خيرية، صنعه شباب بمنطقة إيراقن سويسي الجبلية، فكانت البداية بتأسيس جمعية ولائية" سبل الخير" ، مقرها بأقصى نقطة بأعالي جبال جيجل، بمنطقة صعبة التضاريس تقل بها مداخيل العائلات و الأفراد، كما أن فرص العمل منعدمة.
النصر تنقلت إلى بلدية إيراقن سويسي النائية و الفقيرة، التي تبعد بأزيد من 70 كلم عن عاصمة الولاية، وسط تضاريس صعبة، و هناك و جدنا 15 شابا  كلهم حيوية و نشاط بصدد نقل قفة رمضان إلى العائلات التي تعاني من فقر مدقع ، المحرومة من فرص العمل و الدخل القار، و التي تقيم بأدغال جبال إيراقن الشامخة.
أخبرنا أمين رئيس الجمعية بأن فكرة تأسيسها ، جاءت نتيجة الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها سكان المنطقة، و وجود عشرات العائلات الفقيرة المتكونة من الأرامل و ضحايا الإرهاب، في منطقة جبلية تتطلب تحديات كبرى، يفرضها الواقع المعيش، ما جعله و بقية زملائه  يفكرون في تأسيس جمعية ولائية، يكون مقرها إيراقن، و بعد مرور أشهر، و قبل بداية شهر رمضان بأيام، تحصلوا على الاعتماد، لتبدأ مهمتهم في إحصاء العائلات الأكثر فقرا بالمنطقة، و قاموا بتحديد 35 عائلة في مرحلة أولية.
ذكر رئيس الجمعية بأن العدد أكثر بكثير، لكنهم فضلوا البدء بتقديم المساعدات للعائلات الأكثر عوزا.
بعد الاتفاق على الوجهة لتوزيع قفة رمضان، و التي كانت ناحية منطقة المرصع، و عين لبنى، اللتين تبعدان بأكثر من 18 كلم عن مقر البلدية، شرع المتطوعون  في توزيع القفف على عائلات تقيم بمنازل متفرقة بين جبال المنطقة، و كلهم عزم لتصل الإعانات إلى مستحقيها.
ذكر أحد المستفيدين، بأن الشباب صنعوا التحدي ، واستطاعوا إدخال البهجة و السعادة على قلوب الضعفاء، مشيرا بأن الظروف الاجتماعية جد صعبة بالمنطقة، لانعدام فرص العمل، كما أن الظروف الأمنية التي مرت بها ، جعلت العديد من العائلات تفقد مواشيها، و تبتعد عن النشاط الفلاحي المنتج.
أما عمي أحمد، فقال بأن التحدي يصنع في المناطق الوعرة و النائية، مضيفا "أفراد الجمعية، يسعون جاهدين إلى تقديم يد العون للمحرومين، بالرغم من بعد المسافة و صعوبة المسالك ، ما يمكن أن أقوله، بأن المنطقة تعيش ظروفا صعبة لا يمكن تصورها أو وصفها، و أصارحكم بأني وجدت صعوبة كبيرة في توفير لقمة العيش لعائلتي، و الحمد لله أننا وجدنا قفة الجمعية التي تسد رمقنا لأيام من شهر رمضان".
واصل الشباب سيرهم باتجاه منطقة المرصع، أين وجدنا أحد الأشخاص ينتظرهم، من أجل استلام و إيصال القفة لزوجة أبيه المقيمة بمنطقة عين لبنى، و التي تقع في أقصى نقطة حدودية بين ولايتي سطيف و جيجل، مشيرا إلى أنه ينتظر وصول الحمار من أجل نقلها إلى المنطقة.
و ذكر وليد ، أحد أعضاء الجمعية بأن مهمة إيصال المؤونة جد صعبة، كون العائلات تقطن في أماكن متفرقة بين بقاع المنطقة، كما أن لكل عائلة خصوصية معينة، مؤكدا " نحن نحاول أن نقدم المساعدة، قدر المستطاع للعائلات، و نجد صعوبة كبيرة في نقلها، في بعض الأحيان نصل إلى المنازل بعد ساعات من الزمن، و لا نجد القاطنين بها، لكون أفراد العائلة توجهوا لممارسة  نشاط فلاحي، أو البحث عن الأبقار التي تضيع منهم في الجبال، أو لا نجد رب العائلة".
و شدد رئيس الجمعية بأن  جل العائلات الموجودة بالمنطقة تعاني كثيرا من الفقر و المدقع و الحرمان، موجها نداء إلى  السلطات المحلية و المحسنين من أجل دعم مساعي الجمعية و تقديم يد العون في القريب العاجل لسكان المنطقة .
 كـ طويل

الرجوع إلى الأعلى