يصعب على المسلسلات الحالية لم شمل العائلة مثلما فعل «عيسى سطوري»
عبر الممثل والكاتب حميد قوري عن سخطه من المسلسلات التي ظهرت على القنوات الجزائرية في رمضان معتبرا إياها بعيدة عن واقع المجتمع الجزائري، وعاد بذاكرته إلى سلسلة «عيسى سطوري» الذي كتب نصها وشارك في تمثيلها مشيرا أن سر نجاحها  يكمن في استنباط أحداثها من يوميات المواطن البسيط، كما تطرق لمسرحيته الأخيرة «مذكرات ماعز»، وتحدث عن كيفية قضائه للعطلة الصيفية والمناطق التي ينوي زيارتها.
حاوره: فوغالي زين العابدين
– حاليا تقوم بسلسلة من العروض لمسرحية «مذكرات ماعز»، رغم أن توقيت أغلب العروض تزامن مع مباريات المونديال، هل وجدت إشكالا من هذه الناحية؟
 رغم تزامن عدة عروض مع مباريات كأس العالم إلا أن الكثير من الناس في شوق للمسرح و قد وجدت كل الترحاب من طرف إدارة المسرح الوطني و عماله، وبيني و بين المسرح الوطني قصة حب عنيفة و له مكان كبير في قلبي، فقد كان حلمنا التمثيل فيه و نحن شباب خاصة أن خشبة المسرح الوطني يمكنني أن أصفها لك بكل بساطة بأنها فرس لا يركبها إلا فارس، و قد مر عليها الكبار أمثال  علال المحب و صونيا بن قطاف وأقومي و رويشد و غيرهم من عمالقة المسرح الجزائري.
– حدثنا عن مضمون مسرحيتك الأخيرة «مذكرات ماعز»؟
بالنسبة «لمذكرات ماعز» فهي عرض يطرح قصة رجل من الطبقة المتوسطة ضاع بين انقلاب المفاهيم و تبخر القيم و طغيان المادة و ضياع كل شيء جميل في وسط مجتمع انتحر عمدا أمام التفاهات معتقدا أن السعادة هي الهرولة نحو المادة فأصبح مجرد شخص بلا ملامح، و وسط هذه الدوامة يضيع بطلنا المتشبع بمرجعيات قيمة كفلسفة ابن رشد و موسيقى بيتهوفن و أدب الجاحظ و موليير و أحلام وطن، كان يحلم أن تكون وردية و لكنها تحولت إلي كوابيس، وباختصار «مذكرات ماعز» هي ضياع قصة حب في الزمن «القزديري».
– ماهو تقييمك للأعمال التي قدمت في رمضان 2018؟
بالنسبة لما  قدم في رمضان، يجب أولا أن نطرح سؤالا جوهريا لمن يصور هؤلاء الناس؟،  فإن فهموا أنهم يصورون أعمالا تقدم إلى الجمهور الجزائري فلا بد أن تكون لهم معرفة بالمجتمع، ثم إن الأعمال الكبيرة و حتى العالمية تنطلق من المحلية و البساطة و قصص صغيرة لأناس واقعيين، و استشهد بأعمال نجيب محفوظ و أعمال التلفزة الوطنية كالحريق، بالإضافة لما يقدم في تونس و المغرب، أما نحن فأصابتنا عقدة القفز متوهمين بأننا وصلنا إلى القمة.
– تحدثت عن أعمال نجيب محفوظ ومسلسل الحريق وغيرها، ويمكنك أيضا أن تستشهد «بعيسي سطوري «الذي كتبت نصه وكنت أحد أبطاله، أليس كذلك؟
سلسلة «عيسى سطوري» كتبتها في ظروف صعبة إبان العشرية السوداء، و احتضنها الزملاء و استطاعت أن تجمع العائلة الجزائرية أمام شاشة التليفزيون و يصعب اليوم هذا الأمر على من يبعثرون أموالا طائلة في تفاهة يسمونها دراما على حد زعمهم.
– هل ترى أن المشاهد الجزائري أصبح ينفر من مشاهدة المسلسلات الجزائرية؟
نعم، وإذا أردنا أن يعود الجمهور إلى أحضان الشاشة الجزائرية، فما علينا سوى أن نقترب منه و نحكي قصص الجزائريين  وآلامهم و أفراحهم، لأن ما يقدم لهم الآن غريب عنهم بكل صراحة.
– وبالنسبة للمسرح، هل  يطرح نفس الإشكال  ؟
و كذلك المسرح، عليه أن يفتح ذراعيه للناس، فالناس يحبون المسرح و سر النجاح على الخشبة يعود هو كذلك إلى حب الجمهور، وكما ذكرت سابقا أثناء عرضي «مذكرات ماعز» حضر جمهور مقبول رغم تزامنه مع مقابلة كأس العالم.

– على ذكر «عيسى سطوري»، قمتم بتصوير عدة حلقات في فصل الصيف، هل علق منها شيء في ذاكرتك؟
أبرز ذكرياتي مع «عيسى سطوري» هو التفاف الناس حولنا و نحن نصور السلسلة، و لن أنسى أبدا سكان سكيكدة في نزل» السلام» أو شواطئ «جان دارك»، أين كان الناس و المصطافون جزءا من العمل، لهذا أحبوا «عيسى سطوري» لأنه عملهم وجزء منهم وشاركوا فيه ويحكي يومياتهم والكثير يرون أنفسهم فيه لهذا أحبوه، وليس مثل أعمال تقلد مجتمعات تركية وغربية وتريد إسقاطها على المجتمع الجزائري.
– كيف يقضي حميد قوري عطلته الصيفية، وأين ينوي الذهاب هذا العام؟
أحب قضاءها دائما مع عائلتي، فبفضلهم أنا مازالت أحلم و أبتسم و أتقدم إلي الأمام، و أنوي زيارة بجاية هذا الصيف، كما أرغب في زيارة مالطا و الإسكندرية و ربما اسبانيا لأتذكر الحضارة الأندلسية المغتالة إن صح التعبير.
– ما هي البلدان التي زرتها وبقيت راسخة في ذهنك؟
من المدن و البلدان التي بقيت راسخة في عقلي موسكو باريس و جمهورية جورجيا و هي مدن زرتها في بعثات متعلقة بالتربص حول المسرح، و ما يشدني في البلدان التي زرتها هو حيوية الناس عكس الكثيرين عندنا رغم أننا نملك أجمل البلدان.
– ماهي مشاريعك المستقبلية؟
لي أعمال قمت بها آخرها فيلم مع المخرج الكبير المرحوم محمود زموري (مصدق حلال)، وعرض في فرنسا و مهرجان مونتريال بكندا و بحوزتي سيناريو أتمنى أن يرى النور قريبا.
ف.ز

الرجوع إلى الأعلى