صناعة الحلويات بديل مهني للتغلب على البطالة
يرى معمر فراجة ، و هو مختص في صناعة الحلويات التقليدية و العصرية ، أن  التكوين في هذا المجال، يشهد في السنوات الأخيرة ، إقبالا كبيرا من الشباب من الجنسين، حيث أضحت صناعة الحلويات مخرجا في نظر الكثير منهم من شبح البطالة، و مجالا خصبا لإيجاد منصب عمل،  سواء بالمطاعم ، المحلات ، الفنادق أو للراغبين في فتح محلات خاصة بهم.
و في لقائه بالنصر، قال معمر فراجة، بأنه استنتج من عمله كأستاذ مختص في صناعة الحلويات التقليدية و العصرية، بأحد مراكز التكوين المهني الموجودة بقسنطينة ، أن الإقبال على الحرفة بمراكز و معاهد التكوين المهني، يزداد من سنة إلى أخرى، و من قبل كل الشرائح و الفئات العمرية ، فهذا الاختصاص أصبح مطلوبا في سوق العمل، لدرجة أن الكثيرين يتهافتون على المدارس الخاصة و الدورات التكوينية رغم تكاليفها الباهظة، من أجل تكوين يضمن لهم الظفر بمنصب عمل .
أوضح الشيف معمر فراجة،  أن التكوين في مجال الحلويات أضحى موجودا بكثرة ، سواء بمراكز و معاهد التكوين المهني و حتى بالمدارس الخاصة ، و هناك فرق كبير بين القطاعين العام و الخاص، حسبه، في نوعية التكوين، فالدورات الخاصة و إن كانت تتطلب دفع مبالغ باهظة، فهي تضمن تكوينا جيدا مع توفير كافة الإمكانيات ، و هي الأمور غير المتوفرة بمراكز و معاهد التكوين المهني، التي لاتزال تعمل بالطرق التقليدية، بسبب غياب الوسائل و المعدات ، و هو العائق الأكبر في وجه المتربصين بمراكز التكوين المهني، كما أكد المتحدث، إذ يبقى تكوينهم ناقصا و يغيب عنه عامل الإبداع .
اعترف الشيف فراجة بأن هناك الكثير من المحلات و صانعي الحلويات يعرضون حلوياتهم بأثمان باهظة جدا ، سواء تعلق الأمر بالحلويات التقليدية أو العصرية، مضيفا بأن تحجج البعض بغلاء المواد الأولية للحلويات، غير مبرر تماما ، فهي لا تعكس القيمة الحقيقية للحلويات المعروضة بالمحلات ، و اعتبرها محدثنا مجرد استغلال للإقبال الواسع للزبائن على اقتناء الحلويات  في مختلف المناسبات، و خارجها .
بين التقليدية و العصرية الطلب مرهون بالزبون
عن نوعية الحلويات الأكثر طلبا من قبل الزبائن ، قال الشيف معمر، أنه لا يمكن التمييز بين العصرية و التقليدية، فالطلب مرهون بطبيعة الزبون و ميولاته و رغباته، و كذا المناسبة التي يريد أن يحييها، فالحلويات التقليدية لاتزال حاضرة بقوة عند الأسر القسنطينية، و الطلب عليها كبير خاصة في الأعراس و حفلات الختان، و كذا المناسبات الدينية كالأعياد ، و هو ما ينطبق أيضا على الحلويات العصرية التي أصبح المواطن القسنطيني لا يستغنى عنها داخل منزله و ضمن وجباته اليومية ، و حتى عند الاحتفال بمختلف المناسبات كأعياد الميلاد و الأفراح.
الشيف فراجة معمر، صاحب 22 ربيعا ، أعرب عن ارتباطه الكبير بصناعة الحلويات التقليدية التي تعلق منذ صغره بها،  فغالبا ما كان يجلس مع والدته بالمطبخ وهي تصنع حلويات العيد ، ليكتشف طرق  إعداد مختلف الحلويات القسنطينية و مكوناتها و اكتشف أنه يملك موهبة في هذا المجال، و عند بلوغه ربيعه 18، و بعدما أخفق في اجتياز امتحان شهادة البكالوريا ، قرر الالتحاق بأحد مراكز التكوين المهني ليصقل موهبته في صناعة حلويات ،  و بعد الانتهاء من فترة التكوين ، تحصل على ديبلوم كصانع للحلويات التقليدية و العصرية.

علما بأنه يصنع أجود أنواع الحلويات العصرية بشكل يومي، و يتفنن في تزيينها، لكونه يعمل بأحد المحلات الشهيرة في صناعة و بيع الحلويات العصرية بولاية قسنطينة، غير أنه مرتبطا أكثر بالحلويات التقليدية التي يغتنم حلول المناسبات ليحضرها ، كما أكد لنا، مشيرا إلى أنه يطمح إلى إنشاء محل خاص به لصناعة الحلويات التقليدية القسنطينية.
أطمح للترويج لحلويات مدينتي
المشاركات العديدة للشيف فراجة في الأسابيع الثقافية و المسابقات، مكنته من حصد العديد من الجوائز و الشهادات، أبرزها حصوله على الجائزة الأولى خلال تظاهرة اليد الذهبية المنظمة بقسنطينة.
  كما كانت له مشاركات بولايات أخرى و كذا خارج الوطن، على غرار الإمارات العربية المتحدة ، و كلما أتيحت له الفرصة لعرض ابداعاته ، يسعى الشاب معمر فراجة ، إلى الترويج للحلويات التقليدية القسنطينية التي تلقى رواجا و إقبالا كبيرين عبر القطر الجزائري و حتى خارج الوطن، و هو ما لمسه خلال مشاركته بأحد التظاهرات بالإمارات العربية المتحدة، عندما قدم طمينة اللوز التقليدية، كما أكد للنصر.  
هيبة عزيون

الرجوع إلى الأعلى