فوز - الرجال - وتتويجي نجاح للإطار الجزائري

خص مدرب منتخب أقل من 17 سنة أرزقي رمان النصر بحوار، بعد التتويج بالبطولة العربية، كشف فيه العديد من الأمور الخاصة بالإنجاز، معتبرا نجاحه مع الخضر انتصارا للإطار المحلي.

في البداية، كلمة عن التتويج بالبطولة العربية؟
التتويج لم يكن سهل المنال، وتحقق بفضل عزيمة وإرادة «الرجال»، وأود أن أحيي كل اللاعبين وكل طواقم المنتخب، لأن الإنجاز تحقق بفضل تضافر مجهودات الجميع سواء طاقم فني أو طبي أو لوجيستيك، وحتى مسؤولو الفاف الذي وقفوا إلى جانبنا، دون أن ننسى الدور الفعال للجمهور، والذي كان حقا اللاعب رقم 12.
قبل انطلاق الدورة وحتى بعد مرور المواجهات، رفضت الحديث عن التتويج باللقب، هل حاولت إبعاد الضغط فقط عن اللاعبين أم ماذا بالضبط؟
كما تعلمون المجموعة مشكلة من لاعبين غالبيتهم من أكاديميتي بارادو والفاف، وهو ما جعل ثقتي كبيرة في التشكيلة، وكنت على يقين بأنهم يقومون بعمل جيد، ويمتلكون حجما ساعيا يسمح لهم بالتأقلم مع الدورات الدولية، وهو ما ساعدنا على التنافس بقوة مع مختلف المنتخب الأخرى، والتي بدورها تمتلك أكاديميات في صورة السعودية والإمارات.

تواجد لاعبي أكاديميتي الفاف وبارادو سهل مأموريتنا

لكن لمسة المدرب كانت واضحة، خاصة في اللقاء النهائي، بدليل أن صاحب هدف التعديل شحيمة دخل بديلا، ماذا يعني لك ذلك؟
لم أقم إلا بواجبي، وحاولت قراءة المباراة والزج بالعناصر القادرة على تقديم الإضافة، مع التأكيد على ضرورة الاعتماد على التسديدات من خارج منطقة العمليات، في ظل الخطة المنتهجة من طرف المنافس، وكذلك طول قامة لاعبي الدفاع، والحمد لله وفقنا في تعديل النتيجة، قبل التتويج بضربات الترجيح.
توقيت هدف التعديل، والفوز في ثلاث مناسبات بضربات الترجيح، يؤكد العمل النفسي الذي تقومون به، أليس كذلك؟
بطبيعة الحال، في مثل هذا النوع من الدورات المجمعة، وخاصة عندما تقام البطولة على أرضنا وأمام جمهورنا، فهو يمكن أن يصبح ضغطا إضافيا، وهو ما جعلنا نركز بعد العمل الفني والبدني على الجانب النفسي، لكي نسمح للاعبين بدخول المباريات بكل أريحية، لا تنسوا بأن اللاعب في هذا السن يعرف عدة تحولات فيزيولوجية تؤثر على أدائه بصفة عامة، وعليه خلال هذه الفترة الانتقالية بين سن المراهقة وسن الرشد، المردود غير مستقر، ما يجعل التحضير الذهني مهم للغاية، والحمد لله النتيجة موجودة، والحفاظ على التركيز إلى غاية آخر دقيقة من عمر اللقاء، رغم أننا كنا متأخرين في النتيجة يؤكد العمل الجيد الذي قمنا به.
راهنت على المهاجم أناتوف، وكسبت الرهان بدليل اختياره أفضل لاعب في الدورة، ما رأيك؟
أناتوف اكتشفناه في تربص رابطة بشار، لكن هنا يجب أن نرفع القبعة وننوه بالعمل الكبير الذي قامت به مختلف الرابطات الجهوية، خاصة رابطة بشار التي قامت باختبارات انتقاء اللاعبين، وأنا كناخب وطني انتقلت مع الزملاء إلى مدينة بشار، لمعاينة عناصر من تندوف وبشار والنعامة، وهنا أقول إن هناك عمل قاعدي، وأناتوف قدم أوراق اعتماده بقوة في البطولة العربية، وعليه مواصلة العمل مع التخلص من بعض النقاط السلبية، التي تحدثنا عنها، وهو على دراية بها.

كريبازة وراء اقتراح حماش وهكذا اكتشفنا أناتوف

وماذا بخصوص الحارس حماش، الذي قيل إن المدافع الدولي السابق كريبازة من كان وراء اقتراحه؟
صحيح، أؤكد لك المعلومة، كريبازة من اقترحه علي، اتصل بي وقال لي إن هناك حارسا موهوبا ينشط في نادي مونريال الكندي، ويلعب في البطولة الأمريكية، أين أكد لي بأنه تابع عدة مباريات له، ثم أرسل لي بعض الفيديوهات، وأنا شخصيا أثق كثيرا في عبد النور لأنه لاعب سابق من جهة، ويحسن اختيار اللاعبين من جهة ثانية، بدليل أننا مباشرة بعد مشاهدة فيديوهات الحارس اقتنعنا بأنه يمتلك مؤهلات تقمص الألوان الوطنية، ووجهنا له الدعوة وشارك معنا في تربصين أو ثلاثة وهو حارس موهوب، ولكن لا يزال ينقصه عمل كبير.
رغم غياب عدة عناصر تنشط في بطولات أجنبية، إلا أن شبان الخضر كانوا في الموعد، ما يؤكد وجود المادة الخام في الجزائر، أليس كذلك؟
كما قلت، الموهبة موجودة، لكن المنتخب الوطني يحتاج إلى لاعبين موهوبين وجاهزين في نفس الوقت، ومثلما يقال مصائب قوم عند قوم فوائد، وغياب بعض العناصر عن الدورة، سيما اللاعبين الذين ينشطون في أندية أوروبية، بحكم أن البطولة جرت خرج تواريخ الفيفا، سمح باكتشاف لاعبين آخرين، والجزائر ولادة والمادة الخام موجودة، النقطة الوحيدة الواجب التركيز عليها هي التكوين والعمل القاعدي، لأن المنتخب من المفروض يضم العناصر التي تكون جاهزة من الناحية التكتيكية والبدنية، لأن بعض اللاعبين الذين يأتون إلى المنتخب من الأندية، يلزمهم بعض الوقت للتأقلم، ونحن لا يمكننا إقامة تربصات في كل وقت.
وما هي الرسالة التي توجهها إلى مدربي الأندية المحلية؟
بحكم أنني إطار محلي، أؤكد بأن الجزائر تزخر بالكفاءات، ليس في كرة القدم فقط، بل في كل المجالات، والمدرب الجزائري عندما تمنحه الثقة والاستقرار والإمكانيات، النتائج ستكون لا محال، واليوم تتويجي مع منتخب أقل من 17 سنة هو نجاح للإطار الجزائري.

جمهور سيق ومستغانم يستحق كل التقدير

بماذا تريد أن نختتم هذا الحوار؟
أود في الأخير أن أحيي كل الشعب الجزائري الذي ساندنا، وخاصة جمهور مستغانم وسيق، الذين كانوا حاضرين معنا في جميع المباريات، ولعبوا دورهم على أكمل وجه، والآن وجب التركيز على المحطات القادمة، لأن القادم أصعب .
حاوره: حمزة.س

الرجوع إلى الأعلى