التلفزيونات الخاصة تبتز الفنانين وتطالب المنتجين بجلب الإعلانات
يعتبر السيناريست و المخرج عبد العزيز رقايسي من الأسماء الفنية المألوفة في الأفلام و الاسكاتشات التي  تعرض منذ عقدين من الزمن، انطلاقا من «يوميات سي العربي»، مرورا بحصة «الفهامة» و غيرها من الأفلام والمسلسلات التي جسدها في مسار يتسم بالصعوبات المالية و التحديات التي تواجه الإنتاج السمعي البصري بالجزائر، و قد شدد في حواره مع النصر على ضرورة تفعيل نقابة الفنانين و حماية الساحة الفنية و المهنة من أشباه الفنانين و البزانسية .
. النصر: الفنان عبد العزيز رقايسي رمز لمسار طويل في مجال انجاز الأفلام و الاسكاتشات، ماذا لو تحدثنا عن هذه التجربة ؟
ـ عبد العزيز رقايسي:  كانت انطلاقتي الفعلية في عالم الفن كسيناريست، كنت أكتب نصوصا من الواقع الاجتماعي بنظرة نقدية من أجل تبليغ رسالة هادفة و كانت كتابة النص تستغرق أزيد من 6 أشهر، أول سيناريو كتبته تم تجسيده على شكل مسلسل تحت عنوان «يوميات سي العربي» في  سنة 1996 مع المخرج محمد الأمين صحراوي، لقد بثه التلفزيون الجزائري و لقي استحسان الجمهور ، بعد أربع سنوات كتبت سيناريو سيت كوم «»ضحكة وفرجة « ، ثم شاركت في إعداد حصة «الفهامة» كمدير فني و ممثل، و قد قدمت في قالب فكاهي ذي بعد اجتماعي و استمر بثها 12 سنة كاملة. علما بأن  الفنانين و بعد سنوات من توقيف الحصة يحاولون الآن لم الشمل من أجل تقديم إنتاجات جديدة تشبهها إلى حد ما، و تكون فضاء يجمع العائلة الجزائرية ،وهي تجربة نريد ان تتكرر .
.تنفرد بأداء عدة مهام و ارتداء قبعات السيناريست و الممثل و المدير الفني في نفس الوقت  في العديد من الأعمال التليفزيونية، كيف يمكنك التوفيق بينها؟
ـ صحيح لقد عملت كمؤلف و سيناريست ومساعد مخرج و ممثل ومدير فني في عدة أعمال تليفزيونية، فقد حباني الله بكل هذه المواهب معا. في مسلسل «ازرع ينبت « مثلا الذي تم إنتاجه سنة 2005 ، قمت بأداء كافة المهام في نفس الوقت بدءا بكتابة السيناريو، مرورا بالتوجيه و المساعدة في الإخراج، وصولا إلى تقمص دور المحامي في هذا المسلسل الذي يسلط الضوء على صراع أفراد عائلة كبيرة حول الميراث و لهفتهم على الحصول على المال دون تعب أو بذل جهد في جمع الثروة. و كلل هذا العمل بالنجاح، إلى جانب سلسلة «حال وأحوال» في 2007 المتكونة من جزئين.
. دخلت أيضا عالم الإخراج، كيف تقيم هذه التجربة ؟
ـ هذه المرة اقتحمت أيضا عالم الإخراج، و ذلك ضمن سلسلة من الحلقات عبارة عن اسكاتشات هادفة ضمن حلقات «ناس و ناس « لتلفزيون القرآن الكريم، و ذلك بالتنسيق مع الأستاذ عيسى ميقاري، فبناء على مضمون كل اسكاتش يفتح باب النقاش و الحوار حول مسألة أو قضية يتناولها، و قد بلغ عدد الحلقات 183 حلقة، و جميعها ترمي إلى استغلال الفن لصالح الدين و إرساء القيم النبيلة وسط المجتمع. كانت لي تجارب أخرى في الإخراج من خلال مسلسل «حياتي مع الدار « و «حكومتهم « و «ألف حالة و حالة « .
. هل من مشاريع جديدة في الأفق ؟
ـ هناك مسلسل جديد عنوانه «جامعة كريزي» للمخرج كمال دحماني يتكون من 20 حلقة من المنتظر أن يعرض خلال شهر رمضان الكريم، لكن لم تحدد بعد القناة التلفزيونية التي ستبثه، مضمونه ساخر ينتقد المستوى التعليمي بالجامعة و المشاكل و الصعوبات التي يواجهها الطلبة من أجل التحصيل الجيد. تقمصت في هذا العمل الفني شخصية المدير الذي يتخذ طرقا ملتوية كالتحايل وخلق الصراعات والانشقاقات بين الأساتذة و الطلبة، من أجل تحقيق مصلحته الشخصية الضيقة، على حساب مستقبل الطلبة و وضعية الجامعة. الحلقات فيها الكثير من التشويق والفكاهة، و تمرر رسالة مفادها ضرورة إصلاح أوضاع الجامعة و الطلبة. يشارك في هذا العمل كل من الفنان عنتر هلال ،حميد عاشوري ،حرودي ،ياسين زايدي إلى جانب وجوه فنية جديدة .
. بصراحة ما هو تقييمك للإنتاج الفني بالجزائر ؟
ـ يمكن أن نحصر المشاكل التي يعاني منها الممثلون في عدة نقاط، في مقدمتها ابتزازهم من قبل بعض القنوات التلفزيونية الخاصة التي تهتم بملء شبكتها البرمجية، دون تسديد مستحقاتهم، بدعوى أن المنتج مطالب بجلب الإعلانات الإشهارية لضمان حقوقه، و يبقى الفنانون في آخر المطاف هم الضحايا.هناك عشرات الفنانين لم يتقاضوا مستحقاتهم منذ خمس سنوات و القضية أمام العدالة. يحدث ذلك في غياب فعلي لنقابة الفنانين التي من المفروض أن تدافع  عن هذه الفئة، خصوصا و أن الكثير من الفنانين  يسترزقون من الفن، دون الحديث عن بعض أشباه المنتجين الذين يستغلون الوجوه الجديدة لرغبتها في الظهور التلفزيوني و إبراز اسمها في الساحة الفنية.
ينبغي الاعتراف في الأخير بأن التلفزيون الجزائري، هو المؤسسة الوحيدة التي تضمن حقوق الفنانين، دون مشاكل أو صعوبات تذكر، و ذلك ضمن أطر قانونية واضحة المعالم . لقد آن الأوان لنسعى معا كل على مستواه من أجل تفعيل نقابة الفنانين لحماية المهنة و الارتقاء بالساحة الفنية و طرد الدخلاء و البزانسية.                   
حوار هشام ج

الرجوع إلى الأعلى