سأستمر في التنقيب عن المواهب وهدفنا إعادة الهيبة للمنتخب
خصنا مدرب المنتخب الوطني لكرة اليد آلان بورت بحوار حصري، تحدث فيه عن أشهره الأولى على رأس المنتخب، ونجاحه في قيادة رفاق النجم مسعود بركوس للعودة إلى المونديال، والتأهل إلى الدورة التأهيلية للألعاب الأولمبية.
حاوره: مروان. ب
التقني الفرنسي، الذي يُجري لأول مرة حوارا مع وسيلة إعلامية جزائرية، تحدث عن نظرته المستقبلية للمنتخب الوطني، وعدة أمور أخرى تخص التشكيلة الوطنية وكرة اليد الجزائرية، تكتشفونها في هذا الحوار الذي خص به جريدة النصر.
*نجحت بعد فترة وجيزة من تعيينك على رأس المنتخب الوطني في إنهاء البطولة الإفريقية، التي أقيمت في تونس في المرتبة الثالثة، هل أنت راض بما قدمته التشكيلة الوطنية أم كنت تتطلع لنتائج أفضل ؟
بداية أعتذر منكم على عدم الرد على مكالماتكم الهاتفية سابقا، حيث لم أنتبه لرسالتكم النصية، التي يعود تاريخها إلى شهر ماي الماضي، أنا الآن تحت تصرفكم وسأرد على كافة الأسئلة بصدر رحب، والبداية بالنتيجة المحققة في البطولة الإفريقية الأخيرة بتونس، حيث أنا راضٍ عن عدة أشياء بعد الكان أولها إن إنهاء المنافسة على المنصة هو ارتياح كبير، وإنه لمن دواعي سروري دائما أن أحصل على ميدالية في هذه المنافسة القوية، كما أن المنتخب الجزائري استحق المركز الثالث بعد السيطرة على المغرب وأنغولا، اللذين أنهيا البطولتين السابقتين في مركز قبل الجزائر، ضف إلى ذلك فقد كانت الحالة الذهنية للاعبين إيجابية للغاية، مع عمل جميع الموظفين في المنتخب بشكل جيد، أين ساعدوني كثيرا في تلك البطولة، كما أن الجزائر سوف تكون معنية بمسابقة عالمية كبرى مثل المونديال والدورة التأهيلية للألعاب الأولمبية، وهذا مهم جدا بالنسبة لمنتخبنا، كونه سيسمح للاعبينا بمواجهة منتخبات من أعلى مستوى، وهذا ما نحتاجه للتطور والتقدم نحو الأمام.
يجب أن لا نحلم كثيرا في الدورة التأهيلية للألعاب الأولمبية ولكن...
*بصراحة ماذا كان ينقصكم خلال تلك البطولة مقارنة بمصر وتونس ؟
علينا أن نقر بأن منتخبي مصر وتونس متفوقان علينا في الفترة الحالية، حيث كانا يعملان بشكل جيد لعدة سنوات، على عكس المنتخب الجزائري الذي مر بأيام عصيبة، كما أن تدريب المنتخبات الشبانية منظم بشكل جيد لديهما، ولذلك من الطبيعي أن تسيطر هاتان الدولتان على إفريقيا اليوم، ومع ذلك كانت مبارياتنا ضد هذين المنتخبين متوازنة، إلى حد ما خلال البطولة الإفريقية الأخيرة، وهو ما يعد بمثابة مصدر أمل للمستقبل، وأنا واثق لو نستمر بالعمل في ظروف جيدة، وفي وجود الوقت الكافي سنصل إلى مستواهما عن قريب، وسنتفوق عليهما، خاصة في ظل امتلاكنا المادة الخام، والمتمثلة في العناصر الموهوبة القادرة على كتابة تاريخ جديد لكرة اليد الجزائرية.
*هل حققت الأهداف الرياضية المتفق عليها مع مسؤولي اتحادية كرة اليد الجزائرية ؟
تم التعاقد معي شهر أوت الماضي، واتفقنا على بعض الأمور، على رأسها إعادة الاعتبار لكرة اليد الجزائرية، التي أخفقت في آخر الدورات الإفريقية، وطُلب مني تأهيل الفريق لكأس العالم، وحققنا أفضل من ذلك بحصد الميدالية البرونزية والتأهل إلى الدورة التأهيلية لأولمبياد طوكيو، ولا تنسوا بأن الجزائر غابت عن آخر نسختين للمونديال، ولو أن هدفي «السري» كان اعتلاء المنصة، ولقد وصلت إليها، ولكن أكبر قدر من الرضا هو متعة اللعب التي أظهرها لاعبونا طيلة البطولة. إنهم فخورون بتمثيل الجزائر، ويجب أن يتم تهنئتهم على كل العمل الذي قاموا به لإنجاح ذلك.
لم أخطئ في اختيار مساعدي ولعبان يريد استعادة صورة المنتخب
*ترى بأن لديكم حظوظ في اقتطاع تأشيرة التأهل إلى أولمبياد طوكيو أم أن الدورة المبرمجة بألمانيا، ستكون محطة تحضيرية مهمة تحسبا لقادم المواعيد والتحديات؟
ندرك جيدا بأن الدورة التأهيلية للألعاب الأولمبية طوكيو 2021، ستكون صعبة للغاية على منتخبنا، ويجب ألا نحلم كثيرا، خاصة وأننا سنلتقي بمنتخبات كبيرة، وسيكون الهدف الأساسي هو الوقوف على مستوانا الحقيقي، والسعي للتحضير للتحديات المقبلة، خاصة وأننا نهدف للبصم على نتائج أفضل من تلك، المحققة في دورة تونس.
*ما رأيك في العمل المقدم من طرف مساعدك الطاهر لعبان الذي تألق قبل ذلك كلاعب ؟
سعيد جدا بالطاهر، ولم أكن مخطئا في اختياره كمساعد، وأشكر الاتحادية الجزائرية لكرة اليد لقبول اختياري، والطاهر أثبت خلال فترة وجيزة بأنه مختص ويعمل بجد. لقد كان لاعبا عظيما، ولذلك فهو يحظى باحترام كبير من قبل لاعبينا، ولكن أيضا من قبل منافسينا، بالإضافة إلى أنه رجل ذو قيم إنسانية جميلة.
عابدي ونعيم وصدوق الحاج موهوبون وسيكون لهم شأن كبير
*لاحظنا بأنك قمت باستدعاء عدة شبان للمنتخب على غرار عابدي وصدوق الحاج ونعيم، مع الاحتفاظ بالكوادر، هل أنت تتطلع لمواصلة عملية الإحلال والتجديد ؟
أنا سعيد للغاية بالشباب الذي ذكرتهم، كونهم قدموا مستويات جد مقبولة خلال البطولة الإفريقية، وأكدوا بأنني لم أخطئ بضمهم للمنتخب، وعن عابدي وزهير نعيم والبقية، فهم ينتمون إلى منتخب أقل من 21 سنة الذي خاض مونديال الشباب  بالجزائر. هؤلاء اللاعبين لديهم موهبة، وتطور مستواهم سيكون بخوض بطولات كبيرة بحجم المونديال والدورة التأهيلية للألعاب الأولمبية، ولذلك أنا جد متفائل، كما تحذوني ثقة كبيرة بأن هذا الجيل، سيكون له شأن كبير في المستقبل القريب.
بركوس قائد عظيم وأنا فخور بأن أكون مدربه
*هناك عدة أسماء عرضت خدماتها للالتحاق بالمنتخب، خاصة من مزدوجي الجنسية، هل تفكرون في استدعاء لاعبين جدد أم ستحتفظون بنفس التعداد؟
سأستمر في البحث عن لاعبين يمكنهم إضافة شيء إلى المنتخب الوطني، ولكن يجب أن تكون هذه الأسماء أفضل من تلك الموجودة حاليا، ويجب أن ينضم إلينا رحيم لأنه استبعد بسبب إصابته، والحارس عبد الله بن مني الذي أصيب في الصيف الماضي يستحق فرصة أيضا، كما أن بوجناح الذي يلعب في تركيا يثير اهتمامي، ويمكن للآخرين أن يؤمنوا بأن لديهم فرصة مع المنتخب الوطني، إذا كانوا جيدين بطبيعة الحال.
*كيف ترى مستقبل كرة اليد الجزائرية ؟
يعتمد مستقبل كرة اليد الجزائرية على العمل، الذي يمكننا القيام به خلال الفترة المقبلة، ولقد تأخرنا كثيرا لأن فريقنا الوطني لم يبذل سوى القليل من المجهودات خلال السنوات الأخيرة، ويجب علينا إعادة تشغيل وبعث منتخبات أقل من 19 و21 سنة، للتحضير للجيل القادم، ولذلك ينتظرنا عمل ضخم ولكننا متحمسون
الشعب الجزائري رحب بي وأحييه بمناسبة عيد الاستقلال
*لو نطلب منك أن تحدثنا عن علاقتك برئيس الاتحادية بالحبيب لعبان، ماذا تقول؟
علاقتي بالحبيب لعبان ممتازة، والأخير يبذل قصارى جهده لمساعدتي في عملي وتلبية طلبات التدريب أو البطولات على سبيل المثال، والحبيب يريد من الفريق الوطني استعادة صورته اللامعة، وأنا متحمس مثله لذلك، وهذه العلاقة الجيدة ضرورية لنا حتى نتمكن من العمل بشكل جيد، وأنا راضٍ جدا اليوم وأتمنى أن نحقق سوية نتائج ممتازة تعيد الاعتبار لكرة اليد الجزائرية، التي فقدت الكثير من بريقها في آخر السنوات، إلى درجة جعلت منتخبات مثل أنغولا رغم احترامنا لكل المنافسين تتفوق على الجزائر.
*حدثنا عن أفضل لاعب في المنتخب الوطني أو أسطورة كرة اليد الجزائرية خلال آخر 10 سنوات، ونعني النجم مسعود بركوس؟
بالنسبة للاعب مسعود بركوس أعرفه منذ فترة طويلة، وهو لاعب كبير لأنني واجهته كثيرا مع منتخب تونس الذي دربته، واليوم أعرف الرجل بشكل أفضل بحكم إشرافي على المنتخب الجزائري منذ شهر أوت الماضي، بركوس فتى مجتهد وصادق ومثالي في استثماره، وإنه قائد عظيم، وأنا فخور بأن أكون مدربه.
بعث منتخبي أقل من 19 و21 سنة أولويتنا لتجهيز أجيال جديدة
*ما هي رسالتك للشعب الجزائري في ختام هذا الحوار ؟
أريد أن أقول للشعب الجزائري، إنني فخور بتدريب منتخبهم الوطني، ولا أستطيع الانتظار لملاقاة لاعبي فريقي مجددا، لأننا بحاجة إلى العمل والحالة الصحية تمنعنا منذ عدة أشهر، وفي أقرب وقت ممكن سنستأنف ديناميكية العمل التي بدأناها منذ الصيف الماضي. ويمكن لسلوك لاعبينا خلال الفترة الأخيرة أن يجعلني غير صبور للعودة إلى تدريب هذا المنتخب. إن هؤلاء الشبان فخورون بتمثيل الجزائر وإنهم يستحقون ثقة الشعب الجزائري، لأنهم يبذلون قصارى جهدهم لإعطاء صورة جيدة. كما استغل في هذا العيد الوطني الخاص بالجزائر، أقدم تحية ودية للشعب الجزائري الذي رحب بي ترحيبا حاراً، وأقول لهم «أراكم قريبا جدا ... إن شاء الله».        م/ب

الرجوع إلى الأعلى