حذّرت منظمة اليونيسف من تعرّض 320 ألف طفل في قطاع غزة لخطر سوء التغذية الحاد، وأشارت إلى أن شخصًا من كل ثلاثة في القطاع يمضون أيامًا بدون طعام، كما أشارت إلى تجاوز مؤشر التغذية عتبة المجاعة.
وقال تيد شيبان نائب المديرة التنفيذية المعني بالعمليات الإنسانية والإمداد في اليونيسف، في تصريح صحفي أمس بنيويورك بعد عودته من غزة، إن الأطفال في غزة يُقتلون وهم ينتظرون في طابور بمراكز التغذية أو يجمعون المياه، مؤكدًا على ضرورة غمر القطاع بالمساعدات عبر كل القنوات والمعابر. وأوضح المسؤول الأممي أن علامات المعاناة الشديدة والجوع ظاهرة على وجوه العائلات والأطفال، مشيرًا إلى أن 28 طفلًا يُقتلون يوميًا في غزة، في حين تجاوز عدد الشهداء من الأطفال منذ بداية العدوان 18 ألف شهيد، مضيفًا أن هذا ينبغي ألا يحدث، لأن هؤلاء الأطفال ليسوا ضحايا كارثة طبيعية، مؤكدًا أنهم يتعرضون للتجويع والقصف والتهجير. وتابع المسؤول الأممي قائلًا عقب لقائه بمجموعة من الأطفال والعائلات في غزة « إن أجسادهم كانت مجرد جلد وعظم، الأمهات يائسات ومنهكات» مشيرًا إلى أن اليونيسف تبذل قصارى جهدها لمعالجة الوضع، من خلال دعم الرضاعة الطبيعية، وتوفير حليب الأطفال، ومعالجة الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد الشديد، منبهًا إلى أن احتياجات قطاع غزة هائلة. وفي تحديث لحصيلة ضحايا المجاعة وسوء التغذية في قطاع غزة، سجلت وزارة الصحة خلال 24 ساعة الأخيرة 7 حالات وفاة جديدة نتيجة المجاعة وسوء التغذية، من بينهم طفل واحد، وكشفت وزارة الصحة عن ارتفاع إجمالي عدد ضحايا المجاعة إلى 169 شهيدًا، من بينهم 93 طفلًا، وأكدت الوزارة في بيان صحفي أصدرته أمس أن الأزمة الإنسانية في قطاع غزة مستمرة بالتفاقم في ظل الحصار ونقص الإمدادات الغذائية والطبية، وجددت دعوتها للمجتمع الدولي ومؤسسات الإغاثة للتدخل الفوري والعاجل. وفي السياق ذاته، كشفت وزارة الصحة عن ارتقاء 98 شهيدًا و1079 إصابة خلال 24 ساعة جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل، ومن بين هؤلاء الضحايا 39 شهيدًا و849 مصابًا من منتظري المساعدات الإنسانية أمام ما يُسمى بـ»مؤسسة غزة الإنسانية» ليرتفع عدد شهداء لقمة العيش حسب بيان الوزارة إلى 1422 شهيدًا، وأكثر من 10067 مصابًا. أما بخصوص شاحنات المساعدات التي دخلت إلى قطاع غزة، كشف المكتب الإعلامي الحكومي في القطاع عن دخول 73 شاحنة فقط أول أمس، مشيرًا في بيان صحفي إلى أن غالبيتها تعرضت للنهب والسرقة نتيجة حالة الفوضى الأمنية التي يكرسها الاحتلال الإسرائيلي بشكل منهجي ومتعمد، ضمن ما بات يعرف بسياسة «هندسة الفوضى والجوع» وأدان نفس المصدر بأشد العبارات استمرار جريمة التجويع، وإغلاق المعابر، ومنع إدخال المساعدات الإنسانية، محملًا الاحتلال الإسرائيلي والدول المنخرطة معه المسؤولية الكاملة عن استمرار الكارثة الإنسانية، ودعا إلى فتح المعابر فورًا، وإدخال المساعدات وحليب الأطفال بكميات كافية. أما فيما يتعلق بالإسقاط الجوي للمساعدات، أوضحت وكالة الأونروا أن هذه العملية قد تكون في الواقع خطيرة على المدنيين، وأشارت في بيان أمس إلى أن الإسقاطات الجوية للمساعدات تكلّف على الأقل ضعف تكلفة الشاحنات، كما أن الشاحنات تستطيع نقل ضعف كمية المساعدات التي تنقلها الطائرات، وأكدت أن هذه الطريقة باهظة التكلفة، غير كافية، وغير فعالة، ومن باب الأولى – حسب نفس البيان – أن تكون هناك الإرادة نفسها لفتح المعابر. وأشارت الأونروا إلى أن إدخال الشاحنات عبر المعابر لتوصيل المساعدات إلى مليوني إنسان يتضورون جوعًا حاليًا، وقالت إن طواقمها جاهزة لإدخال المساعدات إلى غزة وتوزيعها بطريقة آمنة وتحفظ الكرامة على من هم في أمسّ الحاجة إليها. وبخصوص دعوة المقاومة الفلسطينية لتسليم سلاحها، أوضحت أمس حركة حماس أن المقاومة وسلاحها استحقاق وطني وقانوني ما دام الاحتلال قائمًا، وأضافت في بيان صحفي أمس أن هذا السلاح قد أقرّته المواثيق والأعراف الدولية، ولا يمكن التخلي عنهما إلا باستعادة الحقوق الفلسطينية كاملة، وفي مقدمتها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس. من جانب آخر، أعلنت أمس جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في غزة عن تشغيل قسم النساء والتوليد في مستشفى المواصي الميداني بخان يونس، رغم الصعوبات والحصار والقصف الصهيوني المتواصل للمرافق الطبية، وتأتي هذه الخطوة الجديدة حسب بيان جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في غزة، لتعزيز الرعاية الصحية المتخصصة للنساء النازحات في منطقة نزوحهن، ويشمل القسم الجديد تقديم خدمات الولادة الطبيعية والقيصرية، بالإضافة إلى رعاية ما قبل وما بعد الولادة، والمتابعة الدورية للحوامل، بالإضافة إلى تنفيذ العمليات الجراحية النسائية الضرورية، كما يأتي تشغيل قسم النساء والتوليد بذات المستشفى بعد أيام فقط من تشغيل وحدة العناية المركزة بذات المستشفى.
نورالدين ع