الثلاثاء 5 أوت 2025 الموافق لـ 10 صفر 1447
Accueil Top Pub

نتيجة تفاقم المجاعة وسوء التغذية: تصاعد خطير في حالات الشلل الحاد بين الأطفال في غزة

حذرت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة من تصاعد خطير في حالات الشلل الرخو ومتلازمة «غيلان باريه» بين الأطفال في القطاع، نتيجة التهابات غير نمطية وتفاقم وضع سوء التغذية الحاد، وأوضح بيان لوزارة الصحة أمس أن الفحوصات الطبية كشفت عن وجود فيروسات معوية غير فيروس شلل الأطفال، مما يؤكد وجود بيئة خصبة لانتشار الأمراض المعدية بشكل خارج عن السيطرة.
وتحدث بيان الوزارة عن تسجيل حالتي وفاة لطفلين لم يتجاوزا 15 عامًا، بعد فشل محاولات إنقاذهما بسبب عدم توفر العلاج اللازم نتيجة الحصار ومنع الاحتلال الإسرائيلي دخول المساعدات الإنسانية والأدوية، كما حذرت من استمرار هذا الوضع البيئي وعدم توفر العلاجات اللازمة، مما يهدد بانتشار واسع للأمراض داخل قطاع غزة.
وناشدت وزارة الصحة جميع الجهات المعنية والمنظمات الدولية والإنسانية بالتدخل العاجل لتوفير الأدوية والعلاجات المنقذة للحياة، وإنهاء الحصار فورًا لوقف التدهور الصحي والبيئي في القطاع، وقالت إن هذه ليست مجرد حالات وفاة، بل إنذار بكارثة معدية محتملة.
ومع تفاقم المجاعة واستمرار الاحتلال الصهيوني في حصار قطاع غزة ومنعه دخول المساعدات الإنسانية، أعلنت وزارة الصحة عن تسجيل 5 حالات وفاة جديدة نتيجة المجاعة وسوء التغذية خلال 24 ساعة ، جميعهم من البالغين، ليرتفع العدد الإجمالي لضحايا المجاعة وفق التقرير الإحصائي اليومي لوزارة الصحة إلى 180 شهيدًا، من بينهم 93 طفلًا.
وفي السياق ذاته، سجلت الوزارة 29 شهيدًا من شهداء المساعدات الإنسانية، إلى جانب 300 إصابة خلال 24 ساعة الأخيرة، ليرتفع عدد شهداء لقمة العيش الذين استهدفتهم قوات جيش الاحتلال الصهيوني بمحيط ما يعرف بـ»مؤسسة غزة الإنسانية» إلى 1516 شهيدًا و10067 مصابًا.
ومن لم يُقتل أثناء البحث عن لقمة العيش أو جوعًا، قُتل قصفًا في مخيمات النزوح ومراكز الإيواء وفي المنازل المدمرة، وأحصت وزارة الصحة خلال 24 ساعة 94 شهيدًا و439 إصابة جراء العدوان الصهيوني المستمر الذي لم يتوقف عن استهداف المدنيين الأبرياء في كل مكان من القطاع منذ بداية حرب الإبادة الجماعية التي تجاوز عدد ضحاياها 200 ألف شهيد وجريح ومفقود.
من جانب آخر، كشف المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عن دخول 80 شاحنة مساعدات أول أمس الأحد، وسط كارثة إنسانية خانقة، وأشار بيان المكتب الإعلامي إلى أن أغلب هذه الشاحنات تعرضت للنهب والسرقة نتيجة الفوضى الأمنية التي يكرسها الاحتلال الإسرائيلي بشكل منهجي ضمن ما يعرف بـ»هندسة الجوع والفوضى» من طرف الاحتلال الإسرائيلي، الهادفة إلى تفكيك المجتمع وضرب مقومات صموده.
وتنقل يوميًا مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام مشاهد مؤلمة لرجال وأطفال ونساء يخاطرون بحياتهم من أجل الحصول على لقمة العيش بعد اشتداد الجوع، والعشرات من الذين يقصدون مراكز «مؤسسة غزة الإنسانية» يعودون شهداء أومصابين بعد أن تطلق عليهم قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي النار مباشرة، ويتكرر هذا المشهد يوميًا منذ أكثر من شهرين، حيث تتحرك حشود كبيرة من المواطنين إلى هذه المراكز بعد أن أنهكهم الجوع، لكن العديد منهم يُستشهدون وهم جوعى ولا يحصلون على كيس طحين، ورغم النداءات المتكررة من عشرات المنظمات الإنسانية لحل هذه المؤسسة بعد أن تحولت إلى مصيدة لقتل الفلسطينيين بدل إطعامهم، إلا أنها تواصل نشاطها وتقتل الفلسطينيين أكثر مما تطعمهم.
كما أن الإنزال الجوي للمساعدات لا يختلف، حسب مراقبين، كثيرًا عن «مؤسسة غزة الإنسانية» فهدفه إذلال الفلسطينيين وخلق الفوضى وقتلهم، وحذرت وكالة الأونروا أكثر من مرة من خطورة الإنزال الجوي للمساعدات على المواطنين، وكذا تساقط العديد من المساعدات في مناطق قتال خطيرة أو في مواقع يسيطر عليها جيش الاحتلال. وقالت الوكالة إن نقل المساعدات برًا عبر الشاحنات أضمن وأكثر أمنا للفلسطينيين عن الإنزال الجوي، لكن الاحتلال يواصل اعتماد هذه الطريقة لتبييض صورته أمام العالم، ونقلت أمس مصادر طبية فلسطينية في غزة خبر استشهاد ممرض بمستشفى شهداء الأقصى بعد أن سقط عليه صندوق مساعدات بشكل مباشر في منطقة الزوايدة وسط قطاع غزة، كما تتكرر هذه الأحداث بشكل مستمر، وسجلت عدة حوادث مماثلة.
من جهة أخرى، طالبت أمس وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية مجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياته في فرض وقف فوري لإطلاق النار وجرائم الإبادة والتهجير والضم ضد الشعب الفلسطيني، وأوضح بيان للوزارة أنها تنظر بخطورة بالغة لتعطيل وتغييب دور مجلس الأمن في إنقاذ حياة أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة يعيشون ضمن دائرة موت محكمة من القتل والتجويع والتعطيش والحرمان من الأدوية والعلاج وجميع الحقوق الإنسانية الأساسية، في ظل استمرار وإطالة أمد الحرب المتعمدة خدمة لأجندات ومصالح سياسية مختلفة، وقالت وزارة الخارجية إن برمجة زيارة مجلس الأمن لقطاع غزة تكتسي أهمية كبيرة لكسر الحصار وتعتيم الاحتلال الإسرائيلي والإطلاع على الكارثة الإنسانية التي يعيشها الشعب الفلسطيني وحجم الدمار الذي حل بالقطاع، وأضافت أن المماطلة والتسويف في وقف الحرب فورًا يخدم مخططات التهجير القسري للشعب الفلسطيني.
نورالدين ع

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com