أكد وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، يوسف شرفة، أمس، بتيزي وزو، أن السلطات العمومية عازمة على مواصلة دعم النشاط الفلاحي بهدف زيادة الإنتاج الوطني وضمان الأمن الغذائي، مطمئنا بأن عملية استيراد الأغنام الموجهة لعيد الأضحى، ستستمر طيلة شهر ماي الجاري.
أشرف أمس، وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، يوسف شرفة، بتيزي وزو، على إعطاء إشارة انطلاق فعاليات الطبعة الأولى للصالون الوطني لتربية الأنعام ومنتجات الحليب الذي تنظمه الغرفة الفلاحية لولاية تيزي وزو ومؤسسة “أنكوب" بالتعاون مع المديرية المحلية للمصالح الفلاحية ، وذلك على مستوى محطة نقل المسافرين بوخالفة الواقعة عند المدخل الغربي لبلدية تيزي وزو.
و في لقاء صحفي أكد الوزير أن هذا الحدث يندرج ضمن استراتيجية الدولة لتنمية الثروة الحيوانية وترقية الإنتاج الوطني، بما في ذلك اللحوم الحمراء ومنتجات الألبان ومشتقاتها، مضيفا في ذات السياق « إن تنظيم هذه التظاهرة الفلاحية جاء بناء على توجيهات السيد رئيس الجمهورية التي أسداها شهر نوفمبر الماضي بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخمسين لتأسيس الإتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين، الرامية إلى ضرورة العمل على إعادة بعث شعبة تربية المواشي لرفع الإنتاج الوطني من اللحوم الحمراء وتقليص الواردات في هذا المجال، إضافة إلى حماية السلالات المحلية وتثمينها».
كما أكد وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، على الأهمية الإستراتيجية لهذا الحدث، واعتبره لبنة أساسية لتنظيم تظاهرات مماثلة عبر التراب الوطني بهدف توسيع نطاق مشاركة المهنيين والمتعاملين، نظرا للتنوع البيولوجي والزراعي الذي تتميز به مختلف ولايات الوطن.
وأضاف أن مشاركة بعض الشركاء الأجانب في هذه الطبعة إلى جانب العارضين الوطنيين سيسمح بتبادل الخبرات والإطلاع على أحدث التقنيات في مجال الإنتاج والتحويل، وتحسين الإنتاجية والجودة، مما سيعطي دفعة قوية للاستثمار في هذه المجالات، إضافة إلى ترقية الإنتاج عن طريق التصدير.
وأشار الوزير إلى الديناميكية التي تشهدها ولاية تيزي وزو في المجال الفلاحي، مستشهدا بالإنجازات التي حققها الفلاحون في شعبة تربية الأبقار وخاصة في مجال إنتاج الحليب، وباعتبارها قطبا رائدا في هذا المجال بامتياز مثلما عبّر عنه، بحيث يبلغ عدد المربين الذين ينشطون حاليا ما لا يقل عن 7 آلاف مربي و33 ملبنة تنشط أغلبها في تحويل الحليب الطازج المحلي لصناعة الأجبان وغيرها من المواد ذات جودة معترف بها محليا ودوليا.
وعلى هامش زيارته لمختلف أجنحة المعرض، أعرب الوزير عن ارتياحه العميق للمشاركة القوية للشباب الفلاحين والمؤسسات الناشئة في هذا الصالون الأول، واعتبرها إضافة نوعية للقطاع الفلاحي ومن شأنها أن تفتح آفاقا جديدة للابتكار واستخدام التكنولوجيا الحديثة في تطوير الإنتاج وتحسين الجودة، مؤكدا على ضرورة تشجيع هذه المؤسسات وتقديم الدعم اللازم لها لتنمية أعمالها، واعتبر أن هذه المشاركة تبعث على التفاؤل وتؤكد أن الجيل الجديد يمتلك الوعي بأهمية الفلاحة ودورها الحيوي في تحقيق الأمن الغذائي والتنمية المستدامة للبلاد.
وأكد ، أن هذا المعرض يمثل محطة هامة في مسيرة تطوير الفلاحة الجزائرية، ويعكس الإرادة القوية للدولة في النهوض بهذا القطاع الحيوي، وتمكينه من أداء دوره الكامل في تحقيق الاكتفاء الذاتي وتعزيز الاقتصاد الوطني، مجددا عزم السلطات العمومية على مواصلة دعم النشاط الفلاحي بهدف زيادة الإنتاج الوطني وضمان الأمن الغذائي.
وفي سياق متصل، طمأن السيد شرفة، باستمرار عملية استيراد الأغنام الموجهة لعيد الأضحى طوال شهر ماي الجاري، كما أشار إلى أن عملية البيع التي انطلقت عبر التراب الوطني يوم الأحد الماضي، تجري في ظروف حسنة وسط استحسان كبير من المواطنين الذين أشادوا بهذه المبادرة الطيبة لرئيس الجمهورية ، والتي تهدف إلى تمكينهم من اقتناء الأضاحي بأسعار تنافسية.
تجدر الإشارة إلى أن صالون تربية الأنعام ومنتجات الحليب الذي يشارك فيه أكثر من 120 عارضا من الفلاحين المنتجين والمربين والمختصين في الصناعات الغذائية والتحويلية، بالإضافة إلى الآلات والمعدات الفلاحية الذين يمثلون حوالي 20 ولاية، سيستمر إلى غاية العاشر ماي الجاري.
وعلى هامش حفل افتتاح المعرض، أشرف الوزير على تسليم عقود الامتياز ل 15 فلاحا في إطار عمليات تطهير واسترجاع العقار الفلاحي الممنوح من طرف الدولة، كما تم تسليم 10 مفاتيح آلات الحصاد والدرس بهدف تجديد العتاد الفلاحي من أجل ترقية و تعزيز القطاع إلى أعلى المستويات، وشهدت الفعالية أيضا توقيع اتفاقيتي شراكة بين الصندوق الجهوي للتعاون الفلاحي وكل من التعاونية الولائية «كابتو» والتعاونية الفلاحية فرع الحليب واللحوم الحمراء «تيرقا أوفلاح» تهدفان إلى دعم وتطوير القطاع الفلاحي لضمان تحقيق التنمية المستدامة.
سامية إخليف