كاتبة الدولة لدى وزير الطاقة المكلفة بالمناجم تؤكد: الدولة حريصة على تطوير سلسلة القيم للمعادن الاستراتيجية

أكدت كاتبة الدولة لدى وزير الطاقة المكلفة بالمناجم، كريمة طافر، حرص الجزائر على تطوير سلسلة القيم المرتبطة بالمعادن الاستراتيجية، وعلى رأسها الليثيوم والفوسفات والحديد، لافتة إلى أن إدماج تكنولوجيات تخزين الطاقة في المنظومة الصناعية الوطنية، يُعد خطوة أساسية نحو تحقيق التحول الطاقوي، وتطوير صناعة وطنية نظيفة وذات قيمة مضافة.
شاركت كاتبة الدولة لدى وزير الطاقة المكلفة بالمناجم، يومي 5 و 6 ماي 2025، بمدينة مونتريال الكندية، في مراسم الافتتاح الرسمي لمؤتمر ومعرض CIM Connect 2025، حيث تحادثت مع عدد من مسؤولي الشركات العاملة في قطاع المناجم واطلعت على آخر الابتكارات المتعلقة بالاستكشاف، الاستغلال وتقنيات الرقمنة في المجال المنجمي، إضافة إلى الحلول الحديثة المتعلقة بإدارة التأثيرات البيئية المرتبطة بالأنشطة المنجمية، لاسيما من خلال زيارة جناح مجموعة Solnor الرائدة في مجال الجيوبيئة، حسبما أفاد به، أمس، بيان لوزارة الطاقة والمناجم.
وأوضح المصدر ذاته، أن مشاركة السيدة كاتبة الدولة، تأتي «في إطار الاستراتيجية الوطنية لتحديث القطاع المنجمي، وتشجيع انفتاحه على الشراكات الدولية، والترويج لقدرات الجزائر في مجال الثروات المعدنية، بهدف استقطاب الاستثمارات، ونقل التكنولوجيا والمعرفة، وتعزيز العمل المشترك مع الفاعلين الدوليين في مجال الابتكار والتطوير المستدام».
وفي سياق أشغال هذا المؤتمر، عقدت السيدة كريمة طافر لقاءً مع البروفيسور الجزائري كريم زغيب، أحد أبرز الخبراء العالميين في مجال الطاقة وتكنولوجيات التخزين، وذلك بحضور أعضاء الوفد الجزائري.
وقد خُصص هذا اللقاء «لدراسة فرص التعاون المشترك حول إدماج تكنولوجيا بطاريات فوسفات الحديد والليثيوم (LFP) في الجزائر».
واستعرض البروفيسور زغيب، مزايا هذه التقنية الواعدة من حيث الأمان، الاستدامة، الأداء الحراري والتكلفة، مبرزًا الإمكانات الكبيرة التي تتيحها الجزائر بفضل مواردها المعدنية الغنية وموقعها الجيوستراتيجي، مما يجعلها مرشحة بقوة لاحتضان مشاريع صناعية رائدة في هذا المجال.
من جهتها، أكدت السيدة طافر «حرص الجزائر على تطوير سلسلة القيم المرتبطة بالمعادن الاستراتيجية، وعلى رأسها الليثيوم والفوسفات والحديد»، مشيرة إلى أن «إدماج تكنولوجيات تخزين الطاقة في المنظومة الصناعية الوطنية يُعد خطوة أساسية نحو تحقيق التحول الطاقوي، وتطوير صناعة وطنية نظيفة وذات قيمة مضافة».
وقد مكّن هذا اللقاء من «تحديد عدة محاور للتعاون العلمي والتقني، تشمل التكوين، البحث التطبيقي، والشراكة بين القطاعين العام والخاص من أجل إقامة وحدات مستقبلية لإنتاج بطاريات LFP في الجزائر، بما ينسجم مع تطلعات البلاد إلى أن تكون فاعلًا إقليميًا رئيسيًا في مجال الطاقات النظيفة والتكنولوجيا الخضراء»، يضيف البيان.
وتُجسد مشاركة الجزائر في هذا الحدث الدولي،» الالتزام السياسي القوي بتحديث الحوكمة المنجمية، ورفع كفاءة الاستغلال، والمساهمة الفعالة في التنمية الاقتصادية الوطنية المستدامة»، حسب المصدر ذاته.
وللتذكير تم ، خلال شهر أفريل المنصرم، التوقيع على مذكرة تفاهم للتعاون لتطوير شعبة الليثيوم في الجزائر، بين الديوان الوطني للبحث الجيولوجي والمنجمي ، ممثلا لمجمع سونارام، والبروفيسور كريم زغيب، الخبير الدولي في مجال بطاريات الليثيوم-حديد-فوسفات (LFP) وتخزين الطاقة، وتهدف هذه المذكرة إلى« تحديد إطار التعاون العلمي والتقني بين الطرفين من أجل تجسيد مشروع استراتيجي متكامل، يشمل تثمين الموارد المنجمية الوطنية (الليثيوم، الحديد والفوسفات)، مروراً بمراحل التصنيع والتحويل الكيميائي، وصولاً إلى إنتاج خلايا بطاريات LFP محليًا، وفق المعايير الدولية».
و بالمناسبة، أكد وزير الدولة، وزير الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة، محمد عرقاب، على أن هذا الاتفاق، يعكس إرادة الدولة في خلق صناعة وطنية قائمة على المعرفة والتحكم في التكنولوجيا، عبر شراكات نوعية مع الكفاءات الجزائرية بالخارج.
ومن جانبه، عبر البروفيسور كريم زغيب عن «اعتزازه بالمساهمة في هذا المسعى الوطني الطموح»، مجددًا «التزامه الكامل بمرافقة الجزائر بخبرته الطويلة الممتدة لأكثر من 30 سنة في مجال تكنولوجيا تخزين الطاقة»، مشيرا إلى «أهمية الاستثمار في التكوين وبناء نسيج صناعي تنافسي على المستوى الإقليمي والدولي».
م -ح