أجمع متدخلون، نشطوا أمس، ندوة بجامعة البلدية 2، حول شخصية الطبيب والمجاهد فرانز فانون، وفكره الثوري والسياسي على أن نهج الرجل قام على فك الارتباط مع المستعمر، وانطلق من مقاربة نفسية توصل من خلالها إلى ضرورة «العنف الثوري» كخيار لمناهضة كل أشكال الطغيان والظلم الذي مارسه الاستعمار الفرنسي.
نظمت الندوة من قبل مخبر «الحوكمة والتنمية المستدامة» بكلية الحقوق والعلوم السياسية، وحملت عنوان « الفكر السياسي لفرانز فانون، الاستعمار، الهوية، والمقاومة في القرن العشرين»، وقد أكد رئيسها الدكتور هشام دراجي، أن فكر فرانز فانون ينطلق من مقاربة نفسية أساسية، حيث كان يعمل طبيبا نفسانيا بمستشفى البليدة، واكتشف من خلال دراسته للكثير من المرضى هناك، أن الاستعمار بالغ في أذية الشعب وأن أغلب الحالات تأثرت بحجم العنف الممارس.
وحسب الباحث، فإن فانون لاحظ أن المستعمر ترك أثرا كبيرا على شخصية الفرد الجزائري، وانطلاقا من هذه الفكرة، تأكد من ضرورة العنف الثوري كخيار لمناهضة كل أشكال الطغيان والظلم الذي كان يمارس ضد الشعب.
مضيفا، بأن أفكار فرانز فانون عرفت انتشارا واسعا في أمريكا اللاتينية وإفريقيا نظرا للتمييز الذي كان يقع ضد السود هناك، وتيقن أن الظلم والقهر يمكنه أن يتحول إلى عنف ثوري، ويحقق ما يسمى بالحرية والاستقلال للشعوب المضطهدة.
من جهته، أشار الباحث الدكتور عبد الحكيم ذهبي، أن فرانز فانون نشأ تحت وطأة العنف في دولة مستعمرة، وعانت عائلته من الاضطهاد والتهميش ما أثر في شخصيته وتكوينه الفكري والنضالي، موضحا أن التمييز العنصري الذي عانى منه وهو صغير، وحتى خلال دراسته لعلم النفس بفرنسا وتحديدا بجامعة ليون كشف له بشاعة التمييز العنصري داخل المؤسسات الفرنسية خلال تلك الفترة، ومنها الجامعة باعتبارها مؤسسة مجتمعية.
وفي مداخلته، أكد الدكتور عبد القادر سوفي، أن فرانز فانون كان من رواد الفكر التحرري في العالم، وقد ناضل بأفكاره ووصف نفسه بجزائري الانتماء والهوية، وآمن بالقضية الجزائرية قبل الحرب التحررية، وهو في بدايته في مستشفى البليدة.
مضيفا، بأن الجزائر تتذكر فرانز فانون، على أنه شهيد ومجاهد جزائري أثر في الثورة التحررية وفكرها.
وأشار الدكتور ضياء الدين أوشريف، إلى أن شخصية فانون، ثورية وجزائرية بامتياز، وقد قام فكره على فك الارتباط بالاستعمار، وخاض فيه من الناحية النفسية والتجريدية الفكرية، كما تحدث عن بناء دولة ما بعد الاستعمار، وقال إن الاستعمار قبل أن يكون مسلحا هو استعمار نفسي.
وأشار المتدخل، إلى أن فرانز فانون دعا إلى العصيان المعرفي مع كل ما كتب حول دول العالم الثالث أو الآخر المستعمر، وأكد على أن الشعوب المستعمرة يجب أن تكتب عن نفسها بنفسها، دون الرجوع إلى كتابات الآخر الأبيض الذي استعمره في وقت من الأوقات.
نورالدين ع
