احتلت ست جامعات جزائرية، لأول مرة، مراتب متقدمة ضمن تصنيف أفضل الجامعات العالمية، «US NEWS BEST GLOBAL UNIVERSITIES» الذي يعد أحد أبرز التصنيفات العالمية في هذا المجال. وفي هذا الإطار، أفادت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، أول أمس، في بيان لها، أن جامعة سيدي بلعباس، صنفت الأولى وطنيا و مغاربيا و 760 عالميا من بين 2250 جامعة على المستوى الدولي، وذلك «وفقا لأربعة معايير دقيقة تشمل السمعة الأكاديمية، الإنتاج والتأثير البحثي وكذا التعاون الدولي».
ويبرز هذا التصنيف - يضيف البيان- الجهود المبذولة من طرف القطاع لتحقيق مستويات أعلى من التميز والابتكار وتعزيز حضور الجامعات الجزائرية في التصنيفات الدولية، بما يخدم التنمية الوطنية وريادة الجزائر في المشهد الأكاديمي والعلمي العالمي.
للإشارة تشهد الجامعات الجزائرية منذ سنوات تحسنا تدريجيا في تموقعها ضمن التصنيفات العالمية لأفضل مؤسسات التعليم العالي، في ظل سياسة واضحة اعتمدتها السلطات العمومية لتثمين البحث العلمي وتطوير جودة التكوين الجامعي. وقد عرفت هذه الديناميكية قفزة نوعية، تجلت في دخول عدد متزايد من الجامعات الجزائرية إلى تصنيفات عالمية مرموقة، من بينها تصنيف «التايمز للتعليم العالي» (THE)، وتصنيف «كيو إس» الإقليمي، إضافة إلى تصنيف «ويبومتركس» الذي يقيس الحضور الرقمي والأكاديمي للجامعات.
فبعد أن كان الحضور الجزائري في 2019، في التصنيفات العالمية محتشما، إلا أن السنوات الأخيرة حملت معها تغييرات لافتة.
ففي تصنيف التايمز لعام 2022، تم إدراج 14 جامعة جزائرية ضمن التصنيف، أبرزها جامعة فرحات عباس – سطيف 1 في الفئة 501–600 عالميا، وجامعة وهران 1 في فئة 601–800، وهو ما شكّل نقطة تحول مهمة نحو الاعتراف الدولي بجودة التعليم العالي في الجزائر.
على صعيد آخر، كان لتصنيف «التايمز للأثر» الذي يقيس مدى مساهمة الجامعات في تحقيق أهداف التنمية المستدامة – نصيب من الحضور الجزائري القوي، حيث تم تصنيف 54 جامعة جزائرية في إصدار 2024، وتقدّمت جامعة أم البواقي على المستوى الوطني ضمن الفئة العالمية 401–600.
وفي تصنيف كيو إس الإقليمي الخاص بالمنطقة العربية بين 2023 و2025، حافظت حوالي 10 جامعات جزائرية على تواجدها ضمن أفضل 200 جامعة عربية، من بينها جامعات وهران 1، تلمسان، قسنطينة وعنابة، وهو ما يعكس تنافسية هذه المؤسسات على المستوى الإقليمي.
أما في تصنيف «ويبومتركس» لسنة 2022، فقد تصدّرت جامعة العلوم والتكنولوجيا هواري بومدين الترتيب الوطني، بفضل أدائها في مجالات الانفتاح الرقمي والاستشهادات العلمية والتميز الأكاديمي على الإنترنت.
تعكس هذه النتائج الطموحات المتزايدة التي تراهن عليها الجزائر للارتقاء بجودة منظومتها الجامعية، لاسيما من خلال دعم البحث العلمي، تشجيع الابتكار، وتوسيع الشراكات مع الجامعات العالمية.