ثمن وزير التربية الوطنية محمد صغير سعداوي الجهود التي بذلها الفريق المشرف على إعداد مواضيع امتحان البكالوريا دورة جوان 2025، عقب مغادرته مساء يوم الخميس مركز الحجر بعد قضاء مدة 44 يوما في عزلة تامة عن العالم الخارجي والانشغال بصياغة أسئلة تناسب مستوى مجمل التلاميذ.
أنهى الفريق الذي كلف بإعداد مواضيع البكالوريا جوان 2025 فترة الحجز أمسية الخميس، بعد أن قضى 44 يوما في عزلة تامة عن المحيط الخارجي على مستوى المقر الفرعي للديوان الوطني للمسابقات والامتحانات بالقبة بالعاصمة، الذي تحول في الفترات الأخيرة إلى خلية نحل لإعداد ومراقبة وطباعة مواضيع البكالوريا للشعب السبعة.
واستغل وزير التربية الوطنية محمد صغير سعداوي فرصة إتمام فترة الحجز وخروج فريق الأساتذة والمفتشين، وكذا عمال المطبعة والموظفين والعمال الذين أطروا عملية إعداد مواضيع البكالوريا، ليتقدم بخالص شكره لكل من ساهم في إنجاح الامتحان، كما أثنى على ما تم بذله من طرف كافة المعنيين لضمان مصداقية الامتحان، والحفاظ على مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع المترشحين، مؤكدا بأن العمل الذي قام به أعضاء الفريق يعكس التجسيد الفعلي لقيم الالتزام والانضباط التي يتحلى بها المنتسبون للقطاع.
وثمن الوزير أيضا التزام وتجند كافة القطاعات الوزارية المعنية بمرافقة وزارة التربية الوطنية في تأطير وتنظيم الامتحانات الرسمية، فضلا عن الهيئات الأمنية والعسكرية على المستويين المركزي والمحلي، التي أبدت من جهتها حرصا واضحا على تسخير الظروف والوسائل لإنجاح الموعد، تكريسا لروح التضامن المؤسساتي، ولتعزيز الثقة في المدرسة الجزائرية.
وكان المترشحون في شعبة آداب وفلسفة قد أتموا امتحان البكالوريا يوم الأربعاء، باجتياز آخر المواد وهي الفلسفة واللغة الأمازيغية بالنسبة لمن درسوا المادة، وغادر جميعهم مراكز الإجراء بعد أن أربعة أيام قضوها في الإجابة على الأسئلة الخاصة بالمواد المقررة.
وكان يوم الخميس آخر يوم لامتحان البكالوريا بالنسبة لباقي الشعب، اجتاز خلاله المترشحون العلميون مادة العلوم الفيزيائية، والمناجمنت بالنسبة لشعبة التسيير والاقتصاد في الفترة الصباحية، فيما خصصت فترة المساء لامتحان الفلسفة.
واجتاز بدورهم طلبة اللغات الأجنبية الامتحان في اللغة الأجنبية الثالثة، الإيطالية أو الألمانية، وامتحن طلبة شعبة الفنون في مادة الفنون، وغادر الجميع مراكز الإجراء بعد انقضاء الفترة الصباحية، عقب اجتياز كافة المواد المقررة في امتحان شهادة البكالوريا لمدة خمسة أيام متواصلة، واقتصرت الفترة المسائية ليوم الخميس على العلميين وشعبة التسيير والاقتصاد لاجتياز مادة الفلسفة.
واتفق أغلب الممتحنين على المستوى العادي للمواضيع الخاصة باليوم الأخير، وسط تباين في المواقف حول موضوع الفيزياء وذلك بحسب مستوى تحكم الطلبة في المادة، وطبيعة التحضيرات التي سبقت امتحان البكالوريا، كما تراوح تقييم المترشحين لامتحان الفلسفة بين العادي والصعب نوعا ما، مع إجماع على الصلة الواضحة بين الأسئلة المطروحة في الموضوعين الاختياريين والمقرر الدراسي.
وسارت بكالوريا جوان 2025 في أحسن الظروف عبر مجمل مراكز الإجراء بفضل تجنيد عديد القطاعات لمرافقة المترشحين، وتسخير وسائل العمل اللازمة لفائدة المؤطرين، مع حضور لافت لأعوان الأمن لتنظيم حركة المرور وتأمين محيط مراكز الإجراء، مما مكن مجمل الطلبة من الوصول في الوقت المحدد إلى قاعات الامتحان.
وشهدت هذه الامتحانات هبة تضامنية من قبل الجمعيات والمواطنين، إلى جانب المساهمة الفعالة للسلطات المحلية في التكفل التام بالمترشحين، وضمان النقل والاطعام والإيواء للطلبة الذين يقطنون خارج مراكز المدن، وبمناطق تبعد بمسافات عن مراكز الإجراء، خاصة بالولايات الجنوبية ذات المساحة الشاسعة.
وتعد بكالوريا 2025 من الدورات التي تميزت بالتنظيم المحكم، والسير العادي لمجرياتها منذ انطلاقها إلى غاية خروج آخر ممتحن من مراكز الإجراء، دون تسجيل لظاهرة نشر المواضيع مباشرة بعد توزيعها على المترشحين، بفضل التدابير الرامية إلى الحد من مظاهر الغش في الامتحانات المدرسية الوطنية، وتعزيز قيم المثابرة والعمل والاتكال على المجهود الشخصي لتحقيق النجاح، وتخطي عتبة البكالوريا وصولا إلى مقاعد الجامعة.
كما انحصرت محاولات الغش في امتحان شهادة البكالوريا لهذه الدورة على حالات جد محدودة تم التكفل بها من قبل الجهات القضائية، عبر تطبيق الإجراءات القانونية التي تطال كل من يحاول المساس بنزاهة ومصداقية الامتحانات الرسمية، كما أبان المؤطرون عن مستوى عال من المسؤولية والروح التضامنية مع المترشحين، بما سمح بتخفيف الضغط عن الطلبة وتهيئتهم نفسيا لاجتياز الامتحان على غرار الاختبارات الفصلية. لطيفة بلحاج