شرعت وزارة التجارة الداخلية وتنظيم السوق الوطنية في تنظيم الاجتماعات التحضيرية للدخول الاجتماعي، وضمان وفرة المنتجات ذات الطلب الواسع خلال موسم الصيف، فضلا عن ضبط السوق بتجنيد المتعاملين للحفاظ على سلسلة التموين.
أفاد الأمين العام للاتحاد العام للتجار والحرفيين عصام بدريسي في تصريح «للنصر» بأن التحضير للدخول الاجتماعي المقبل انطلق على مستوى وزارة التجارة الداخلية وضبط السوق وكذا المتعاملين الاقتصاديين والتجار، بعقد اجتماعات تنسيقية لتجنيد كافة المتدخلين في تموين السوق بما تحتاجه الأسر من مواد ومنتجات، من بينها اللوازم المدرسية.
وكشف المصدر عن منح عدة تراخيص للمستوردين من طرف مصالح وزارة التجارة لتدعيم السوق بعديد المنتجات غير المصنعة محليا، بهدف تفادي أي اضطراب في السوق بسبب تأخر عمليات الاستيراد أو تعطلها، موضحا بأن كل الجهود منصبة حاليا على مستوى الفاعلين الاقتصاديين والوزارة الوصية لضمان دخول اجتماعي هادئ وناجح، في ظل تحقيق الوفرة والاستقرار العام في الأسعار، بما يراعي القدرة الشرائية لعامة الأسر، تجسيدا لتوصيات وتعليمات رئيس الجمهورية.
وأوضح المتدخل بأن الأسواق الجوارية تستعد لفتح أبوابها أمام المواطنين منتصف شهر أوت المقبل، تجسيدا للتقليد السنوي الذي دأبت عليه السلطات العمومية بفتح فضاءات تجارية ذات طابع تضامني عبر مجمل الولايات لتقريب المنتجات واسعة الطلب من المواطنين، بأسعار تنافسية من خلال اعتماد البيع المباشر والبيع الترويجي وغيرها من الصيغ التي تساهم في كسر الأسعار وتعزيز القدرة الشرائية، في إطار التعاون والتنسيق ما بين المتدخلين في تموين السوق من منتجين ومستوردين وتجار.
وكشف المصدر أيضا عن وضع خارطة طريق لتدعيم السوق بكميات إضافية من المنتجات الغذائية، سيما بالولايات الساحلية التي تستقطب خلال هذه الفترة من السنة سياحا من الولايات الداخلية، في إطار التعاون ما بين وزارة التجارة الداخلية والفاعلين الاقتصاديين، الذين حرصوا من جهتهم على مضاعفة وتيرة الإنتاج، بهدف ضخ كميات مضاعفة من المنتجات واسعة الاستهلاك، حفاظا على استقرار أسعارها، ولتفادي أي تذبذب في التموين.
وسجل المتدخل نتائج جد إيجابية للجهود المبذولة في إطار التحضيرات الاستباقية لموسم العطل، وانعكس ذلك بوضوح على توفر مختلف المنتجات الفلاحية الموسمية من خضر وفواكه بأسعار جد معقولة، إلى جانب وفرة اللحوم بنوعيها، مع تسجيل انخفاض في أسعار اللحوم البيضاء وكذا البيض بفضل تحقيق عنصر الوفرة، وتجنيد فرق الرقابة وقمع الغش للسهر على استمرار سلسلة التموين وانتظامها خلال كافة أيام السنة، سيما في المناسبات التي ترتفع فيها وتيرة الاستهلاك.
وساهمت تدابير وزارة التجارة الداخلية في تنشيط الحركة التجارية بالمناطق السياحية التي تستقطب مواطنين من مختلف المناطق، بعد أن تم تدعيمها بكميات معتبرة من المواد الاستهلاكية لتغطية الطلب عليها طيلة موسم الاصطياف، في ظل الحرص على محاربة التسممات الغذائية عبر استمرار القوافل التحسيسية للتوعية بالتدابير الوقائية الواجب التقيد بها فيما يخص احترام سلسلة التبريد و شروط الحفظ والتخزين، خاصة فيما يتعلق بالمواد سريعة التلف.
ويؤكد المصدر بأن القوافل التحسيسية التي تم إطلاقها مع بداية الصائفة حققت نتائج مرضية بتسجيل تراجع محسوس في عدد التسممات الغذائية مقارنة بالسنوات الماضية، بفضل ارتفاع تجنيد التجار وارتفاع مستوى الوعي لدى المواطنين، الذين أصبحوا بدورهم أكثر حرصا على تجنب اقتناء المواد الغذائية من خارج الفضاءات التجارية المرخصة التي لا تحترم معايير الصحة والنظافة.
كما تقوم فرق الرقابة وقمع الغش من جهتها بخرجات ميدانية يومية لأسواق الجملة والتجزئة و مختلف الفضاءات التجارية للوقوف على تموين السوق بالمواد الأساسية وشفافية الممارسات التجارية عبر جميع الولايات، للوقوف على احترام شروط النظافة و سلسلة التبريد للوقاية من التسممات.
وتسجل وزارة التجارة الداخلية ارتفاعا في الطلب على المواد الغذائية في فصل الصيف الذي يشهد تنظيم المناسبات والتجمعات العائلية، وتؤكد الاجتماعات التنسيقية التي عقدها وزير القطاع مؤخرا الحرص على تموين السوق لتجنب الندرة الناجمة عن التفاوت بين العرض والطلب.
كما تسعى الوصاية إلى تنفيذ تعليمات رئيس الجمهورية فيما يخص إعادة ضبط السوق، بوضع ترتيبات جديدة تضمن تنسيق أفضل وأوسع بين كافة المتدخلين في عملية التموين، وتحافظ على مصلحة المستهلكين التي تشكل محور السياسات التي تسطرها الدولة في إطار التحكم في آليات تنظيم السوق.
لطيفة بلحاج