أكد وزير الشباب، المكلف بالمجلس الأعلى للشباب، مصطفى حيداوي، أمس الأحد، أن القمة الوطنية حول الشباب والمشاركة السياسية، التي تنطلق أشغالها اليوم الاثنين بالمركز الدولي للمؤتمرات «عبد اللطيف رحال» بالجزائر العاصمة، تحت إشراف الوزير الأول نذير العرباوي، تمثل «ثمرة سنوات من العمل المنهجي والمتأني في سبيل تعزيز التمكين السياسي لفئة الشباب».
وفي تصريح له في أعقاب افتتاح ورشات العمل التحضيرية للقمة، أوضح حيداوي أن المجلس الأعلى للشباب أراد من خلال هذه الفعالية أن يكرّس تراكمية النشاطات التي نظمها منذ تأسيسه سنة 2022، والتي شملت مختلف مجالات التمكين، لاسيما السياسي، الاجتماعي والاقتصادي، وقال في هذا السياق: «اخترنا أن نسمي هذا الحدث بالقمة، لما له من رمزية دالة على الأهمية والبعد الوطني للمشاركة السياسية للشباب».
وكشف الوزير أن القمة ستشهد مشاركة أزيد من 3 آلاف شاب وشابة، يمثلون مختلف الفئات، من بينهم منتخبون، وشباب سبق لهم الترشح دون الظفر بمقاعد، إلى جانب فئات غير منخرطة في الحياة السياسية، كما يشارك نخبة من الأكاديميين والمهتمين بقضايا الشباب. وأضاف حيداوي أن هذه القمة ستُفضي إلى بلورة ثلاثة ملامح رئيسية، ويتعلق الأمر كما قال بـ "تشخيص واقع مشاركة الشباب في الحياة السياسية"، و "تقييم المكاسب التشريعية التي تحققت في إطار الجزائر الجديدة"، إلى جانب "استشراف آفاق أوسع لمساهمة الشباب في الشأن العام، سواء كمترشحين أو منتخبين أو مسيرين".
وشدّد حيداوي على أن المجلس الأعلى للشباب يؤمن بضرورة حضور فعلي ووازن للشباب في صناعة القرار السياسي، مبرزا أن العمل الجاري يندرج ضمن استراتيجية واضحة لتعزيز هذا الدور. كما اعتبر أن القمة تشكل منطلقًا مهمًا لصياغة خارطة طريق جديدة، تفتح المجال أمام بروز وجوه شابة في مختلف الاستحقاقات المقبلة.
وأفاد الوزير أن الورشات التي انطلقت يوم أمس، ناقشت المحاور الثلاثة للقمة، في حين سيتواصل النقاش اليوم ضمن جلسات مفتوحة بين صناع القرار وممثلين عن الشباب من مختلف التوجهات والانتماءات.
وختم حيداوي تصريحه بالقول إن هذه القمة هي «بادرة أمل حقيقية» نحو تمكين سياسي فعلي للشباب، مضيفًا: «نحن نشتغل على نار هادئة، بالتشاور وبمساهمة واسعة من الشباب أنفسهم، والقمة الحالية ليست سوى بداية لمسار طويل لبناء جيل جديد من الفاعلين السياسيين».
وكان وزير الشباب المكلف بالمجلس الأعلى للشباب قد أشرف ، مساء أمس على فعاليات الافتتاح الرسمي للورشات التحضيرية للقمة الوطنية للشباب والمشاركة السياسية، وذلك بالمركز الدولي للمؤتمرات، بحضور 120 شابا منتخبا من مختلف ولايات الوطن ومن شتى التشكيلات السياسية.
وتأتي هذه المحطة تبعا لمخرجات الجلسات التحضيرية التي عُقدت بتاريخ 12 ديسمبر 2023، حيث تم تسليط الضوء على أبرز التوصيات التي صاغها الشباب خلال تلك الجلسات، والتي تمحورت حول تفعيل الآليات القانونية والمؤسساتية لإشراكهم بفعالية في الحياة السياسية، وتوسيع فرصهم في التمثيل والتأثير ضمن مختلف الهيئات.
عبد الحكيم أسابع