قررت وزارة التربية الوطنية إعادة هيكلة مواد ومواقيت السنة الثالثة ابتدائي للموسم الدراسي 2025/ 2026 بحذف مادتي الجغرافيا والتربية المدنية، مع تدعيم توقيت بعض المواد من بينها اللغة العربية والإنجليزية والتربية الرياضية، تنفيذا لالتزام رئيس الجمهورية بإجراء مراجعة بيداغوجية وتخفيف المقرر الدراسي.
ورد في منشور لمديرية التعليم لوزارة التربية الوطنية حصلت النصر على نسخة منه، التدابير المتعلقة بإعادة هيكلة مواد وتوقيت السنة الثالثة ابتدائي للسنة الدراسية 2025/2026، من خلال حذف مادتي الجغرافيا والتربية المدنية، وتدعيم الحجم الساعي للمواد الأساسية.
وتم بموجب قرار الوزارة تقليص عدد المواد المقررة في الثالثة ابتدائي إلى 7 مواد فقط، وهي اللغة العربية واللغة الفرنسية واللغة الإنجليزية والرياضيات والتربية الإسلامية والتربية الفنية والموسيقية والتربية البدنية.
وتضمنت الإجراءات الجديدة المزمع إدراجها حيز التنفيذ مع بداية السنة الدراسة الجديدة تدعيم توقيت اللغة العربية ب 15 دقيقة تضاف لحصة المطالعة، ليصبح توقيتها 7 ساعات و30 دقيقة أسبوعيا، إلى جانب إفراد مادة التاريخ بحصة مستقلة مدتها 30 دقيقة أسبوعيا، فضلا عن تدعيم توقيت اللغة الإنجليزية ب 30 دقيقة إضافية ليصبح توقيتها ساعتين أسبوعيا.
كما قررت وزارة التربية الوطنية مواصلة تدعيم ممارسة التربية البدنية والرياضية بإضافة ساعة واحدة، ليصبح توقيتها ساعتين في الأسبوع، مع تثمين التربية الفنية بإضافة 45 دقيقة للتوقيت الحالي الذي أصبح ساعة واحدة و30 دقيقة أسبوعيا، ليصل بذلك التوقيت الأسبوعي الإجمالي لكافة المواد المقررة في السنة الثالثة ابتدائي إلى 22 ساعة و30 دقيقة في الأسبوع.
كما اتخذت الوصاية جملة من الترتيبات التنظيمية لإنجاح التدابير الجديدة، بإعادة توزيع أساتذة المدرسة الابتدائية للغة الفرنسية واللغة الإنجليزية والتربية البدنية والرياضية بشكل متوازن يضمن التغطية الكاملة لكل المدارس والأفواج التربوية، إلى جانب توزيع حصص أنشطة التربية الفنية والتربية البدنية والرياضية على كامل أيام الأسبوع لتحقيق التوزان بين مختلف المواد، بما يخفف الضغط على التلاميذ.
وشددت الوزارة على ضرورة ضمان المرافقة البيداغوجية لأساتذة المدارس الابتدائية من قبل المفتشين، من خلال برمجة وتنظيم ندوات تربوية وأيام دراسية حول مختلف الجوانب المتعلقة بهذه العملية، في الفترة التي تلي الدخول المدرسي مباشرة، في إطار السيرورة العادية للتكوين أثناء الخدمة، بهدف بلوغ الأهداف المنتظرة من قرار إعادة هيكلة مواد ومواقيت السنة الثالثة ابتدائي.
وأكدت وزارة التربية الوطنية بأن الهدف من قرار تخفيف البرنامج الدراسي للسنة الثالثة ابتدائي هو تحقيق تدرج منطقي للمواد بما يتوافق مع المواد المقررة في الطور الأول من التعليم الابتدائي، إلى جانب مواصلة تدعيم التعلمات الأساسية التي تشمل المهارات اللغوية والرياضياتية القاعدية، وكذا المهارات البدنية والفنية.
كما تهدف العملية بحسب ما ورد في المنشور الوزاري إلى تعزيز الوعي الوطني لدى المتعلمين بتنمية البعد التاريخي للهوية الوطنية، وتنمية المسعى العلمي لفهم المحيط الطبيعي والتكنولوجي، وذلك في إطار تنفيذ توجيهات رئيس الجمهورية بتخفيف البرامج لصالح النشاطات الثقافية والرياضية من أجل تنمية قدرات التلميذ.
ويندرج قرار الوزارة بتخفيف البرنامج الخاص بالسنة الثالثة ابتدائي ضمن الجهود القائمة لخفيف المناهج الدراسية الخاصة بكافة الأطوار لتحقيق جودة التعليم، بعد أن تم في الموسم الدراسي المنصرم تقليص عدد المواد المقررة في الطور الأول للتعليم الابتدائي، بحذف مادتي التربية العلمية والتكنولوجية والتربية المدنية، بغرض تحسين جودة التعليم وتلبية احتياجات التلميذ المختلفة، بحسب ما ورد عن الوصاية.
ولقي قرار تخفيف عدد مواد الطور الابتدائي من قبل وزارة التربية الوطنية ترحيبا واسعا من قبل نقابات التربية الوطنية ومنظمات أولياء التلاميذ، واعتبرته خطوة هامة نحو تحقيق جدوة التعليم، سيما وأنه يسعى إلى تخفيف الضغط على التلاميذ، مقابل منحهم متسعا من الوقت لممارسة الأنشطة الفنية والرياضية، بالموازاة مع تعزيز كفاءاتهم في المواد الأساسية.
وينتظر الشريك الاجتماعي من الوصاية إتمام مسار الإصلاحات ليشمل باقي الأطوار التعليمية في إطار مواكبة البرامج المسطرة من قبل الدولة لتكوين جيل قادر على مواكبة التقدم التكنولوجي وتحقيق التنمية المستدامة. لطيفة بلحاج