* إعداد الإطار الوطني للتأهيلات الأول من نوعه
أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي كمال بداري، أمس الاثنين، بأن الموسم الجامعي الجديد سيكون موعدا لتجسيد التحالف بين التكنولوجية والعلوم الإنسانية، بهدف أنسنة الذكاء الاصطناعي والربوتيك، كما سيكون سنة للبرمجيات الحرة وتحقيق السيادة المعلوماتية للبلاد، وتجسيد الاقتصاد الناشئ.
كشف كمال بداري وزير التعليم العالي والبحث العلمي خلال إشرافه على الافتتاح الرسمي للسنة الجامعية 2025/2026 من جامعة أحمد بن يحيى الونشريسي بتسمسيلت، عن إعداد الإطار الوطني للتأهيلات الأول من نوعه، الذي سيجعل لكل شهادة ما يرافقها من تأهيلات ومهن، بما يؤكد بأن الجامعة أصبحت متجذرة في محيطها، وتستمد قوتها من المنطقة المتواجدة بها.
وأفاد الوزير بأن السنة الجامعية الحالية ستشهد أيضا تفاعلا وتحالفا بين العلوم والتكنولوجيا والعلوم الإنسانية، وأنسنة الذكاء الاصطناعي والربوتيك، كما ستكون سنة للبرمجيات الحرة من أجل تحقيق السيادة الوطنية المعلوماتية، وموعدا للابتكار وتحويل المعارف لبناء اقتصاد ناشئ في غضون سنة 2027 تجسيدا لالتزامات رئيس الجمهورية.
وأكد الوزير بأن الجزائر لا تحتاج إلى الآخرين للتعريف بها، فهي تعرف نفسها بنفسها في هدوء واستمرارية تنفيذا لبرنامج رئيس الجمهورية، برنامج الجزائر الناشئة الجديدة المنتصرة في ظل الإصلاحات المتكاملة التي تنجز بثبات وهدوء.
و أشار بداري إلى أن الاقتصاد الناشئ يعني تواجد بلادنا ضمن اقتصاد نام ومتقدم، يتميز بالنمو السريع والتطور الصناعي والاقتصادي، وهي «معايير تتوفر عليها بلادنا، وتؤكد بأن الاقتصاد الوطني هو اقتصاد ناشئ».
وتعكس جملة المؤشرات الاقتصادية المسجلةـ وفق تأكيد الوزير- حجم النمو المحقق في السنوات الأخيرة، من بينها الديناميكية الاقتصادية والاجتماعية التي تتجلى في الزيادات المنتظمة للأجور، وكذا النمو الاقتصادي القوي منذ العام 2020، إلى جانب نسبة النمو التي بلغت 4.08 بالمائة في سنة 2024، فضلا عن الدخل الخام للفرد الأقوى في منطقة المغرب العربي، بقيمة بلغت نحو 5130 دولار في 2024.
ويضاف إلى هذه المؤشرات، يضيف بداري، الاستثمارات الهامة في مجال التعليم العالي الذي يعتبر بدوره الأكثر تطورا في إفريقيا، بشبكة تضم 117 مؤسسة جامعية وحوالي 1.2 مليون طالب، و300 ألف طالب جديد سنويا، دون مواجهة أي عناء أو نقص في التأطير وفي البنى التحتية للاستقبال.
وأوضح المتحدث بأن قطاع التعليم العالي لا ينتج ماديات، بل رأس مال بشري واقتصاد المعرفة، عبر استحداث مراكز لتطوير المقاولاتية وحاضنات أعمال ودور للذكاء الاصطناعي لمرافقة حاملي المشاريع الابتكارية.
وبرر كمال بداري اختيار ولاية تيسمسيلت لافتتاح السنة الجامعية الجديدة، بحرص الوزارة على إعطاء الأهمية والعناية لكافة المؤسسات الجامعية حيثما وجدت دون تمييز، سيما وأن رئيس الجمهورية جعل الجامعة رافدا للتنمية الاجتماعية والاقتصادية، و وضع البحث العلمي في قلب مشروعه الوطني النهضوي.
وأضاف وزير القطاع بأن جامعة تيسمسيلت نالت نصيبها في مجال التنمية والبنية التحتية الجامعية، وخلق فرص عمل لخريجي هذه المؤسسة في إطار استحداث مؤسسات ناشئة واقتصادية، مما جعلها رافدا للتنمية على مستوى الولاية.
وأضاف المتحدث بأن مستقبل الجزائر المنتصرة يدون من الجامعة، عن طريق الطلبة والطاقم الساهر على مرافق القطاع، «فالجامعة ليست مجرد مؤسسة أكاديمية للتعليم، بل هي القلب النابض للتنمية المحلية والوطنية، بما تقوم به لاستحداث المعارف ونشرها وتثمينها على مستوى القاعات والمدرجات والمخابر ا حيث يتجسد مصير وازدهار البلاد ورفاهية الشعب».
وسجل الوزير تحسنا في ظروف الخدمات الجامعية وتمويل البحث العلمي الذي تضاعف في السنوات الأخيرة، فضلا عن الزيادة في عدد المقاعد البيداغوجية، مؤكدا بأن الاستثمار في القطاع لا يمثل عبئا على الخزينة العمومية، لأنه استثمار في السيادة الوطنية، سيما وأن الجزائر تواجه تحديات التحولات الاقتصادية والبيئية والذكاء الاصطناعي على غرار باقي الأمم.
لطيفة بلحاج
