اعتبر محافظ مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي محمد علال،أمس، الطبعة الخامسة للتظاهرة، مكسبا يؤسس لمرحلة جديدة للارتقاء نحو مصاف المهرجانات العالمية، حيث حقق حسبه، قفزة نوعية مقارنة بالطبعة الماضية، من حيث طبيعة الضيوف العالميين الذين حضروا من 22 دولة ومشاركة 4 سينمائيين حاصلين على جائزة الأوسكار، ثلاثة من بينهم أشرفوا على لجان تحكيم أفلام المسابقة.
وأضاف علال، لدى تنشيطه ندوة صحفية بشيراطون عنابة لتقييم الحدث بمناسبة يومه الختامي، بأن المهرجان كرم أسماء سينمائية بارزة على رأسها المخرج الجزائري محمد لخضر حمينة، كما صدر كتاب عنه بمساهمة 20 ناقدا من 19 دولة، إلى جانب كتاب عن مسيرة الممثل المصري خالد النبوي، الذي كرم بالعناب الذهبي.
وأكد المحافظ، أن البرنامج المسطر جسد كاملا بما في ذلك عرض 90 فيلما رغم تحدي شح قاعات السينما، متمنيا أن تتوفر قاعتان على الأقل بعد نهاية مشاريع الترميم وذلك تحسبا للطبعة المقبلة. وأوضح بأن مشكل القاعات كان سببا مباشرا لاختلال مواعيد البرمجة إذ اقتصرت العروض على المسرح الجهوي والسينماتيك.
وتحدث من جهة ثانية، عن نجاح باقي الأنشطة على غرار برمجة أفلام مسابقة عمار العسكري بالمدرسة العليا للتسيير، بالإضافة إلى المشاركة النوعية لكبار السينمائيين من بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط في الندوات والورشات، وما تميزت به اللقاءات من نقاشات تصب في خدمة أهل الفن السابع، وإثبات القيمة الحقيقية للمهرجان.
وعن تراجع استقطاب الجمهور مقارنة بالطبعة السابقة التي حققت تفاعلا قياسيا، أوعز علال، الأمر لتزامن الطبعة الخامسة مع الدخول الاجتماعي، واهتمام العنابيين والجماهير من الولايات الأخرى بالعودة للمدارس والجامعات، مما أثر على توافد الجمهور على قاعات العرض. وفيما يتعلق بمنع الجمهور من الدخول بعد بدء العرض، أكد بأن الأمر تنظمي، حيث أعطيت تعليمات للشركة المسؤولة على تنظيم عرض الأفلام بالالتزام بالوقت وكذا الفئة العمرية التي يمكنها مشاهدة الأعمال.
وأشار المتحدث، إلى أن المهرجان عرف استثناءات بتحقيق إقبال هائل للجمهور على عرض فيلم في الهواء الطلق بشاطئ سيدي سالم، حيث لقي الموعد تجاوبا من سكان الحي الشعبي، الذين حضروا بقوة واستمتعوا بالسهرة الفنية بعد الحفل، وقابلوا الممثلين واحتكوا بهم.
وأورد محافظ المهرجان، بأن النجاح لا يقاس بالحضور الجماهيري فقط لأن المهرجانات العالمية مثل «كان» تقام بدون جمهور، وحتى الدخول لا يكون مجانيا. معتبرا الجهود التي تبذل على مستوى مهرجان عنابة مهمة للارتقاء بالحدث إلى مصاف المهرجانات العالمية، خصوصا وأنها تظاهرة تحظى بدعم الدولة والمؤسسة الاقتصادية الجزائرية وهو ما يفرض مجانية العروض.
وعلى صعيد الدعم الذي تقدمه الدولة للارتقاء بالصناعة السنماتوغرافية، نوه المتحدث، بأهمية الورشات التي تخللت الحدث وعلى رأسها « عنابة مواهب» ، حيث تم استقبال 11 مشروعا لإنجاز أفلام، وحصل المشاركون على إقامة طيلة أيام المهرجان،كما تلقوا تكوينا نوعيا واحتكوا مباشرة بكبار السينمائيين لصقل مواهبهم.
وتحدث علال خلال الندوة، عن آفاق الطبعة المقبلة، التي شرع في التحضير لها، حيث يرتقب تنظيمها ما بين 24 و 30 أفريل 2026 وهو موعد مثالي حسبه، لتوجيه الدعوات للأسماء العالمية في المجال السينمائي، كون هذا التاريخ لا يتزامن مع المهرجانات الدولية الأخرى وبالتالي فإن أغلب السينمائيين يكونون متفرغين، متمنيا ترسيم موعد المهرجان سنويا في نفس الفترة حتى يتسنى التحضير له بشكل جيد.
حسين دريدح