سطرت أول أمس الخميس المدرسة العليا للأساتذة آسيا جبار، بجامعة قسنطينة 3 صالح بوبنيدر، تحت إشراف فرع النشاطات الثقافية و العلمية و الرياضية، برنامجا احتفاليا، بمناسبة يوم الشهيد الموافق ليوم 18 فيفري، تضمن محاضرة بعنوان» الشهيد القيمة و الرسالة « ، إلى جانب حملة تشجير بباحة القطب الجامعي، و كذا زيارة متحف الجيش، تخليدا لمن ضحوا بأرواحهم في سبيل تحرير الجزائر.
ركز أستاذ الأدب بقسم الآداب و اللغة العربية العربي حمادوش في محاضرته «الشهيد قيمة و رسالة» التي ألقاها بقاعة المحاضرات، على معاني كلمة «شهيد» التي تحمل الكثير من الدلالات، و قيمة الشهيد في الدين، فالملائكة تشهد بأن مأواه الجنة، كما يكون شاهدا على الناس يوم القيامة.
و فضل الأستاذ العربي حمادوش، أن يسلط الضوء على أحد الشهداء الأبطال و وقع اختياره على أحمد زبانة، شهيد المقصلة ، للحديث عن صفاته و خصاله، مشيرا إلى أنه تميز بانضباطه و تحمله لمسؤولية كبيرة رغم صغر سنه، فقدم درسا قاسيا للعدو حول معنى النضال و التضحية ، و كيف يمكن أن يضحي الإنسان بحياته لكي يعيش وطنه.
و في أصعب أوقات حياته و هو متجها نحو المقصلة في 22 جوان 1956 بسجن بربروس بالجزائر العاصمة، بعدما قضت محكمة وهران حينها بإعدامه، كان طلبه الأخير أن يصلي ركعتين لله ، مقتديا بالصحابي خبيب ابن علي، أول صحابي صلى صلاة المعدوم .
بهذا الموقف الشجاع، أربك أحمد زبانة الجنود الفرنسيين الذين اقتادوه إلى المقصلة لفصل رأسه عن جسده لأول مرة في تاريخ الثورة، بعدما فشلت أقصى و أبشع طرق التعذيب في استنطاقه.
عن الاحتفال بيوم الشهيد كل سنة، قال الأستاذ حمادوش، أن الوقت قد حان لأخذ العبر و الاقتداء بصفات الشهداء، و الابتعاد عن الإحتفالات الرسمية و البرتوكولات الفارغة من المحتوى، و انتهاج أساليب جديدة لجذب الشباب إلى مثل هذه المناسبات الثورية، و إيصال الرسائل بسلاسة ليجعل منها جيل اليوم أسلوب حياة، و يحافظوا على تضحيات أجدادهم، و يتحملون المسؤولية التي حملها قبلهم الشهداء و هم في ريعان الشباب، و منهم من كانوا أطفالا.
و أردف الأستاذ العربي حمادوش أن إحياء يوم الشهيد و بقية المناسبات الثورية، لا يعني أننا نعيش على رماد الماضي، بقدر ما يجب أن تكون قدوة و فكر و قضية و هدف ، على الشباب السعي لتحقيقها و إدراك قيمة الوقت، كما فعل أسلافنا. بالرغم من انعدام الإمكانيات، نجحوا بخصالهم العالية في قهر فرنسا، و كان الالتزام و الجد و الصبر سلاحهم، و بهذه الخصال نجح قرار تفجير الثورة ليلة الفاتح من نوفمبر و كذلك هجومات 20 أوت في وضح النهار، و غيرها من الأحداث الثورية التي تم التخطيط لها بإحكام و تم تنفيذها بدقة شديدة، و هذه إشارات و رسائل ضمنية يجب تقديمها بأسلوب شيق و فعال للشباب، و تحفيز انتمائهم و حبهم للوطن، و القيام بواجباتهم إزاءه، كما فعل أجدادهم .
و شمل البرنامج الاحتفالي بيوم الشهيد، المنظم من قبل المدرسة العليا للأساتذة آسيا جبار ، الإعلان عن افتتاح الموسم الثقافي و العلمي لسنة 2020/2021 تحت شعار « ألوان المدرسة»، و كذلك عرض حصيلة نشاطات 2020 ،تلتها حملة تشجير شملت الفضاءات الخضراء الموزعة بالساحة الكبرى للقطب الجامعي قسنطينة 3 صالح بوبندير، بمشاركة الطلبة و الأساتذة و الإداريين، إلى جانب عميد الكلية الأستاذ رابح طبجون.
كما نظمت مصلحة النشاطات الثقافية و العلمية و الرياضية زيارة الطلبة لمتحف الجيش، لتمكين الطلبة من التعرف عن كثب على تاريخ الثورة الجزائرية، و الاطلاع على أساليب العمل الجهادي، و كيف نجح الشهداء في زعزعة و قهر أكبر قوة مسلحة في العالم آنذاك.
وهيبة عزيون