السبت 5 جويلية 2025 الموافق لـ 9 محرم 1447
Accueil Top Pub

متعاملون وجمعيات ينخرطون في التحسيس: مبادرات بيئية لرسكلة الكراريس والكتب المدرسية

تتجدد مشاهد تمزيق الكتب والكراريس ورميها عشوائيا في الشوارع ومحيط المؤسسات التربوية مع اقتراب نهاية السنة الدراسية، ما يتسبب في تلوث المحيط وهدر مورد ثمين يمكن تدويره، وتجنبا لتكرار سيناريو السنوات الماضية تجند ناشطون بيئيون ومتعاملون اقتصاديون وجمعيات للتحسيس بأهمية استرجاع الورق خلال هذه الفترة قصد إعادة تدويره، خدمة للبيئة و للاقتصاد معا، وقصد التكريس لثقافة جديدة ينخرط فيها كل أفراد المجتمع بما في ذلك التلاميذ الصغار.

غرس ثقافة بيئية لدى الأطفال
وأكد متدخلون للنصر، أن المعالجة الناجعة لهذه السلوكيات لا تكون فقط بالتحذير من مخاطرها البيئية، بل أيضا عبر غرس ثقافة بيئية لدى الأطفال منذ الصغر، وتشجيع تداول الكتب المستعملة، واستحداث تطبيقات ذكية لتوزيعها على المحتاجين، وتفعيل مشاريع استثمارية لتدوير الورق المدرسي بما يخدم الاقتصاد الأخضر ويحفظ جمالية المحيط.
وتجدر الإشارة، إلى أن السوق المحلية عرفت ظهور العديد من المؤسسات الناشئة والجمعيات التي تنشط في مجال إعادة تدوير الورق والكرتون، بعضها تعمل مقابل مبالغ رمزية، بهدف تشجيع الأفراد على التقليل من التلوث البيئي والمحافظة على الموارد الطبيعية، والحد من فاتورة الاستيراد وتعزيز الاقتصاد التدويري.
* ياسين طالبي صاحب مؤسسة متخصصة في جمع وتدوير الورق
تدوير الكراريس والكتب المدرسية خطوة بيئية واعدة
كشف ياسين طالبي، صاحب مؤسسة متخصصة في جمع وتدوير الورق والكرتون، عن مشروع اتفاقية مرتقبة سيتم توقيعها خلال السنة الجارية بين مديرية التربية ومديرية البيئة، تهدف إلى تنظيم عملية إعادة رسكلة الكراريس والكتب المدرسية التي يتخلص منها التلاميذ نهاية كل سنة دراسية، بدل رميها أو تمزيقها بشكل عشوائي. وأوضح طالبي، أن مؤسسته تعمل منذ سنوات على جمع كميات معتبرة من النفايات الورقية من المؤسسات التربوية، خاصة تلك التي تظهر انخراطا حقيقيا في تبني ثقافة بيئية. وقد تم في هذا الإطار تزويد عدد من المدارس بحاويات كبيرة مخصصة لجمع الأوراق المستعملة، ليتم نقلها لاحقا إلى مراكز التدوير، ومعالجتها بطريقة تساهم في حماية البيئة وتقليص حجم النفايات. وأكد المتحدث، أن هذه الخطوة ساهمت في ترسيخ وعي بيئي لدى التلاميذ، الذين باتوا أكثر إدراكا لأهمية الورق كعنصر قابل لإعادة الاستخدام وليس مجرد نفاية، كما لاقت المبادرة تجاوبا كبيرا من الأولياء، حيث بادر العديد منهم إلى تسليم كتب وأوراق قديمة متوفرة في منازلهم للمشاركة في العملية.
وأشار طالبي، إلى أن الجمعيات البيئية المحلية تلعب دورا محوريا في تنظيم حملات دورية لجمع الورق، بالتنسيق مع المؤسسات التربوية والمجتمع المدني، ما يعزز فعالية الجهود الرامية إلى تعميم ثقافة التدوير على نطاق واسع.
وفي سياق متصل، كشف أن مؤسسته تخطط لإطلاق مبادرة جديدة مع نهاية الموسم الدراسي الحالي، هدفها تحفيز التلاميذ على عدم تمزيق أو رمي كراريسهم وكتبهم، بل توجيهها نحو مسار إعادة الرسكلة من خلال جمع منظم ومدروس، يشرك الأطفال في عملية بيئية تربوية عملية.
وعن نوع النفايات الورقية التي تستهدفها المؤسسة، أوضح أنها تشمل الكراريس، والكتب، والكارتون، وحتى الأرشيف الإداري غير المستخدم، مؤكدا أن نهاية السنة الدراسية تعد ذروة النشاط، حيث يتم تسجيل ارتفاع كبير في كمية الأوراق المهملة.
عملية تدوير الورق رافد اقتصادي حيوي
وشدد المتحدث، على أن عملية تدوير الورق لا تسهم فقط في تقليص التلوث البيئي، بل تشكل كذلك رافدا اقتصاديا حيويا، من خلال الحد من استهلاك الموارد الطبيعية وتقليص الاعتماد على الورق المستورد. كما وجه طالبي رسالة للتلاميذ وأوليائهم، داعيا إياهم إلى تبني ثقافة بيئية حقيقية تنطلق من البيت، وتعتمد على الوعي بقيمة الورق وضرورة تدويره بدل التخلص منه عشوائيا، مشيرا إلى أن هذا الوعي يمكن أن يغرس في النفوس منذ سن مبكرة، ليصبح سلوكا يوميا يعكس احترام الفرد لبيئته ومحيطه.
* محمد عقون صاحب مؤسسة لجمع الأوراق المستعملة
سلات ذكية قيد التجربة في المدارس
أكد محمد عقون، صاحب مؤسسة متخصصة في جمع الأوراق المستعملة، أن مؤسسته تنشط منذ سنوات في مجال تدوير النفايات الورقية، بالشراكة مع زملائه إبراهيم حزمون وعبد الستار لخياري وجميعهم مستثمرون حاصلون على رخص رسمية لجمع الورق من المؤسسات التربوية، وذلك في إطار مشروع بيئي طموح يهدف إلى المساهمة في حماية البيئة وخلق مناصب شغل. وأوضح عقون، أنهم قاموا بإنجاز دراسة شاملة حول سبل التخلص من الأوراق المدرسية بطريقة بيئية وصحية، بالتنسيق مع مديرية البيئة، التي أعدت بدورها سجلا خاصا يوثق فيه نوع الورق، ومصدره، ومسار جمعه من نقطة الانطلاق إلى غاية مركز المعالجة أو الرسكلة. وأشار المتحدث، إلى أن هذا المشروع لا يحمل فقط أبعادا بيئية، بل هو فرصة اقتصادية حقيقية تساهم في توفير ما وصفه «ثورة بيئية وتنموية»، خاصة في ظل الانتشار الكبير للنفايات الورقية طوال السنة، وقال إنه مورد يتضاعف بشكل ملحوظ خلال فترة نهاية الامتحانات، حيث تشهد المدارس كميات هائلة من الكراريس والكتب المهملة. وبين عقون، أن التحدي الأكبر يتمثل في ضعف وعي الأطفال بأهمية إعادة التدوير، ما يدفعهم إلى التخلص العشوائي من الكراريس والكتب، دون التفكير في إمكانية استغلالها بطريقة مفيدة.
وفي هذا الإطار، كشف عن شروع مؤسسته المتمثل في تجربة نموذجية لتوزيع «سلات ذكية» داخل المدارس، بالتنسيق مع مديرية التربية ومديرية البيئة، وهي سلات مخصصة لجمع الكراريس والكتب وحتى الأقلام المستعملة، بهدف فرزها لاحقا وتوجيهها نحو التدوير، مع إبراز بعد توعوي يرافق العملية داخل الوسط التربوي.وأضاف المتحدث، أن عملية التدوير تتطلب توفر شروط معينة في الورق، أبرزها أن يكون نظيفا وغير ملوث بأي مواد «كالأغذية أو المواد الكيميائية»، لأن ذلك يتسبب في تلفه ويمنع إعادة تدويره، مما يجعل عملية الفرز ضرورية قبل كل مرحلة من مراحل الرسكلة.أما فيما يخص مراحل إعادة التدوير، فأوضح أنها تبدأ بعملية الجمع المنظم عبر مؤسسات خاصة تمتلك تجهيزات وعتادا خاصا، يتنقل وفق برنامج عمل مضبوط، كما يجب ضمان تجميع كميات معتبرة من الورق، لأن العتاد المستعمل لا يعمل بكفاءة إذا كانت الكميات صغيرة أو متفرقة. مشددا، على ضرورة ترسيخ ثقافة إعادة التدوير داخل المدارس والأسر، ومشيرا إلى أن الورق ليس مجرد نفايات، بل هو مورد قابل للاستغلال بطرق مستدامة، شرط توفر الوعي والالتزام من جميع الفاعلين، بدءا من التلميذ إلى الإدارة والمجتمع المدني.
* رئيس جمعية البيئة والطبيعة عبد المجيد سبيح
التوعية مهمة لينخرط التلاميذ في خدمة البيئة
وصف رئيس جمعية البيئة والطبيعة عبد المجيد سبيح، تمزيق الكتب والكراريس الذي يتكرر في نهاية كل سنة دراسية، بالسلوك غير المقبول وقال إنه استفحل في السنوات الأخيرة داخل المجتمع، معتبرا أننا أمام أزمة متعددة الأبعاد سلوكية، وتربوية، وبيئية. وأكد سبيح، أن تدخل الجمعية في مواجهة هذه الظاهرة جاء من خلال التنسيق مع مديرية التربية وقطاعات أخرى، حيث تم تركيز الجهود على العمل التوعوي والتحسيسي، باعتباره الأداة الأنجع لتغيير هذا السلوك السلبي.
وأوضح أن الجمعية، اعتمدت على وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصا فيسبوك، إلى جانب وسائل الإعلام التقليدية، لإيصال رسائلها التربوية والبيئية إلى التلاميذ والأولياء على حد سواء. وفي هذا الإطار، نظمت الجمعية أياما إعلامية و تحسيسية داخل المؤسسات التربوية بمختلف أطوارها، حيث تم إدراج برامج توعوية موجهة خصيصا للتلاميذ، لحثهم على عدم تمزيق الكراريس والكتب المدرسية، وتبني سلوك بيئي راق، يحترم الكتاب والمعرفة.
كما شمل العمل التحسيسي حسب المتحدث المؤسسات الشبانية، ولجان الأحياء، التي تم إشراكها في نشر الوعي داخل الأحياء السكنية، لما لها من تأثير مباشر على الأطفال والمراهقين، معتبرا أن الحي هو الخلية الأساسية في نشر الوعي السلوكي والبيئي. ومن الجانب التربوي، يرى سبيح أن تمزيق الكتب يعكس غيابا في ثقافة احترام العلم والمعرفة، أما من الناحية الاقتصادية، فاعتبر أن هذا السلوك يؤدي إلى هدر مالي كبير تتحمله الأسر سنويا، داعيا إلى تشجيع تداول الكتب والكراريس بين التلاميذ من جيل إلى جيل بدل التخلص منها. وأشار، إلى أن الظاهرة تترك أيضا أثرا بيئيا سلبيا كبيرا، حيث تشوه المحيط العام، خصوصا عند انتشار الأوراق الممزقة في الفضاءات المفتوحة والأحياء. كما حذر، من الخطر الكامن في قابلية هذه الأوراق للاشتعال، خاصة مع حلول فصل الصيف وانتشار الأعشاب الجافة القريبة من المناطق السكنية، مما قد يؤدي إلى اندلاع حرائق خطيرة. وأكد، أن النظرة المستقبلية لمواجهة هذه الظاهرة يجب أن تقوم على أساس التحسيس المستمر والمتعدد القنوات، سواء عبر المساجد والمدارس، أو وسائل الإعلام وحتى من خلال جمعيات الأحياء. متابعا بالقول، بأنه من المستحسن استرجاع الكتب والكراريس والاعتماد على رقمنتها وإعادة توزيعها على التلاميذ المحتاجين، عبر تطبيق رقمي خاص يسمح بحصر المحتاجين وإعادة توجيه الموارد، بما يضمن النظافة العامة ويعزز التكافل الاجتماعي.
لينة دلول

الجامعة الخضراء بقالمة
قطب للعلوم و الآداب وسط بيئة طبيعية مثالية
يعد القطب الجامعي الجديد 5 آلاف مقعد بيداغوجي بقالمة، بمثابة نموذج حقيقي للبيئة المثالية بالوسط التعليمي، بيئة محفزة على التحصيل العلمي، و باعثة على الراحة و الهدوء بين الطلبة و هيئة التدريس، و الموظفين الآخرين الذين يسهرون على أمن القطب الجديد الذي اتخذ من سفح جبل ماونة، موقعا له قبل عدة سنوات، في إطار جهود التوسيع الجارية لمواكبة التحولات الاجتماعية و الاقتصادية للبلاد.

قطب علمي واعد، يسميه الطلبة الجامعة الخضراء، مستمدين ذلك من اللون الأخضر الذي يكسو كل المباني، بما فيها رئاسة جامعة 8 ماي 1945، و المدرجات و المخابر و أقسام التدريس و أجنحة الإقامة و القاعة الكبرى للمحاضرات الساسي بن حملة، التي تحتضن الملتقيات الوطنية و الدولية على مدار العام، كل شيء أخضر هنا، حتى الحدائق الجميلة و مواقع الراحة، تحافظ على اخضرارها على مدار العام، متحدية مواسم الجفاف و حرارة الصيف القوية، التي تحول أحراش ماونة إلى هشيم لا حياة فيه.
و تبلغ مساحة القطب الأخضر نحو 21 هكتارا تضم مبنى رئاسة الجامعة و قاعة المحاضرات و كلية علوم الطبيعة و الحياة و علوم الأرض و الكون، و كلية الآداب و اللغات، و إقامات جامعية و مطعم و حظائر واسعة للسيارات.
و خصص المهندسون، الذين صمموا القطب الجامعي الجديد نحو 30 بالمائة تقريبا من المساحة الكلية، لغرس الأشجار و المساحات الخضراء التي تحيط اليوم بالمباني و حظائر السيارات و على جوانب الأرصفة و الطرقات.
و عندما تدخل الجامعة عبر البوابة الرئيسية، كأنك في منتجع غابي سياحي، عشب دائم الاخضرار و أزهار و أشجار من مختلف الأصناف الدائمة الخضرة، بينها الفيكس ريتيزا التي تلائم مناخ منطقة قالمة، و أشجار أخرى أضفت على المكان المزيد من الجمال و الخضرة على مدار العام.
يقول نبيل بن قرايت، المشرف على المساحات الخضراء و حدائق جامعة 8 ماي 1945 بقالمة، متحدثا للنصر، بأن عالم النباتات يعد جزءا رئيسيا من مكونات الجامعة الفتية، و في كل كلية مساحات خضراء و حدائق، بها مختلف انواع النباتات و الأزهار و العشب الطبيعي، و حتى أشجار الفواكه كالتين و التوت.
و أضاف نبيل بن قرايت، الذي قضى 23 عاما في خدمة حدائق جامعة قالمة، بأن فرق العمل المنتشرة عبر الكليات و الرئاسة و الحظائر، تعمل دون انقطاع، لغرس المزيد من النباتات و صيانة المساحات الخضراء، بالسقي و التقليم و التصفيف، مؤكدا بأن التواجد المستمر بهذه الفضاءات الخضراء، يعد أمرا بالغ الأهمية، فعندما تغيب عن هذه الفضاءات فإنها تتعرض للتدهور، و لذا تولي رئاسة الجامعة، و عمداء الكليات، أهمية كبيرة لهذه الفضاءات التي تعد مكونا مهما بالوسط الجامعي.
و قد رافقنا نبيل بن قرايت إلى حدائق المجمع القديم، حيث بساتين التين النخيل، و جداول المياه الجارية، و إلى حدائق الجامعة الخضراء، حيث الرئاسة و كلية علوم الطبيعة و الأرض و الكون، و كلية الآداب و اللغات و الإقامات الجامعية، هنا الاخضرار الدائم و العشب الأخضر و الأزهار و النخيل و التوت و الفيكيس ريتيزا، الشجرة المتوسطية المقاومة للجفاف.
و قادنا الرجل بشغف كبير إلى مشتلة التجارب التي تحولت إلى ميدان للبحث و التطوير في مجال الكائنات النباتية المختلفة.
و في كل مساحة خضراء، نظام للسقي يعمل دون انقطاع و عمال البستنة المدربون في حركة دؤوبة للتقليم و التصفيف و التنظيف و السقي، و مراقبة صحة النباتات المختلفة.
و تقع كلية علوم الطبيعة و الحياة و علوم الكون و الأرض، في قلب منتجع غابي جميل، في رمزية معبرة عن هذا التخصص العلمي الحيوي، الذي يدرس مكونات الطبيعة و الحياة البرية، و بإمكان الطلبة الاعتماد على مخبر طبيعي، يحيط بهم من كل الجهات لاكتساب المزيد من الخبرة، و إجراء الملاحظات و التجارب على أرض الواقع، لدعم مكتسبات المخابر و الأقسام و الدروس النظرية.
و تحرس رئاسة الجامعة بشدة على المساحات الخضراء، و تعتبرها مكونا رئيسيا من مكونات الجامعة الفتية، الآخذة في التمدد و التوسع تحت سفح جبل ماونة، موطن الزان و الفلين و شجرة الأرز، و المنتجعات الغابية التي صارت قبلة للسياح و الباحثين. و تتكون ممرات المساحات الخضراء من مواد صديقة للبيئة، كالخشب و الحجارة و البلاط، و يجد زوار الجامعة متعة كبيرة بحدائق الجامعة، و يحرس هؤلاء الزوار و الطلبة على أخذ الصور التذكارية الجميلة بهذه الفضاءات الخضراء التي تزداد جمالا كل ربيع.
و تعيش بحدائق الجامعة الخضراء، مختلف أنواع الطيور التي وجدت ملاذات آمنة بهذا الوسط الهادئ، المحمي من مختلف أنواع المخاطر كالجفاف و الحرائق و القطع.
يقول طلبة كلية علوم الطبيعة و الحياة و علوم الأرض و الكون، الذين وجدناهم بحديقة الكلية، بأن الوسط الطبيعي الأخضر مهم للغاية في الحياة اليومية للطالب، سواء تعلق الأمر بالدراسة و إجراء التجارب، أو بالتنزه و الراحة و الصحة، مؤكدين بأن الجلوس في حدائق الكلية و التجوال فيها، يبعث على الراحة و النشاط، و يخفف من ضغوط الدراسة و الحياة بالإقامات الجامعية. و بدون مياه لن تكون حدائق الجامعة الخضراء، قادرة على الصمود أمام حرارة الصيف و التغيرات المناخية، التي تعرفها المنطقة في السنوات الأخيرة، و لذا تحرس رئاسة الجامعة على توسيع شبكات السقي، انطلاقا من البئر المكتشف بكلية سوداني بوجمعة و البئر المتواجد بالمجمع القديم.
و عندما يكتمل مشروع التوسيع ستكون كل الحدائق و المساحات الخضراء، مرتبطة بنظام سقي دائم، و سيكون عمال الحدائق المتمرسين في مأمن من مخاطر الجفاف خلال فصل الصيف.
و نظرا لموقعها بجبل ماونة، فقد أبقى المهندسون المصممون للجامعة الخضراء، على مساحات من النباتات البرية السائدة بالمنطقة، كالضرو و الديس و القندول، لتحقيق الاندماج بين البيئة الأصلية للمنطقة، و البيئة المستجدة، المعتمدة على نباتات جديدة لم تكن موجودة من قبل بهذا الموقع الجبلي، المتميز بالتنوع الطبيعي.
فريد.غ

المنظمة العالمية للأرصاد الجوية
درجة الحرارة في إفريقيا كانت الأعلى سنة 2024
صنفت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية العام 2024 من أكثر الأعوام حرارة على الإطلاق في القارة الإفريقية، بينما بلغت درجة حرارة سطح البحر مستوى قياسيا، مع طقس متطرف كانت له آثار وخيمة على الحياة وسبل العيش.

وشددت المنظمة، أن هذه الظروف تبرز الحاجة الملحة لرفع الوعي باستراتيجيات التكيف وتبني الابتكار الرقمي لتعزيز قدرة إفريقيا على الصمود في مواجهة آثار الظواهر الجوية المتطرفة.
دعوة للوعي باستراتيجيات التكيف الفعالة وتعزيز التكنولوجيا
وأوضحت في تقريرها المفصل الأخير الصادر منتصف ماي الجاري، أن التغيرات المناخية التي يشهدها العالم قد أثرت بشكل كبير على القارة الإفريقية من حيث الارتفاع القياسي في درجات الحرارة، إذ اعتبر متوسط درجة حرارة الهواء بالقرب من السطح في جميع أنحاء القارة الأعلى أو الثاني على الإطلاق منذ سنة 1900 وإلى غاية الآن. وتحدث التقرير أيضا، عن التذبذب الكبير الذي تم تسجيله في تساقط الأمطار، أين شهدت العديد من المناطق كميات أقل من المعدل الطبيعي، في حين شهدت مناطق أخرى إجمالي هطول أمطار طبيعي أو أعلى من المعدل الطبيعي.
ولوحظت ظروف أكثر جفافا من المعتاد على وجه الخصوص وذلك في الأجزاء الشمالية من جنوب إفريقيا، حيث استمرت الظروف الأكثر جفافا من المتوسط خلال السنوات الخمس الماضية. ورصدت زيادة في هطول الأمطار في أجزاء من منطقة الساحل وأجزاء عديدة من وسط وشرق إفريقيا، وشمال شرق مدغشقر، وسيشل وأجزاء من جزر القمر وأجزاء من أنغولا.
سطح البحر صفيح ساخن
كما سلط التقرير الضوء على ارتفاع مستوى سطح البحر، وبين أنه يحدث نتيجة الاستجابة لارتفاع درجة حرارة المحيطات، وذوبان الأنهار الجليدية والغطاء الجليدي والصفائح الجليدية، مما يؤثر على حياة وسبل عيش المجتمعات الساحلية والدول الجزرية المنخفضة، أين كان ارتفاع مستوى سطح البحر في الفترة الممتدة بين 1993 إلى غاية 2024 قريبا من المتوسط العالمي، أو أعلى منه في كل منطقة من إفريقيا، باستثناء جنوب البحر الأبيض المتوسط.وقالت المنظمة الدولية في تقريرها، إن درجة حرارة سطح البحر خلال سنة 2024 كانت هي الأعلى على الإطلاق بناء على جملة البيانات المتحصل عليها، موضحة أن درجة حرارة سطح المحيط تلعب دورا في تحديد مناخ إفريقيا، وذلك من حيث الأمطار والجفاف و العواصف القوية، إذ يقدم تتبع درجات حرارة سطح البحر أدلة حيوية حول أنماط المناخ المتغيرة، و تأثيرها على السكان والنظم البيئية في جميع أنحاء القارة.
ظواهر متطرفة بالجملة
وعن الأحداث المتطرفة، فقد شهدت إفريقيا بحسب ذات التقرير، العديد من الظواهر المتطرفة خلال العام 2024، أين تأثرت بأمطار غزيرة وفيضانات وأعاصير مدارية وجفاف وموجات حر، مما أثر على مختلف نواحي الحياة، بداية بالزراعة والأمن الغذائي.وأدت هذه الأحداث إلى مجموعة متنوعة من التأثيرات على الزراعة والأمن الغذائي في جميع أنحاء القارة السمراء،وشهدت منطقة شمال إفريقيا انخفاضا في حصاد الحبوب للعام الثالث على التوالي عن المتوسط العام الماضي، وذلك نتيجة لشح الأمطار على نطاق واسع وارتفاع درجات الحرارة بشكل حاد.وقدر إنتاج الحبوب على مستوى المنطقة الفرعية لنفس السنة بنحو 7 بالمائة أقل من متوسط السنوات الخمس الماضية 2019/2023، بينما أدى الجفاف الحاد الناتج عن ظاهرة النينو إلى انخفاض حاد في حصاد الحبوب لسنة 2024، وانخفض إجمالي الإنتاج بـ16 بالمائة مقارنة بالسنوات الخمس التي سبقتها. بينما أثرت الفيضانات على أكثر من 4 ملايين شخص في غرب إفريقيا.
التكنولوجيا و التمويل الدولي لمسايرة التكيف
ومع تكثيف تأثيرات تغير المناخ، ترى المنظمة العالمية للأرصاد الجوية ضرورة في رفع الوعي باستراتيجيات التكيف الفعالة وتعزيز أطر السياسات، وتعزيز الحلول التكنولوجية المبتكرة، معتبرة إياها أمرا حاسما في بناء المرونة المجتمعية والاقتصادية والبيئية في إفريقيا. مشيرة أيضا، إلى أهمية قضية التمويل الدولي لملف التكيف مع تغير المناخ للدول النامية، والذي تقول بأنه وعلى الرغم من تسجيل زيادة فيه من 22 مليار دولار أمريكي سنة 2021 إلى 28 مليار دولار أمريكي سنة 2022، إلا أن التمويل يظل أٌقل بكثير من الاحتياجات السنوية المقدرة والتي تتراوح بين 187 مليار دولار أمريكي و359 مليار دولار.واعتبر التقرير أن التحول الرقمي يعد أمرا بالغ الأهمية لتعزيز نطاق ودقة بيانات الطقس، وتحسين أوقات التنفيذ في تقديم الخدمات في ضوء التأثيرات المتزايدة لتغير المناخ والطقس والظواهر المتطرفة. ويؤكد التقرير، على أن التطبيقات المحمولة، والبث الخلوي، وتنبيهات الرسائل النصية القصيرة، وأنظمة الراديو المجتمعية وغيرها من منصات الاتصال، يمكن لها أن تساعد الخدمات الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجية في الوصول إلى المجتمعات المحلية في الميل الأخير بتوقعات محسنة في الوقت المناسب. واعترفت منظمة الأرصاد الجوية العالمية، بوجود وعي متزايد بفوائد استخدام المنصات الرقمية في العديد من البلدان في إفريقيا، لتحسين التنبؤات الجوية والتحذيرات المبكرة.
وأوضح التقرير أن 18 مؤسسة وطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا في جميع أنحاء القارة الإفريقية، قامت العام 2024 بتحديث مواقعها الإلكترونية وأنظمة الاتصالات الرقمية لديها، وذلك بهدف تعزيز نطاق وتأثير خدماتها ومنتجاتها وتحذيراتها.
مضيفا، أن أطر خدمات الطقس والمياه والمناخ الوطنية والإقليمية تبقى بحاجة لتعزيز التنسيق بين الخدمات الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجية والقطاع الخاص والمجتمعات المحلية لمعالجة تبادل البيانات المناخية عبر الحدود.
إيمان زياري

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com