الأربعاء 18 جوان 2025 الموافق لـ 21 ذو الحجة 1446
Accueil Top Pub

مزودة بأجهزة ومعدات حديثة: مخيمات التدخل السريع تثبت نجاعتها في السيطرة على الحرائق

25062511

حققت مراكز التخييم للتدخل داخل المناطق الغابية بقسنطينة، نتائج جيدة وساعدت على خفض معدل الكوارث جراء الحرائق التي عانت منها الغابات في سنوات سابقة.

إيناس كبير
ووفقا لمسؤول الإعلام والاتصال على مستوى محافظة الغابات بالولاية علي زقرور، فإن الغطاء النباتي استعاد أنفاسه بفضل تجنيد المورد البشري وتدريبه على التدخل السريع حماية للأمن البيئي والغذائي.
تتمركز هذه المخيمات في مناطق غابية رئيسية بولاية قسنطينة، يسهر أعوان من محافظة الغابات والحماية المدنية على مراقبة وحماية المحيط من التجاوزات والتصرفات الخاطئة الصادرة من مواطنين، إذ يتجندون على مدار 24 ساعة لتفعيل التدخل الفوري والسريع في حالة تسجيل أي اتصال وحتى صعود دخان ينذر باندلاع حريق.
والواضح أن هناك تحسنا ملحوظا في حالة المحيط الغابي بفضل هذا الإجراء، وهي مؤشرات رصدها مواطنون عبروا عن استحسانهم لفكرة المخيمات التي تعتبر حلا سريعا لمنع اشتعال الحرائق وانتشار النيران في حالة وجود شرارة، بدليل أن شهر ماي كاملا و النصف الأول من جوان لم يسجلا حوادث حرائق، ما كان له تأثير إيجابي على حرارة الجو.
مخيمات خاضعة لمعايير علمية

25062514
وقال مسؤول الإعلام والاتصال على مستوى محافظة الغابات بولاية قسنطينة، إن تجربة مراكز التخييم انطلقت السنة الماضية واختيرت من طرف لجنة علمية ولائية لتبدأ عملها منذ الفاتح ماي إلى غاية 31 أكتوبر.
وقد تمركزت في ست غابات رئيسية في الولاية، وذكر زقرور ثلاثة مراكز بالشراكة مع الحماية المدنية، وهي مركز شطابة للتخييم ببلدية عين سمارة، المنطقة التي عرفت كذلك دعما من طرف الولاية لاستصلاح البيت الغابي، إضافة إلى مركز بني يعقوب ببلدية ابن باديس في مركز الحرس البلدي سابقا، ومركز التخييم الشقرف ببلدية الخروب.
وأشار إلى ثلاثة أخرى تابعة لمحافظة الغابات، منها مركز المراقبة للغابات «الكنتور» ببلدية زيغود يوسف، ومركز المراقبة بالجباس بالإضافة إلى فرق التدخل على مستوى كل من المحمية البيولوجية جبل الوحش، وغابة المريج وفرقة الدعم والتدخل على مستوى المحافظة.
وأوضح، المتحدث أن هذه المناطق اختيرت لأنها تضم غطاء نباتيا كبيرا يحتاج إلى تدخل سريع، أيضا لقربها من منابع الماء وتوفرها على الكهرباء، بالإضافة إلى شبكات الهاتف والاتصالات اللاسلكية.
مراكز التخييم حققت نتائج إيجابية

25062509
وأكد المتحدث، أن نقاط التخييم داخل المناطق الغابية حققت نتائج فعالة منذ تثبيتها، بالرغم من تسجيل المحافظة حوالي 400 تدخل إلا أن الكوارث الناتجة عنها غائبة تماما.
وعن الأجهزة والمعدات المزودة بها، ذكر أن كل مخيم مدعم بوسائل متحركة، وسيارتي تدخل، وكذلك بالنسبة للمورد البشري المكون من ستة أعوان وعونين موسميين، بالإضافة إلى فرق الحماية المدنية الجاهزة والمتاحة طوال 24 ساعة صيفا وشتاء.
كما قال، إن الأعوان والضباط خاضعون للتدريب، خصوصا في جانب التعامل مع تقنيات التكنولوجيا الحديثة مثل استخدام الكاميرات المسيرة «درون» صغيرة وكبيرة الحجم، المتوفرة في المخيمات والتي تغطي حتى 40 كلم.
تجريب تقنيات مبتكرة أخرى بالتعاون مع معاهد وجامعات
وتحدث، عن تجريب تقنيات مبتكرة أخرى بالتعاون مع معاهد وجامعات لتدعيم عمل الأعوان، مثل الكاميرات الحساسة التي تُركب في أبراج المراقبة والمباني داخل الغابات وهو مشروع مبتكر من جامعة تيزي وزو.
وقدم زقرور، نماذج عن حالات التدخل، مشيرا مثلا إلى تلقي اتصال بخصوص اشتعال حقل قمح في منطقة معينة، فكان التدخل سريعا من طرف أعوان الحماية المدنية ومحافظة الغابات، وتم إطفاء الحريق في حينه دون تسجيل أي كوارث إلا تضرر حوالي 200 متر من الحشائش.
وأردف مسؤول الإعلام والاتصال، أن مخيمات التدخل سهلت العمل مقارنة بما كان عليه الوضع سابقا، خصوصا في المناطق الغابية الكبيرة أين يكون التدخل من المركز الإداري بطيئا في العادة، ما يؤدي إلى احتراق مساحات واسعة، بينما أصبح الأمر ممكنا وسريعا وفوريا حاليا بفضل المخيمات، خصوصا وأنها تسهر على مهمة الرقابة أيضا.
وذكر محدثنا، بعض التدخلات السريعة التي قاموا بها، قائلا إن اتصالا وصلهم من أشخاص حول اندلاع دخان بالقرب من منطقة ذراع الناقة، سمح بالسيطرة على النيران في وقت وجيز جدا دون تسجيل أي كوارث، مثمنا هذه الاستراتيجية التي يرى بأنها مهمة خصوصا في فصل الصيف. وأضاف، أن عدة ولايات أصبحت تعتمدها عليها على غرار باتنة، معسكر، سطيف، مع اقتراح تعميمها في كل القطر الجزائري.
وتعمل مراكز التخييم للتدخل داخل المناطق الغابية، في جانب التحسيس وخلق الوعي البيئي لدى المواطنين أيضا، حيث انطلقت قافلة تحسيسية وفقا لمحدثنا، شهر ماي المنصرم لتجوب مختلف بلديات قسنطينة بالإضافة إلى تعاون مواطنين مع أعوان محافظة الغابات في هذا الجانب من خلال الرقم الأخضر 1070 لحماية الأمن البيئي والغذائي في الوطن.

وفقا لنظام كوبرنيكوس لمراقبة تغير المناخ
شهر ماي 2025 ثاني أكثر الأشهر حرارة في العالم


قال علماء في مجال التغيرات المناخية بنظام كوبرنيكوس التابع للإتحاد الأوروبي، إن شهر ماي 2025، كان ثاني أكثر الأشهر دفئا على مستوى العالم منذ بدء تسجيل درجات حرارة قياسية على مستوى كوكب الأرض، في وقت سجلت درجات حرارة عالية جدا بغرينلاند نتيجة لتأثير التغيرات المناخية.
وأوضحت خدمة كوبرنيكوس في نشرتها الشهرية، أن متوسط درجات حرارة الأرض خلال شهر ماي، كان أعلى بمقدار 1.4 درجة مئوية عن ما سجل في فترة ما قبل الصناعة 1850/1900.
وأضاف الباحثون، أن الشهر الماضي كان ثاني أعلى درجة حرارة بعد ماي 2024، والذي صنف هو الآخر كثاني أدفأ ربيع في نصف الكرة الشمالي، حيث انخفض المعدل هذه السنة بمقدار 1.12 درجة مئوية فقط عن الرقم القياسي لشهر ماي 202.
وبحسب خبراء البرنامج، فإن درجات الحرارة العالمية المتوسطة قد ارتفعت بمقدار 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة في 21 من الأشهر 22 الماضية، وقال مدير خدمة كوبرنيكوس، كارلو بونتيمبو «قد يمنح هذا الانخفاض المؤقت الكوكب بعض الراحة، ولكن من المرجح أن نشهد خرقا آخر لعتبة 1.5 درجة مئوبة في المستقبل القريب بسبب استمرار ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي».
من جانب آخر، أشارت دراسة أصدرتها مجموعة «وورلد واذر آتريبيوشن غروب» أن تغير المناخ الناتج عن الإنسان قد تسبب في موجة حر غير عادية في أيسلاندا وغرينلاند، خلال شهر ماي الماضي، حيث ارتفعت درجات الحرارة بنحو 3 درجات مئوية فوق المعدل الطبيعي الأمر الذي أدى إلى تسريع ذوبان الغطاء الجليدي في غرينلاند.
إ.زياري

في إطار حملة مكافحة حرائق الغابات: منابر المساجد للتحسيس ورفع درجة الوعي البيئي

25062516
أطلقت محافظة الغابات لولاية الجزائر، حملتها لمكافحة حرائق الغابات لموسم 2025، مستعينة بمنابر المساجد لرفع درجة الوعي لدى المواطنين خاصة في المناطق المجاورة للغابات، فيما انطلقت حملة وطنية واسعة جندت لأجلها كافة الإمكانيات البشرية والمادية المتطورة.
المبادرة وبحسب المكلفة بالإعلام والاتصال على مستوى محافظة الغابات للجزائر العاصمة، السيدة هجيرة حلاس، تأتي بالتنسيق بين مديرية الغابات والحزام الأخضر، ومديرية الشؤون الدينية والأوقاف حيث تم بعد جلسة عمل إعداد قائمة بأسماء المساجد المعنية بالخطاب التحسيسي أيام الجمعات.واستنادا إلى ذات المصدر، فإن مديرية الغابات للعاصمة مقسمة إلى 3 مقاطعات، هي مقاطعة الشراقة، مقاطعة باينام، ومقاطعة بير خادم، بحيث يتم انتقاء مسجد في كل مقاطعة يوم جمعة، أين يشرف تقنيون من المديرية على تقديم دروس توعوية للمصلين قبل خطبة الجمعة.
ويحرص تقنيو الغابات من خلال هذا الدرس على تحسيس المصلين وتوعيتهم، مع تقديم الأسباب الردعية والنصوص القانونية التي تعاقب على المخالفات التي قد تصل إلى الجناية، فضلا عن الطرق الوقائية من انتشار الحرائق، خاصة بالنسبة للأحياء المجاورة للغابات كغابة بوشاوي وغابة باينام، من أجل إشراكهم في عملية حماية الغابات والتبليغ السريع عن الحرائق قصد السيطرة السريعة والفعالة على النيران.وأضافت السيدة حلاس، أن هذه الحملة انطلقت قبل عيد الأضحى، على أن تستمر طيلة فصل الصيف بمعدل خطبة في كل مقاطعة كل يوم جمعة، علما أن المبادرة بدأت الصيف الفارط بطريقة محتشمة، لتشمل هذه المرة نقاطا أوسع بهدف رفع درجة الوعي لدى المواطنين وإشراكهم في عملية حماية الغابات ونشر ثقافة التبليغ.يذكر أن كافة مديريات الغابات الولائية قد باشرت حملة الوقاية ومكافحة حرائق الغابات 2025، من خلال تنظيم دوريات لمنع جلسات الشواء وتنظيف الغابات من القمامة، وكذا إطلاق طائرات الدرون في عديد الولايات، للإطلاع على حالة الغابات بشكل أسرع وفي المناطق التي يصعب الوصول إليها وتسهيل عملية التدخل في حال تسجيل حرائق.

إ.زياري

مدير وحدة البحث في النباتات الطبية بولاية الأغواط: نطور بحوثا لزيادة خصوبة التربة ومقاومة المحاصيل للجفاف

25062515

يقود مدير وحدة البحث في النباتات الطبية بولاية الأغواط، البروفيسور فتحي بن رابح، جهودا علمية دقيقة تهدف إلى فهم العلاقة المعقدة بين النباتات والبكتيريا النافعة، كما يشتغل على جينات محورية تتحكم في المناعة النباتية خاصة في العقيدات الجذرية، ويعمل على استثمار نتائجه في تطوير محاصيل زراعية أكثر مقاومة للجفاف ونقص المغذيات، وعلى رأسها نبات الفصفصاء الغني بالبروتينات.

لينة دلول
كما يتحدث الباحث للنصر، عن مشواره العملي وكيف اختار تخصصه البحثي، ليقدم نموذجا ناجحا يقتدي به الطلبة الباحثون في الجامعات الجزائرية، معرجا لوصف طبيعة الأبحاث التي يشتغل عليها و فعالياتها البيئية و الاقتصادية، خصوصا وأنها تفتح آفاقا مهمة للزراعة المستدامة في البيئات الجافة وشبه الجافة.
هكذا نحسن استجابات مناعية للنباتات
وأكد المدير بمركز البحث في البيوتكنولوجيا بقسنطينة «CRBt»، والمدير العلمي للوحدة البحثية حول النباتات الطبية بالأغواط التابعة للمركز ذاته، البروفيسور فتحي بن رابح، أن الجينين MtPR10 وMtGRF8 ، يمثلان عنصرين أساسيين في منظومة مناعة العقيدات الجذرية لدى النباتات.
لأنهما كما أوضح، ينتجان بروتينات وظيفية تلعب دورا بالغ الأهمية في تنظيم التفاعلات الخلوية التي ترافق عملية التعايش بين النباتات و البكتيريا، وبشكل خاص بين البقوليات وبكتيريا الريزوبيا، وتعتبر هذه التفاعلات حاسمة في تكوين العقيدات الجذرية، وهي البنى التي يتم من خلالها تثبيت النيتروجين الجوي داخل التربة، ما يساهم في خصوبتها.
وأضاف بن رابح، أن هذه البروتينات تعمل على تثبيط بعض آليات المناعة الطبيعية لدى النبات، بما يسمح بحدوث التعايش السلمي مع البكتيريا المفيدة، دون أن يتم التعرف عليها كعوامل ممرضة، وهذا التوازن الدقيق بين المناعة والتسامح يعد مفتاحا لفهم آليات التكافل الحيوي في البيئة الزراعية، وله تطبيقات واعدة في تحسين مردودية المحاصيل الزراعية، لا سيما في البيئات الجافة وشبه الجافة.
وفيما يخص اختياره التخصص في هذا المجال الدقيق من البحث، والمتمثل في مناعة العقيدات الجذرية، بدلا من التوجه إلى مسارات أخرى أكثر شهرة في علوم النبات، أوضح البروفيسور أن الأمر لم يكن وليد الصدفة، بل هو نتيجة مسار أكاديمي وتراكمي طويل بدأ من الجزائر.
وقال في هذا الصدد :»كنت طالبا جامعيا في الجزائر، ثم انتقلت إلى فرنسا لمواصلة دراستي الجامعية، حيث تحصلت على ليسانس، ثم ماستر، ثم دكتوراه في تخصص البيولوجيا.
وذكر، أنه في بداية مشواره العلمي كان مهتما أكثر بـالمناعة الحيوانية، لما تتمتع به من وفرة في المعلومات الجينية وتشعب في آليات الدفاع، غير أن اهتمامه أخذ منحى آخر عندما أدرك أن النباتات على عكس الحيوانات، لا تملك القدرة على الهروب أو الحركة عند تعرضها للخطر بل تطور استراتيجيات دفاعية معقدة وثابتة في مكانها. هذا الإدراك العلمي كما أضاف، كان نقطة التحول التي دفعته إلى التركيز على المناعة النباتية، والتي وصفها بأنها مجال غني جدا علميا لكنه أقل استكشافا مقارنة بالمناعة الحيوانية. ومن هنا بدأ تعميق اهتمامه بالعلاقة التفاعلية بين النبات والبكتيريا المفيدة، وخاصة تلك التي تدخل في تكافل مع البقوليات.
التكوين في الجزائر نقلني إلى مخابر دولية مرموقة
وأوضح بن رابح، أن هذا الاختيار قد مكنه من العمل في مخابر دولية مرموقة، على غرار المركز الوطني للبحث العلمي بفرنسا «CNRS»، بالإضافة إلى مساهمته في أبحاث جماعية داخل فرق بحث مختصة في الجينات النباتية ومناعة الجذور، وهو ما أتاح له اكتساب خبرة عميقة عززت موقعه كباحث في علم الجينات النباتية، ومكنته لاحقا من الإشراف على وحدة بحثية متخصصة في الجزائر.
وشدد البروفيسور، على الأهمية البالغة لفهم وظيفة العقيدات الجذرية في سياق العلاقة التكافلية بين النبات والبكتيريا المثبتة للنيتروجين، مبرزا أن هذا التوازن الدقيق يعد أساسيا لضمان نجاح التفاعل الحيوي الذي يغني التربة ويعزز نمو النبات.
وأوضح، أن فشل النبات في تنظيم الاستجابة المناعية بشكل دقيق قد يؤدي إلى تدمير البكتيريا النافعة بشكل سريع، مما يفقدها القدرة على الاستفادة من الدور الحيوي الذي تقوم به في تثبيت النيتروجين وتحويله إلى شكل قابل للاستغلال داخل الخلايا النباتية.
وأضاف قائلا :» إذا لم يتم التحكم الجيد في المناعة، فإن البكتيريا قد تعامل كعنصر ممرض، ما يؤدي إلى القضاء عليها قبل أن تنجز وظيفتها.»
وصرح المتحدث، بأن من أهداف هذا النوع من الأبحاث، هو تطوير نباتات ذات استجابات مناعية أقل حدة تجاه البكتيريا النافعة، ما يطيل من عمر هذه الأخيرة داخل العقيدات، ويحسن من قدرتها على تحويل النيتروجين الجوي إلى مركبات مفيدة للنبات وبذلك، يتحقق هدف مزدوج رفع مستوى النمو النباتي وتعزيز تركيز النيتروجين العضوي في الأنسجة النباتية.
وفيما يخص المنهجية المعتمدة، أشار البروفيسور إلى أن الدراسة انطلقت من تحديد مجموعة من الجينات الرئيسية عبر تقنيات حديثة تصنف ضمن ما يعرف بـعلوم الأوميكس، وبشكل خاص تقنيات الترانسكريبتوميكس والبروتيوميكس، التي تمكن من دراسة البروتينات المنتجة في ظروف معينة.
أبحاث تتطلب صبرا طويلا و نظرة استراتيجية
وأضاف، أنه بعد هذه المرحلة العامة، يتم التعمق في دراسة الجينات المرشحة الأكثر أهمية، وهنا تُستخدم تقنيات دقيقة مثل الاستنساخ الجيني والتحليل الجزيئي وهي أدوات تتيح فهم الوظيفة الدقيقة لتلك الجينات ودورها في التفاعل المناعي والتكافلي داخل العقيدات.
ولم يخف بن رابح، التحديات الكبيرة التي واجهها فريقه خلال دراسة الجينات المرتبطة بمناعة العقيدات الجذرية، مشيرا إلى أن العمل في نظام بيولوجي معقد مثل العلاقة التفاعلية بين النبات والبكتيريا، يطرح صعوبات علمية ومنهجية دائمة.
وأكد، أن هذا النوع من الأبحاث يتطلب صبرا طويلا ونظرة استراتيجية، إذ أن ما يقارب 70 بالمئة من النتائج التجريبية يتم استبعادها، بينما تستثمر فقط 30 بالمئة منها في الوصول إلى استنتاجات دقيقة، لأن مسار البحث مفتوح على احتمالات غير متوقعة، ولا يمكن التحكم مسبقا في مخرجاته.
ومن بين أبرز التحديات التي واجهها الفريق الذي يشرف عليه، صعوبة تحديد الجينات ذات الصلة الدقيقة بالتفاعل المناعي، فضلا عن التعقيدات التي تواجههم عند محاولة فهم العلاقات الوظيفية والتشابك بين هذه الجينات.
وقال البروفيسور، بأنه وخلال مراحل البحث ظهرت نتائج غير متوقعة تماما، منها التعرف على مجموعة أخرى من الجينات التي يبدو أنها تلعب دورا في التفاعل المناعي، إلا أن دورها الدقيق لا يزال غير مكتشف، ولا تزال العلاقة التي تربطها مع الجينين الأساسيين قيد الدراسة.
نتائج فتحت أفاقا بحثية واعدة
وأشار البروفيسور، إلى أن هذه النتائج فتحت آفاقا بحثية واعدة، حيث يسعى في المراحل المقبلة إلى تعميق البحث حول هذه الجينات الجديدة، وفهم تأثيرها وآليات تدخلها في شبكات الدفاع النباتي، بما قد يقود مستقبلا إلى تحسين قدرة النباتات على التكيف والتعايش مع البيئات المختلفة.
كما أكد، أن نتائج البحث الذي يشرف عليه لا تظل حبيسة المخابر، بل تهدف أساسا إلى تطوير محاصيل زراعية أكثر مقاومة للضغوط البيئية، مثل الجفاف ونقص المغذيات، وذلك من خلال تحسين القدرة التعايشية للنباتات مع البكتيريا المثبتة للنيتروجين.
وأكد، أن هذه النتائج توظف خصوصا مع نبات الفصفصاء أو الألفالفا لما له من أهمية اقتصادية وغذائية كبيرة، كونه نبات غني بالبروتينات التي تشتق في جزء كبير منها من النيتروجين.
وأوضح أن تعزيز قدرة الفصفصاء على تثبيت النيتروجين بطريقة أكثر كفاءة سيؤدي إلى إنتاج أكبر من البروتينات في نفس المساحة الزراعية، وهو ما يسمح حسبه بتحقيق مكاسب مزدوجة، منها تقليل الحاجة إلى الري والمساحات المزروعة، وفي الوقت نفسه تحسين نوعية النبات وقيمته الغذائية، مما يفتح آفاقا مهمة للزراعة المستدامة في البيئات الجافة وشبه الجافة.
وفيما يخص الجانب التطبيقي، كشف المتحدث أن الجزائر انطلقت بالفعل في برامج ومشاريع بحثية لنقل هذه المعارف المخبرية إلى الميدان الزراعي، مؤكدا أن فريقه يعمل ضمن مشروع ممول من طرف الدولة تحت مظلة البرنامج الوطني للبحث (PNR).
وعن واقع البحث العلمي في الجزائر، أشار بن رابح إلى أن البلاد تمتلك كفاءات بشرية وقدرات تكنولوجية عالية في مجال البيولوجيا الجزيئية، ما يجعلها قادرة على دخول غمار المنافسة العلمية العالمية.
و شدّد في المقابل على أن العقبة الكبرى التي ما تزال تعرقل التقدم، تتعلق بـصعوبة استيراد المواد الكيميائية والمستلزمات المخبرية الضرورية.
مضيفا بالقول، أن تسهيل الإجراءات الإدارية وتحديث أنظمة الاستيراد وتوفير المرونة في تسيير التجهيزات والمشتريات العلمية، تمثل أولى خطوات اللحاق الفعلي بالركب العلمي العالمي.

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com