تتكرر كل صيف مشكلة رائحة العرق الكريهة التي يشمئز منها الشخص نفسه، فضلاً عن المحيطين به، وينفر منها الجميع، خصوصًا في وسائل النقل أو الأماكن المغلقة التي تفتقر إلى التهوية. وغالبًا ما يُعتقد أن الشخص الذي يعاني من رائحة عرق كريهة لم يستحم قبل الخروج من المنزل أو لم يستخدم مزيلات العرق أو العطور. لكن الأمر ليس بهذه البساطة، إذ قد يكون ناتجًا عن مشاكل صحية لا يعلم بها الشخص نفسه، وهي التي تُسبب له هذه الرائحة المزعجة، ليس فقط في فصل الصيف، بل طوال السنة.
بن ودان خيرة
البعض يعتبر الأمر عاديًا ولا يستدعي الكشف الطبي
يقول فاروق، البالغ من العمر 18 سنة، إنه كان يتعرق بشكل طبيعي دون انبعاث رائحة كريهة، حتى وإن استحم مرة واحدة في الأسبوع خلال فصل الصيف. لكن في الفترة الأخيرة بدأ يلاحظ رائحة غير مرغوبة تصدر من عرقه، مما دفعه إلى الاستحمام مرتين يوميًا حتى لا ينفر منه أصدقاؤه. وقد ظن أن السبب هو السمنة التي يعاني منها، دون أن يخطر بباله التوجه إلى الطبيب، معتبرًا – كغيره من الناس – أن الأمر بسيط ولا يستدعي تدخلًا طبيًا.
أما حياة، البالغة من العمر 52 سنة، فتوضح أنها كانت تعيش بشكل طبيعي دون رائحة عرق مزعجة، رغم قلة استحمامها بسبب إصابتها بالربو ومشاكل صدرية. ولكن مع بداية اضطرابات سن اليأس، بدأت تلاحظ انبعاث روائح كريهة من جسمها، سواء عن طريق العرق أو البول الذي أصبحت رائحته لا تُحتمل. لم تربط الأمر بمرحلة سن اليأس، واعتقدت أن السبب هو نظامها الغذائي، فبدأت تتخلى عن بعض الأطعمة دون التفكير في زيارة الطبيب للتشخيص الصحيح.
الكشف عن الخلل الهرموني أساس لعلاج التعرق الكريه
في هذا السياق، أوضحت الدكتورة بن عمار صورية، أخصائية أمراض الغدد والسكري، أن التعرق ظاهرة طبيعية تساعد الجسم على تنظيم حرارته. غير أن تحوّل هذا التعرق إلى مصدر إحراج نتيجة للرائحة الكريهة قد يدل على وجود خلل أعمق. ومن أبرز الأسباب ما يُعرف بـ"التعرق الهرموني"، الناتج عن اضطرابات في عمل الغدد الصماء المسؤولة عن إفراز الهرمونات. وأكدت أن الكشف عن السبب الهرموني ضروري لعلاج هذه المشكلة من جذورها، موصية بإجراء فحوصات دم لتقييم وظائف الغدة الدرقية، الهرمونات الجنسية، ومستوى السكر في الدم.
وأضافت أن من أكثر الأسباب شيوعًا هو فرط نشاط الغدة الدرقية، حيث يؤدي إلى تسريع عملية الأيض وزيادة التعرق المصحوب عادة برائحة قوية. كما أن مرحلة البلوغ لدى الشباب تتزامن مع نشاط كبير للغدد العرقية "الأبوكرينية"، ما يُسبب غالبًا روائح مزعجة، خاصة تحت الإبطين. وتشمل الأسباب الأخرى التغيرات الهرمونية في سن اليأس، نتيجة انخفاض مفاجئ في مستويات هرموني "الإستروجين" و"البروجستيرون".
وأوضحت الدكتورة أن الرائحة الكريهة قد تنجم أيضًا عن ارتفاع حرارة الجسم أو بسبب أمراض مثل تضخم الأطراف الناتج عن زيادة هرمون النمو، حيث يُعد التعرق الليلي أحد أعراضه البارزة. كما أن أمراض الغدد الكظرية، مثل الورم النادر "الفيُوكروماوسيتوما"، قد تؤدي إلى تعرق مفاجئ ومفرط مصحوب بخفقان وارتفاع في ضغط الدم. حتى مرض السكري غير المتوازن قد يؤثر على الأعصاب التي تتحكم في الغدد العرقية، ما يؤدي إلى تعرق غير طبيعي، خصوصًا في الجزء العلوي من الجسم. ويمكن التخفيف من حدة هذه الروائح باستخدام مزيلات العرق والعناية بالنظافة الجسدية.
خلل في الإنزيمات يعمّق مشكلة رائحة العرق
من جانبه، أكد الدكتور شيدخ محمد، طبيب باحث ومختص في علوم التغذية وأنماط الحياة الصحية، أن "متلازمة رائحة السمك" هي اضطراب أيضي يُعرف طبيًا باسم Trimethylaminuria TMAU، وهو ناتج عن تراكم مادة TMA داخل الجسم، مما يُسبب رائحة مميزة تُشبه رائحة السمك الفاسد، لا علاقة لها بمستوى النظافة الشخصية.
ويعود سبب هذه الحالة إلى نقص في إنزيم يُعرف باسم "فلافين أحادي الأوكسجيناز 3" (FMO3)، المسؤول عن تحويل مادة TMA إلى مادة عديمة الرائحة تُعرف بـ TMAO. وفي حال غياب هذا الإنزيم، تتكدّس مادة TMA في الجسم وتخرج عبر اللعاب، البول، والعرق، ما يؤدي إلى انبعاث الروائح الكريهة.
وأضاف الدكتور أن حدة الرائحة قد تزداد في حالات التوتر العصبي أو خلال الدورة الشهرية عند النساء. وقد يُساعد استخدام الصابون الحمضي في التخفيف من هذه الروائح، إلى جانب تقليل استهلاك الأطعمة الغنية بمادتي "الكولين" و"الليسيثين"، المتوفرتين بكثرة في البيض، اللحوم، الأحشاء، والأسماك.
طب نيوز
النظام الغذائي قد يسبب الاكتئاب
كشفت دراسة أمريكية حديثة عن وجود صلة مقلقة بين الأنظمة الغذائية منخفضة السعرات الحرارية وارتفاع احتمالات ظهور أعراض الاكتئاب، خصوصًا لدى الرجال والأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة.
وأفادت الدراسة، التي نُشرت في المجلة العلمية المفتوحة BMJ Nutrition, Prevention & Health، بأن الأفراد الذين يتبعون أنظمة غذائية مقيدة، سواء لتقليل السعرات الحرارية أو تقليل بعض العناصر مثل الدهون أو السكريات، قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بأعراض نفسية سلبية، مقارنةً بمن لا يتبعون أي نظام غذائي خاص.
وقد صنّف الباحثون الأنظمة الغذائية المتّبعة إلى أربع فئات رئيسية تتمثل في:
أنظمة مقيدة بالسعرات الحرارية، وأنظمة مقيدة بالعناصر مثل الكوليسترول أو الكربوهيدرات و أنظمة طبية معتمدة، مثل نظام مرضى السكري، و أخيرا أشخاص لا يتبعون أي نظام غذائي.
وأظهرت النتائج أن النظام الغذائي المقيد بالسعرات ارتبط بزيادة ملحوظة في أعراض الاكتئاب، خصوصًا في الجوانب الإدراكية والعاطفية، مثل تدني الحالة المزاجية وضعف التركيز. كما تبيّن أن الرجال الذين يتبعون هذه الأنظمة كانوا أكثر تأثراً، سواء من حيث الأعراض الإدراكية أو الجسدية.
أما الأشخاص الذين اتبعوا أنظمة غذائية طبية، خاصة من يعانون من السمنة، فقد سجّلوا أيضًا ارتفاعًا في الأعراض الجسدية والانفعالية، مقارنةً بأولئك الذين يتمتعون بوزن طبيعي ولا يتبعون نظامًا غذائيًا معينًا.
وأشار الباحثون إلى عامل إضافي قد يسهم في ظهور هذه الأعراض، وهو الإحباط الناتج عن صعوبة فقدان الوزن أو المرور بتجارب متكررة من فقدان واستعادة الوزن (ما يُعرف بـ"اليويو دايت").
وفي تفسير الفروقات بين الجنسين، أوضحت الدراسة أن بعض العناصر الحيوية مثل الغلوكوز وأحماض أوميغا- 3 الدهنية قد تكون أكثر تأثيرًا لدى الرجال، الذين قد يحتاجون إلى مستويات غذائية أعلى للحفاظ على وظائف الدماغ والمزاج العام مقارنة بالنساء.
بن ودان خيرة
فيتامين
أطعمة وفواكه ترطب الجسم وتقوي المناعة صيفًا
مع ارتفاع درجة الحرارة هذا الصيف والتغير المناخي، تساهم التغذية السليمة في تبريد الجسم بشكل طبيعي وحمايته من الجفاف، إلى جانب شرب الماء والبقاء في أماكن مكيفة قدر الإمكان. في هذا الإطار، ينصح خبراء التغذية بتناول خمسة أطعمة تُعرف بقدرتها على ترطيب الجسم وتخفيف آثار الحرارة على البشرة. من بين هذه الأطعمة الصيفية: •البطيخ بنوعيه الأصفر والأحمر، حيث يشكل الماء 90 % من محتوى هذه الفاكهة التي تحتوي أيضًا على إلكتروليتات مثل البوتاسيوم لدعم توازن السوائل في الجسم. كما أنه غني بمضادات الأكسدة مثل "الليكوبين" التي قد تحمي من أضرار أشعة الشمس.
•الخيار الذي يهدئ البشرة المصابة بالسخونة الزائدة بفضل خصائصه المضادة للالتهابات، ويتكون من 96 % ماء، وهو مرطب للغاية ويحتوي على سعرات حرارية قليلة، ويُعتبر وجبة خفيفة مثالية صيفًا.
•ماء جوز الهند، وهو أفضل مصدر طبيعي للإلكتروليتات مثل البوتاسيوم، المغنيسيوم، والصوديوم. فهو يعيد ترطيب الجسم أسرع من الماء العادي في بعض الحالات، ويدعم وظائف العضلات والأعصاب تحت تأثير الحرارة. •عائلة التوت التي تشمل الفواكه مثل الفراولة، والتوت الأزرق، والأسود، والأحمر، وهي من أكثر المصادر الغذائية الغنية بمضادات الأكسدة التي تحمي الخلايا من الإجهاد الحراري، وتمتاز بكونها مرطبة وغنية بفيتامين "سي" الذي يعزز صحة البشرة والمناعة.
•الخضراوات الورقية، خاصة في أوقات ارتفاع درجات الحرارة، حيث تحتوي على نسبة عالية من الماء، وعلى رأسها الخس. توفر هذه الخضروات المعادن والفيتامينات الأساسية التي يفقدها الجسم بسبب التعرق، كما أنها سهلة الهضم مما يحافظ على برودة الجسم وخفته.
بن ودان خيرة
طبيب كوم
الدكتورة عباد رحمة – طبيبة عامة
ابني لا يتجاوز 10 سنوات، كان يسبح في بركة مائية، وبعدها بدأ يشعر بألم شديد على مستوى البطن. ماذا أفعل؟
أولًا، هذه الأعراض قد تشير إلى احتمال إصابته بالتهاب الكبد الفيروسي من النوع "أ"، وهو شائع لدى الأطفال، خاصةً عند السباحة في برك مائية ملوثة بالفيروسات والميكروبات. لذلك، أنصح بعرضه فورًا على الطبيب، مع عزله مؤقتًا عن باقي أفراد الأسرة لتجنّب نقل العدوى. كما يجب التشديد على النظافة اليومية، خصوصًا غسل اليدين وتطهيرهما باستخدام محلول مطهر أو قطرات من الجافيل، إضافة إلى تنظيف الأسطح والأماكن داخل المنزل. رغم أن هذا النوع من التهاب الكبد ليس خطيرًا عادةً، إلا أنه معدٍ. ويُنصح بإجراء فحوصات طبية مثل التصوير الإشعاعي وتحاليل الدم والبول، للتأكد من التشخيص وتحديد مدى تأثير الفيروس على الكبد. بعد ذلك، يجب متابعة الحالة طبّيًا من خلال تحاليل دورية، مع توفير الراحة التامة والتغذية السليمة للطفل حتى يتماثل للشفاء.
أبلغ من العمر 50 سنة، وتعرضت لمشكلة صحية بعد تناول "الدلاع". هل من علاج؟
في فصل الصيف، تكثر حالات التسمم الغذائي، خصوصًا بعد تناول مواد سريعة التلف مثل "الدلاع" (البطيخ الأحمر)، خاصةً عندما يُباع مقطعًا. فتقطيع الدلاع وتركه معرّضًا لأشعة الشمس – حتى وإن كان مغلفًا بالسيلوفان – يجعله بيئة خصبة لنمو البكتيريا.
كما أن أدوات التقطيع المستخدمة غالبًا ما تكون غير معقّمة، ويتم استخدامها من قطعة لأخرى دون تنظيفها، مما يزيد من احتمال انتقال العدوى.
لذلك، أنصحك بتجنّب استهلاك مثل هذه المنتجات المكشوفة، والحرص على النظافة الغذائية. وفي حال الشعور بأي أعراض صحية، يجب التوجه فورًا إلى أقرب مركز صحي لتلقي العلاج المناسب.
ابنتي تبلغ من العمر 15 سنة وتعاني من السمنة رغم اتباعها ريجيم وعلاج طبي، لكن دون نتيجة. ماذا أفعل؟
في مثل هذه الحالات، قد تكون ابنتك مصابة بما يُعرف بـ"مقاومة الأنسولين"، وهي حالة تجعل الجسم أقل استجابة لهرمون الأنسولين، ما يعيق عملية فقدان الوزن حتى مع الحمية أو العلاج.
لذلك، من الضروري إجراء تحليل خاص لقياس مقاومة الأنسولين. وإذا ثبتت إصابتها، يُوصى بإعطائها مكملات غذائية تحت إشراف طبيب مختص في التغذية العلاجية، حيث تختلف كل حالة عن الأخرى. ويجب الحذر من إهمال علاج مقاومة الأنسولين، لأنها إذا اقترنت بالسمنة، قد تؤدي لاحقًا إلى الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. إعداد: بن ودان خيرة
تحت المنظار
مختصون يحذّرون من خطورتها
“السكتة الخفية” عدو صامت يزداد خطره صيفًا
يجمع المختصون على أن جسم الإنسان يُظهر في أغلب الحالات بعض العلامات قبل أسابيع من حدوث الجلطة الدماغية، وقد تكون هذه العلامات ناجمة عن سكتة دماغية خفيفة وخفية، قد لا يشعر بها المريض أو لا يوليها اهتمامًا، نظرًا لسرعة اختفائها. ومع ذلك، فهي في الغالب تشكل خطرًا صحيًا وتستوجب عناية طبية عاجلة.
وفي هذا السياق، أوضح الدكتور زوار نصرالدين، أخصائي الأمراض العصبية، أن "الجلطة العابرة" تكون في بعض الأحيان بدون أعراض، أو مصحوبة بعلامات خفيفة، تسبق جلطة دماغية شديدة. وأشار إلى أن السكتة الدماغية تُعد عدوًا صامتًا يزداد خطره في فصل الصيف نتيجة الجفاف الناتج عن نقص شرب الماء، مع ارتفاع درجات الحرارة وارتفاع ضغط الدم.
وأضاف الدكتور أن هناك علامات خفية قد تسبق السكتة الدماغية بأسابيع، مثل انسداد أحد الأوعية الدموية في الدماغ، مما يعيق تدفق الدم، وقد يؤدي ذلك إلى سكتة دماغية أو مضاعفات خطيرة، قد تصل إلى الوفاة إذا لم يُتدارك الأمر بسرعة. وأوضح أن السكتة الدماغية تحدث عندما ينقطع تدفّق الدم إلى جزء من الدماغ، ما يؤدي خلال دقائق إلى تلف في الخلايا العصبية. ومن أبرز أعراضها ضعف أو تنميل في جانب واحد من الجسم (الذراع، الساق، أو الوجه)، وهي علامة شائعة تشير لاحتمال الإصابة بجلطة دماغية.
كما نبه إلى أن الجلطة قد تؤدي إلى صعوبة مفاجئة في الكلام، أو تداخل الكلمات، أو صعوبة في فهم الآخرين، فضلًا عن مشاكل في الرؤية مثل عدم وضوحها أو ازدواجها، أو فقدانها في إحدى العينين أو كلتيهما. ومن العلامات الأخرى فقدان التوازن، الدوخة، عدم الثبات أثناء المشي، فقدان الوعي، تخثّر الدم، الإغماء، أو الغثيان والقيء المفاجئ غير المبرر.
وأكد أن التهاون في التعامل مع هذه العلامات قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، لذا يجب على المريض التوجّه فورًا للكشف الطبي.
من جهته، صرّح الدكتور جليدة ياسين، طبيب عام، أن "السكتة الخفية" والتي تُعرف أيضًا بـ"السكتة الصامتة"، تحدث في منطقة صغيرة جدًا من الدماغ، وقد تكون أعراضها خفيفة لدرجة أن المريض لا يلاحظها. وأضاف أن هذه السكتة تترك تغيّرات طفيفة في الدماغ، بخلاف السكتات الكبيرة، ولا تُكتشف غالبًا إلا عند إجراء التصوير بالرنين المغناطيسي (IRM).
وأوضح أن الأعراض الطفيفة قد تتطور وتصبح خطيرة إذا أُهملت، ومن بين هذه العلامات: ضعف مؤقت في اليدين أو الساقين، صعوبة في النطق أو في الرؤية تزول بسرعة، أو فقدان التوازن والدوخة. ونبّه إلى أن هذه الإشارات التحذيرية يجب أن تؤخذ على محمل الجد، وأن تُتابع طبيًا لتفادي الوصول إلى مرحلة الخطر.
بن ودان خيرة
خطوات صحية
هذا ما يجب فعله لتفادي زكام الصيف
يعتقد الكثيرون أن نزلات البرد والزكام تقتصر على فصل الشتاء، إلا أن فصل الصيف أيضًا يحمل نوعًا خاصًا من هذه النزلات، والتي يمكن أن تحدث نتيجة أكثر من 200 نوع مختلف من الفيروسات، مسببةً العطس، حكة الحلق، وسيلان الأنف، وهي من العلامات الأولى لنزلات البرد.وأوضحت الدكتورة سمية إسلام، أخصائية طب الأسرة في مستشفى هنري فورد بالولايات المتحدة، وفقًا لما نشره الموقع الإلكتروني للمستشفى، أن هناك فيروسات مختلفة تنشط في أوقات مختلفة من السنة. فعادةً ما تسبب نزلات البرد في فصل الشتاء، أما في الصيف فتُعد الفيروسات المعوية هي المسبب الرئيسي. وأشارت إلى وجود أكثر من 200 سلالة مختلفة من هذه الفيروسات، وعندما يصادف الجسم سلالة غير مألوفة، قد يُصاب بالعدوى. كما نبهت إلى أن الإصابة بعدة نزلات برد صيفية لا تمنح مناعة دائمة ضد هذه الفيروسات.
وأضافت أن الوقاية تبدأ بالحفاظ على ترطيب الجسم، محذّرة من أن الشعور بالعطش قد لا يظهر إلا بعد بداية الجفاف، لذا من الضروري شرب الماء بانتظام حتى دون الإحساس بالعطش. فارتفاع درجات الحرارة يزيد من التعرق، مما يرفع حاجة الجسم للماء للحفاظ على توازن السوائل.
كما شدد الخبراء على أهمية غسل اليدين بشكل متكرر، لما له من دور فعّال في الوقاية من انتقال الفيروسات، خصوصًا الأنفلونزا والزكام، نتيجة ملامسة الأسطح الملوثة.ويشير المختصون إلى أن النوم الجيد قد يكون صعبًا في فصل الصيف، إلا أن الحصول على قسط كافٍ منه يعد ضروريًا لتعزيز المناعة. فخلال النوم، يُنتج الجهاز المناعي بروتينات تُعرف باسم "السيتوكينات"، وهي ضرورية لمقاومة العدوى وتُفرز بكميات أكبر عند الحاجة لمحاربة الأمراض. كما يحذر الأطباء من الاستخدام المفرط أو غير السليم لأجهزة التكييف، إذ تخلق بيئة باردة وجافة تُفضلها الفيروسات، وقد تؤدي إلى جفاف الحلق والجسم، مما يزيد من احتمالية الإصابة.
بن ودان خيرة
نافذة أمل
جهاز جديد لمراقبة جفاف الجسم
كشفت جامعة "تكساس" الأمريكية عن تطوير جهاز استشعار جديد قابل للارتداء، يساعد على الوقاية من الجفاف عبر مراقبة مستويات ترطيب الجسم بشكل مستمر. يقوم الجهاز بإرسال بيانات الترطيب لاسلكيًا إلى الهاتف الذكي للمستخدم، ويمنحه تنبيهًا فوريًا عند الحاجة إلى شرب الماء، مما يساهم في الحفاظ على الصحة وتفادي المضاعفات المحتملة للجفاف، ويمكن المستخدم من اتخاذ إجراءات فورية للحفاظ على صحته وتعزيز أدائه اليومي. وصرح البروفيسور "نانشو لو"، الباحث الرئيسي في الدراسة، بأن الجفاف يمثل خطرًا خفيًا يصيب ملايين الأشخاص يوميًا دون أن يشعروا به. وأوضح أن التقنية المستخدمة في الجهاز تعتمد على المقاومة الحيوية، حيث يتم تمرير تيار كهربائي صغير وآمن في الجسم عبر أقطاب كهربائية دقيقة. تُظهر هذه التقنية دقة عالية في قياس مستوى ترطيب الأنسجة، إذ تسمح الأنسجة الرطبة بمرور التيار بسهولة، بينما تقاوم الأنسجة الجافة تدفقه، مما يوفر مؤشرات دقيقة تعكس حالة الجسم بالكامل. ويجعل هذا المستشعر أداة دقيقة وموثوقة لتتبع مستويات الترطيب حتى خلال الأنشطة اليومية كالمشي والعمل والرياضة. للتذكير، يشكل الماء ما بين 45 % إلى 70 % من كتلة الجسم، ويلعب أدوارًا مختلفة مثل نقل الأوكسجين والمواد المغذية، تنظيم درجة الحرارة، وحتى التخلص من الفضلات. يصاب الإنسان بالجفاف عند نقص إجمالي ماء الجسم، وهي حالة شائعة غالبًا ما يتم التغاضي عنها، وتنجم عن عدم كفاية تناول السوائل، التعرق المفرط، القيء أو الإسهال. وقد تتحول أعراض الجفاف إلى صداع، جفاف الفم، أو حالات أكثر خطورة إذا تُركت دون علاج، مثل تغير نشاط الجهاز التنفسي، مشاكل قلبية، انخفاض ضغط الدم، وارتفاع معدل ضربات القلب. يصبح الجفاف واضحًا مع فقدان 3 % إلى 5 % من وزن الجسم، بينما قد تظهر أعراض مبكرة مع فقدان 1 % إلى 2 %.
بن ودان خيرة