قام الدكتور محمد فرقاني الأستاذ الأسبق بجامعة الأمير بقسنطينة بجمع خطب الشيخ أحمد بن صالح مزهود وتنقيحها وضبط نصها وتوثيق مصادر معلوماتها في كتاب صدر مؤخرا عن دار المعارف بمدينة عنابة وتبنت نشره شعبة جمعية العلماء المسلمين بولاية سكيكدة حمل عنوان: (خطب الشيخ أحمد بن صالح مزهود 1328-1420ه// 1911-2000م)
الكتاب يقع في 583 صفحة مقسم إلى:خمسة محاور: أولها المقدمة التي تعرض فيها جامعها لحياة الشيخ أحمد من ميلاده إلى وفاته مرورا بدراسته على يد الشيخ عبد الحميد بن باديس -رحمهما الله-(1935_1939م). ثم تعليمه للقرآن بباينان (بلدية ترعي باينان) مسقط رأسه وإمامته للمصلين، وبـــ: بوصلاح دائرة فرجيوة وعند قيام ثورة أول نوفمبر المجيدة أسندت إليه قيادة المنطقة القضاء بين الناس، تعرض مرتين للاعتقال، ثم نجاه الله من شر المستعمر، ومن كيد أعوانه، وبعد الاستقلال عين سنة 1963م، إماما وخطيبا بالمسجد العتيق بالحروش المسجد الوحيد آنذاك، واستمر على ذلك إلى سنة 1987م حيث أحيل على التقاعد إلى أن وافته المنية سنة 2000م.
وثانيا: نصوص الخطب. وأخذت حيزا كبيرا من الكتاب، وهي خطب ألقاها الشيخ مزهود على المصلين وقد بلغ عدد ما حفظ منها 152 خطبة، لكن للأسف فإن ما ضاع منها أكثر بكثير مما بقي، وقد تناول الشيخ فيها جوانب عديدة تتعلق بالأمور الدينية والآداب والمعاملات، وأخرى ألقيت في مناسبات وطنية وأخرى تتعلق بأوضاع المسلمين خاصة القضية الفلسطينية. ومن عناوين هذه الخطب نجد: (بالعدل والإنصاف قامت السماوات والأرض)، وأخرى (ذكرى مجازر 08 ماي 1945. يوم مظلم الجوانب بالظلم والوحشية، كم مثله من أيام من قبله ومن بعده من فرنسا الاستعمارية بهذا الوطن)، وأخرى(إذا فسدت النيات فسدت الأعمال)، وأخرى(إذا ضيعت الأمة أبناءها ساء مستقبل بلادها)، وأخرى(فلسطين محنة وامتحان لمواقف وهمم العرب والمسلمين)، وأخرى(ليدعن رجال فخرهم بأقوام إنما هم فحم من فحم جهنم، أو ليكونن أهون على الله من الجعلان)، وهكذا دواليك. أما المحور الثالث فقد خصصه الأستاذ للملاحق والوثائق والصور، بينما خصص المحور الرابع لقائمة المصادر والمراجع، والمحور الخامس لفهرس الموضوعات). وبجمع وصدور هذه الخطب ستوضع أمام طلاب العلم والباحثين مادة خام يمكنهم الاشتغال عليها ودراستها لاستخلاص أبعاد دينية وتربوية واجتماعية وتاريخية في حقبة ما بعد الاستقلال على مدى أربعة عقود، كما سيكون هذا العمل اعترافا بما قدمه الشيخ في سبيل الله تعالى والجزائر مجاهدا ومعلما ومرشدا ومربيا للأجيال.