افتكت التلميذة آلاء عباس، من ثانوية البح محمد لخضر، بولاية خنشلة المرتبة الأولى في امتحان شهادة البكالوريا دورة 2025، شعبة العلوم التجريبية، وذلك بمعدل 18.78، وبالرغم من قسوة الظروف التي مرت بها بعد وفاة والدها مؤخرا، إلا أنها لم تفشل وحققت التفوق بفضل دعم عائلي وتربوي.
وأكدت آلاء للنصر، أنها مرت بفترة جد صعبة وظروف قاسية بعد أن فارق والدها الحياة نهاية شهر مارس الماضي، ورغم حبها الكبير له وتعلقها الشديد به، إلا أنها تحدت الظروف من أجل تحقيق حلمه بنجاحها في شهادة البكالوريا بنتيجة ممتازة، أين حلم بأن يراها بين المكرمين.
واجهت التلميذة ظروفها بعزيمة وإرادة واجتهدت وتعبت لتحقيق هذا النجاح المتميز، وذلك بمساندة والدتها وأهلها وأساتذتها الذين كان لهم دور كبير في دعمها معنويا لتنجح و تتصدر قائمة المتفوقين على مستوى ولاية خنشلة لهذه السنة.
وقد كانت لحظة الفرح بالتتويج مختلطة بالحزن ودموع فقدان الوالد الذي كان يأمل في مشاركتها الإنجاح.
وحظيت آلاء بتكريم من والي خنشلة سليم حريزي، الذي تنقل إلى منزلها أول أمس، مرفوقا بممثلين عن السلطات المحلية الأمنية والعسكرية ، كما كرمتها جهات أخرى وسط إشادة واسعة بهذا النجاح المستحق الذي يعتبر ثمرة جد واجتهاد وعمل منظم، لتكون فخرا لوالدها وعائلتها وولايتها.
وقالت التلميذة،إنها توقعت النجاح بتقدير ممتاز لكنها لم تطمح للصدارة على المستوى الولائي، وإنها دأبت على تحقيق المراتب الأولى منذ بداية مسيرتها الدراسية في الأطوار التعليمية الثلاثة، حيث جاءت ثالثة ولائيا في امتحان شهادة التعليم المتوسط بمعدل 19.40.
أخبرتنا، أنها إلى جانب الدراسة تقوم بنشاطات أخرى متعددة منها رياضة السباحة باعتبارها مفيدة جدا للصحة الجسدية والنفسية.
وعن التخصص الذي تود الالتحاق به في الجامعة، أوضحت أنها محتارة بين الطب والذكاء الاصطناعي، لكنها تأكل في أن تكون مصدر فخر لعائلتها ووطنها وأن تكرم اسم والدها الراحل التي تنبأ لها باعتلاء أهم المناصب.
وأضافت، أنها تطمح منذ الصغر لأن تكون عالمة و باحثة، موجهة نصيحة للراسبين في امتحان شهادة البكالوريا، حول التحلي بالعزيمة والاستمرارية والثقة بأنفسهم وبقدرتهم لتحقيق النجاح، مع استدراك الأخطاء وعدم إهمال إي مادة دراسية لتحقيق أفضل النتائج السنة المقبلة .
وعبر خال آلاء، والدموع في عينيه عن فخره قائلا بأنها تلقت صدمة كبيرة بعد وفاة والدها منذ 4 أشهر، وقد مرت بأوقات صعبة ما جعلها تفقد الشغف وتحزن، إلا أنها مع اقتراب امتحان شهادة البكالوريا رفعت التحدي للنجاح من أجل ذكرى أبيها، وقد شرفت العائلة بتحقيقها نتائج ممتازة مع تفوقها طيلة مسارها الدراسي.
وأشاد المتحدث، بأخلاقها العالية والتربية الطيبة التي نشأت عليها، كما أنها نموذج يحتذى به في الإرادة والطموح والمثابرة، مشيرا أنه يدعمها لتكمل مسارها الجامعي في التخصص الذي تختاره عن قناعة، وتواصل تحقيق النجاحات و النتائج المشرفة، من أجل أن تتولى مناصب عليا لخدمة جيل المستقبل ووطنها، ولتحقق حلم والدها وتبلغ المكانة التي تطمح إليها.
كلتوم رابية