حذرت أخصائية التغذية سعاد بوالشعير، من إتباع طرق غير صحية لتحويل الفواكه إلى عصير طبيعي، لأنها تفقدها فوائدها وهي طرق يروج لها في العالم الافتراضي، موضحة أن استعمال الفواكه في التحليات و في تحضير الحلويات يخضع لشروط صحية للحفاظ على كل العناصر الغذائية، حيث قدمت وصفات صحية نصحت بالتقيد بها للاستفادة من الفواكه، فيما دعت لتجنب الأنواع غير الموسمية، لأنها منعدمة القيمة الغذائية.
و قالت محدثتنا، بأنه من المستحسن تناول الفواكه الطازجة دون تحويلها إلى عصائر للاستفادة من فوائدها، لأن القيمة الغذائية تصبح أقل نتيجة مزجها في الخلاط و رجها فيما بعد في القارورة و تركها لمدة قبل تناولها، موضحة، بأن الفواكه غنية بالفيتامينات و المعادن و الألياف و الأحماض العضوية و الإنزيمات، و خاصة الفيتامينات الهشة المفيدة للجسم، لكن تقطيعها و تركها لمدة حتى و إن كانت قصيرة ثم مزجها أو استعمالها كسلطة يؤثر على فعالية بعض العناصر الغذائية فضلا عن تعرضها للأكسدة و التلف، كما أن عملية المزج في الخلاط تؤثر على عناصر أخرى، ما يتسبب في تحويل العصير من مادة طبيعية إلى مادة مصنعة يدويا بطريقة تقليدية، الأمر الذي يفقد الفاكهة فائدتها الكاملة، خاصة و أن هناك فيتامينات هشة سريعة التلف.
و في حال تم تقشير الفاكهة و تركها لمدة لا بأس بها، قبل مزجها أو وضعها في الماء أو حفظها، فإن بعض خصائصها الغذائية تضعف على غرار الفيتامين سي و مجموعة الفيتامين بي، مؤكدة بأنه كلما طالت فترة الحفظ كلما انخفضت نسبة الفيتامين سي الموجود في الفاكهة، كما تؤدي تصفية بعض أنواع الفاكهة عند عصرها، كفاكهة البرتقال إلى فقدان الألياف.
وحذرت الأخصائية، من رج العصير ليمتزج أكثر، لأن عملية الرج تؤدي إلى فقدان الفيتامينات و الإنزيمات حتى بعض المعادن الموجودة في الفاكهة، و تنصح باستهلاكها جديدة لأنها تحتوي على نسبة كبيرة من الفيتامينات، كما تنصح بشرب العصير مباشرة بعد تحضيره وتجنب حفظه لمدة طويلة كي لا يتغير لونه لأنه دليل على تأكسد عناصره الغذائية.
وحسب المتحدثة، فإنه من الخطأ تناول الفواكه و العصائر الطبيعية بعد الانتهاء من الإفطار مباشرة، و ذلك لتفادي تخمرها لأنها تفقد قيمتها في هذه الحالة، والأفضل تناولها بعد ساعتين من الوجبة الرئيسية، و كذا في السحور خاصة الفواكه الغنية بالألياف لأنها تعطي طاقة للجسم، كالموز و التفاح و فواكه الموسم عموما، كما ينصح خارج الصيام بتناول الفواكه قبل الوجبة الرئيسية بنصف ساعة لتحفيز الإنزيمات الهاضمة.
وقالت الأخصائية، بأن الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الجهاز الهضمي و صعوبة في المضغ على غرار المسنين، يمكنهم إتباع طريقة صحية لمزج الفواكه و عصرها بما يسمح بامتصاص المعادن و الفيتامينات، و ذلك بخلط العصير الطبيعي بمواد أخرى كالمكسرات و السمسم «الجلجلانية» و التمر، لرفع القيمة الغذائية للعصير، مع ضرورة استهلاكه مباشرة، حتى لا يتأكسد و يفقد الألياف الغنية بمضادات الأكسدة مثل « النيكوبان» الموجود في الفواكه حمراء اللون.
و فيما يتعلق بطهي الفواكه عند تحضير الكعك، قالت إن درجة الحرارة المرتفعة تفقدها نسبة من القيمة الغذائية، لكنها تبقى مفيدة، كما اعتبرت تحويل الفاكهة إلى مربى أمرا جيدا و يشجع على تجنب رمي الفاكهة و استهلاكها بالطرق المتاحة، محذرة من الفواكه غير الموسمية، التي أصبحت متوفرة في ظل تقدم التكنولوجيا الزراعية، مؤكدة بأنها غير مفيدة خارج موسم نموها الطبيعي، لأنها تخضع لعدة عوامل خارجية، حيث تنصح بتعويضها بالفواكه الموسمية و انتقائها طازجة، و حفظها لمدة قصيرة بطريقة صحيحة لكي لا تفقد قيمتها، ويفضل حسبها قطف الفاكهة بعد نضجها وليس قبل ذلك، لأنها كلما نضجت أكثر في الشجرة كلما إزادت قيمة. أسماء بوقرن