الخميس 3 جويلية 2025 الموافق لـ 7 محرم 1447
Accueil Top Pub

النفساني العيادي كمال بن عميرة: هكذا نحتوي صدمة الرسوب ونحضر لبداية جديدة


يُصاب تلاميذ رسبوا في امتحان شهادة التعليم المتوسط، أو تحصلوا على معدلات أقل من المتوقع، باضطرابات نفسية وحتى صدمات قد تؤثر على سلوكهم الفردي، ويمكن أن تسبب أمراضا نفسو جسدية تصل إلى حد إيذاء الذات، وذلك في حال عدم التمكن من احتواء الوضع وفشل المرافقة.
وحسب الأخصائي النفساني العيادي كمال بن عميرة، فإن هذا الظرف يستدعي في حالات معينة تدخل المعالج النفساني وطبيبا عاما وآخر مختصا في الصحة العقلية، مقدما في حديثه للنصر شروحات حول أعراض الصدمة النفسية وأشكالها، وكيفية التعامل معها لتخطيها بأقل الأضرار وتحويلها إلى حافز لتطوير الذات وتحقيق النجاح.
أظهرت مقاطع فيديو نقلت أجواء الإعلان عن نتائج التعليم المتوسط لدورة جوان 2025، تأثر تلاميذ برسوبهم في نيل شهادة «البيام» وتعرض بعضهم لنوبات بكاء وإغماءات، فيما كان الأثر مشابها بالنسبة لمن نجحوا بمعدلات أقل من المتوقع، وهي آثار نفسية قد تكون ظرفية يمكن تجاوزها مع مرور الوقت، أو معقدة جدا حسبما يذهب إليه أخصائيون في علم النفس، خاصة في حال تعامل الأولياء والمحيط مع الوضع بشكل سيء. ويقول النفساني بالمستشفى الجامعي بن باديس بقسنطينة، كمال بن عميرة، إن هناك من يجهل أعراض الصدمة النفسية الناتجة عن الرسوب أو المتعلقة عموما بالنتائج الدراسية، خاصة الأولياء، ما يعقد الأمور أكثر، خاصة في حال حاول مراهقون استغلال الوضع كوسيلة للضغط على الأولياء وتوجيه أصابع اللوم إليهم. وأوضح، أن هذه الحالات موجودة فعليا وتستدعي الإلمام بأعراض الصدمة، التي قد تصيب حتى أولياء، وهي آخذة في الانتشار بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، مؤكدا أن آثارها وتبعاتها قد تكون إيجابية بالنسبة للتلاميذ الراسبين في حال تم احتوائها والتعامل معها بأساليب صحية، ليصبح الفشل حافزا للنجاح والتدارك وتطوير الذات، خاصة في حال تم تقبله وتشخيص الصدمة وعلاجها سريعا بطرق صحيحة وسليمة.
الاحتواء ومعالجة نقاط الضعف أول خطوة
وذكر الأخصائي، مختلف الأعراض التي تؤكد أن الراسب أصيب بصدمة نفسية، و تبدو عليه بمجرد تلقي النتيجة، كعدم تقبل وإنكار المعدل المتحصل عليه، وهو أسلوب دفاعي ومبرر للفشل وعدم تحمل تبعات الشعور بالذنب.
كما تظهر أعراض أخرى، تتمثل في الإصابة بنوع من الإحباط والغضب، والانفعال، والاكتئاب، والخوف من الفشل، وقد تظهر أعراض أخرى في حال تعقدت الحالة أكثر ولم يتم احتواؤها مثل الشعور بالتعب، والإرهاق، واضطرابات النوم، وآلام في المعدة والعضلات، وخفقان القلب، وضيق في النفس.
إلى جانب أعراض سلوكية منها العزلة الاجتماعية، والانطواء والهروب من الواقع، وصعوبة التركيز، وحتى سلوكيات خطيرة كإيذاء النفس، تحدث في حال تعامل الأولياء بسوء مع الوضع وألقوا اللوم على الابن أو أطلقوا أحكاما وقاموا بمقارنات، ما قد يؤدي للإصابة باكتئاب حاد وتعريض النفس للخطر، واحتمال الهروب من المنزل.
ويتعين على الأولياء حسب النفساني، تجنب الوقوع في هذه الأخطاء التي تؤزم الحالة، لأن هناك مراهقين يستغلون الوضع كوسيلة للمساومة وأداة تهديد أوليائهم خاصة من يهتمون بالنتائج أكثر مما يكترثون لصحة الأبناء النفسية، والذين كانوا أحد أسباب التعرض للصدمة النفسية.
وينصح مقابل ذلك، بتقبل نتائج الأبناء مهما كانت للتمكن من احتواء الوضع وإعادة التخطيط لإيجاد حل للأخطاء التي حالت دون تحقيق النجاح، وتحويل نقاط الفشل إلى قوة من خلال ضمان مرافقة نفسية صحيحة وسليمة للأبناء وبناء حوار فعال معهم، وإظهار أن الفشل لا يعد أمرا مصيريا بقدر ما هو خطوة للانطلاق بقوة نحو اعتلاء سلم النجاح.
يتأتي هذا في حال تم تجاوز الوضع وتحلى الأولياء بالوعي والنضج كما قال، مشيرا إلى أن الصدمات في حال تم التعامل معها بشكل صحيح قد تساهم في بناء مستقبل أفضل للطفل وتبني لديه ميكانيزما يسمى ميكانيزم التسامي، الذي يساعده على تدارك أخطائه وتحويل نقاط الضعف إلى قوة ما قد يجعله يتفوق مستقبلا.
أما في حال عدم القدرة على تجاوز الصدمة، ويظهر ذلك من خلال شدة الأعراض كالاكتئاب الحاد، والانعزال، والانطواء والسلوكيات السلبية المتكررة، يتحتم اللجوء إلى معالج نفساني وقد يصل الوضع لاستشارة طبيب معالج في حالات الإصابة بالأرق، والإغماءات المتكررة، ومحاولة إيذاء النفس.
وأوضح النفساني، أن هذه الحالات تستدعي أحيانا تدخل طبيب مختص في الأمراض العقلية لوصف أدوية مناسبة، وتتم العملية عادة بالتنسيق بين النفساني والطبيب العقلي وولي الأمر، لتتم إعادة تقييم النتائج و ضبط الأمور بعد التشافي من الصدمة.
مؤكدا، بأن التلميذ بحاجة كبيرة للسند والأمان والعطف لحظة حدوث الصدمة خصوصا من بذل جهدا خلال السنة، أما أولئك الذين لم يبذلون جهدا فآثار الصدمة تكون أقل عندهم وتنحصر في الشعور بالذنب، ولذلك ينصح بن عميرة، باستغلال العطلة في ممارسة الأنشطة الرياضية، والتنزه، وإعادة تقييم أخطاء الأولياء والأبناء على حد السواء، لبداية موسم دراسي جديد على أمل أن يكلل بالنجاح.
أ بوقرن

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com