الأربعاء 10 سبتمبر 2025 الموافق لـ 17 ربيع الأول 1447
Accueil Top Pub

مختصون ينصحون بمياه الحنفية كبديل: المياه المعدنية قد تكون غير صحية

تتسع تجارة المياه المعدنية في الجزائر، فارضة إنزالا قويا في السوق لماركات جديدة وأنواع يتزايد عددها مع فصل الحر، ويتوه المواطن أحيانا أمام تعدد الخيارات فلا يعرف أي نوع هو الأنسب، كما يجهل البعض الفروقات بين كل نوع وآخر، وما قد يميز ماركة عن أخرى ولماذا قد يكون عليه قراءة الوصف على العلبة لمعرفة ما يجب عليه استهلاكه، خصوصا وأن خبراء الصحة يؤكدون في كل مرة، أنه رغم تعدد الخيارات قد تظل مياه الحنفية الأفضل للشرب.
يشكل الماء أحد أهم وأكثر المواد استهلاكا بين البشر، ونتيجة لارتفاع درجات الحرارة، فإن التعرق الكثير والتعرض المفرط للشمس، يفقدان الجسم كميات كبيرة من السوائل، ويجب على الأفراد تعويضها من خلال شرب القدر الكافي من المياه طيلة اليوم حتى وإن لم يحسوا بالعطش. وبين المياه المعدنية، ومياه المنابع الطبيعية والحنفيات، يجد الفرد نفسه في متاهة، تعمقها وفرة ماركات كثيرة وأنواع عديدة في السوق الجزائرية، وقد أكد البعض في حديثهم للنصر، أنهم يختارون نوع الماء انطلاقا من تجربة الذوق وليس على أساس المكونات.
إذا أردت شراء قارورة ماء وقصدت متجرا أو حتى محلا صغيرا، فلا بد أنك ستقف لبرهة لتتأمل القارورات بأشكالها المختلفة، وأسماء العلامات التجارية المتعددة، وقد تتوه فلا تعرف أي قارورة تختار خصوصا وأن جميعها متشابهة تقريبا حتى من ناحية قائمة المكونات التي تظهر على ظهر القارورة البلاستيكية، والحقيقة أن هناك فعلا اختلاف بين بعض الأنواع وقد يكون بينها ما يعد أنسب لكل حالة سواء بالنسبة للأصحاء أو المرضى.

ماء منبع أو ماء طبيعي، أيهما الأفضل؟

ومن أبرز وأهم العبارات التي تكتب على قارورات المياه عبارة «مياه معدنية» أو «ماء منبع»، عبارتان مختلفتان، قد يجد الزبون غير المطلع على الموضوع صعوبة في التفريق بينهما لأنه لا يملك معلومات كافية ، مع ذلك فكلاهما ماء يأتي من باطن الأرض، إلا أنهما يختلفان من حيث نتائج التحليل الخاصة بكل منهما، فنتائج تحاليل المياه المعدنية تكون ثابتة، أما بالنسبة لمياه المنبع فتكون متغيرة في كل مرة.
والماء المعدني الطبيعي يعتبر ماء سالما ميكروبيولوجيا، ويأتي من طبقة جوفية، ويتميز عن غيره من المياه الأخرى الموجهة للاستهلاك البشري بنقاوته الأصلية واحتوائه الخاص على الأملاح المعدنية أو المواد الضرورية، كما يمكن أن تتميز هذه المياه بخصائص علاجية نافعة لصحة الإنسان، أما ماء المنبع، فيعتبر ذو مصدر جوفي وصالح للاستهلاك البشري وسليم ميكروبيولوجيا، كما أنه محمي من أخطار التلوث، إلا أن نسبة المعادن فيه غير ثابتة.

أخصائية التغذية العلاجية الدكتورة آغا آسيا
المياه المعبأة ليست دائما خيارا صحيا

تقول أخصائية التغذية العلاجية، الدكتورة آسيا آغا، إن المياه من أهم المواد التي يحتاجها الجسم، وبالتالي يجب مراعاة الوقت الأفضل لاستهلاكها، وتنصح بشربها بعد الاستيقاظ من النوم مباشرة لتعويض السوائل التي يفقدها الأفراد ليلا نتيجة التبول أو التعرق، كما تنصح بشرب الماء قبل الوجبات بمدة نصف ساعة، وذلك لتفادي اختلاطه بالطعام أو شربه بعد الأكل بساعتين.
وتضيف الأخصائية، أن الماء بعد الأكل يعمل على خفض حمض المعدة ويخفف الإنزيمات، مما يجعل عملية الهضم رديئة، كما يقلص من فوائد الأغذية التي نقوم بتناولها.
أما عند العطش فيجب حسبها، الشرب بالقدر الكافي وكذلك عند الإحساس بالجوع، خاصة بالنسبة لمن يرغبون في كبح شهيتهم وتفادي تناول كميات كبيرة من الطعام.
وتحذر الأخصائية، من نقص شرب الماء بالنسبة للأشخاص الذين يقولون إنهم لا يشعرون بالعطش، وهو إحساس يتم التخلص منه بالتدريب وتعويد الجسم على شرب الماء رغم عدم الإحساس بالعطش كما توصي بشرب كميات ماء كافية بالنسبة للأشخاص الذين يمارسون الرياضة ولمن يزاولون أعمالهم في درجات حرارة عالية وتحت أشعة الشمس.
وبالنسبة لاختلاف نسب المعادن في المياه التجارية، تشدد الأخصائية على نسبة الصوديوم التي تقول إنها يجب أن تتراوح بين 5 إلى 50 ملغ في كل لتر من الماء، أما إذا بلغت 200 ملغ، فيمكن أن يصبح الذوق مالحا، وهنا يمكن أن يضر الأمر ببعض الأشخاص خاصة من يعانون من ارتفاع ضغط الدم أو مشاكل الكلى، أما بالنسبة لمستوى الحموضة فيجب أن يتراوح حسبها بين 6.5 و8.5.

مياه قارورات البلاستيك مسرطنة وغير صحية

وشددت كذلك، على ضرورة الانتباه لخطورة القارورات البلاستيكية التي تعبأ فيها «المياه المعدنية» أو «سعيدة»، و ذلك بسبب تعريضها لأشعة الشمس المباشرة أثناء التسويق في المحلات وحتى خلال عملية الشحن والنقل.
وأوضحت، أن الشمس تؤثر على الخواص الكيميائية للمياه المعبأة في البلاستيك، حالها حال مختلف المواد الغذائية التي تترك في الخارج خاصة المشروبات.
وأكدت الدكتورة آغا، أن تحول مكونات البلاستيك بفعل الحرارة يؤثر ويغر من نسب بعض العناصر الكيميائية المشكلة للمياه المعدنية المحفوظة في هذه العبوات، مشيرة في ذلك إلى تغير نسبة الحموضة مثلا والكالسيوم.
وأكدت، أن استهلاك هذه المياه يؤثر بشكل مباشر على الصحة، إذ كشفت الدراسات أن شرب المياه المعدنية المعبأة في عبوات بلاستيكية تعرضت لأشعة الشمس، يؤدي للإصابة بمرض سرطان الثدي للنساء و الرجال على حد سواء.
كما حذرت أيضا، من شرب المياه التي تبقى مطولا داخل السيارات، وتكون عرضة لأشعة الشمس، وتنصح المستهلكين مقابل ذلك بتفادي شرب هذه المياه، خاصة إذا ما كان أثر الفساد باديا عليها نتيجة تغير لون القارورة أو وجود بعض الغبار داخلها، أو بروز كتل من الكلس الأبيض. داعية، للعودة إلى طريقة الأجداد في حفظ مياه الشرب داخل أوعية طينية تعد فعالة في تنقية المياه من جميع الشوائب، أو شرب مياه الحنفية بعد وضع جهاز تصفية، وهو إجراء أكثر ملاءمة للصحة.
وقالت، إنه من غير الصحي كليا استعمال قارورات بلاستيكية لتعبئة المياه، خصوصا الأنواع التي تحتوي على البيسيفينول، وذلك لأنها مادة مسرطنة، وتعتبر من بين مسببات سرطان الثدي عند النساء، ومشاكل الإستروجين عند الرجال، كما يمكن أن تكون وراء الإصابة بالسمنة.

مياه الحنفيات المفلترة أفضل

وتنصح الأخصائية في التغذية العلاجية آسيا آغا، بشرب مياه الحنفية شريطة استعمال المصفاة وذلك للتخلص من المعادن، حتى وإن كانت هذه الطريقة غير فعالة كليا ضد الفيروسات والبكتيريا،
كما أشارت أيضا، إلى أنه من المهم تفقد لون البول لمعرفة الحالة الصحية للجسم، وما إذا كانت المياه صحية ومناسبة له، فاللون الغامق والرائحة الغريبة دليل حسبها على زيادة السموم في الجسم، وأن الجسم في حالة جفاف.
من جهة ثانية، نفت ما يتداول بخصوص المياه القلوية والمياه الحامضية، وما يشاع حول كون القلوي أفضل من الحامضي، مؤكدة أنها معلومة خاطئة يجب تصحيحها، وذلك لأن شرب ماء قلوي مع حموضة المعدة الشديدة يحوله إلى ماء حامضي وقد يتسبب ذلك في عسر الهضم. كما توصي بشرب الماء جلوسا وعلى دفعات تماما كما نصحنا به الرسول الكريم، علما أنها معلومة يشير إليها أيضا الطب الصيني الذي أكد على أن الجسم عند الوقوف يكون مشدودا وقد يسبب شرب الماء واقفا إضطرابا في توازن وظائف الجسم، بينما لا يحدث الشرب عند الجلوس مشكل في الهضم، ويتعب الشرب دفعة واحدة المرئ والكلية ويمكن أن يسبب التهابات في المفاصل، كما أن وصول الماء للأعصاب عند الجلوس يكون جيدا ولا يضر الانتقال المعدة.

إيمان زياري

آخر الأخبار

Articles Side Pub-new
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com