الخميس 11 سبتمبر 2025 الموافق لـ 18 ربيع الأول 1447
Accueil Top Pub

صانع المحتوى والحكواتي مصطفى جغلال للنصر: تراثنا الشفهي وأزياؤنا التقليدية يحظيان باهتمام الشعب العُماني

أكد الحكواتي وصانع المحتوى مصطفى جغلال، أن الموروث الشفهي الجزائري قابل للفهم من الأجانب الذين لا يعرفون تفاصيل الثقافة الجزائرية، وقد رصد ذلك خلال مشاركته كحكواتي في معرض مسقط الدولي للكتاب بسلطنة عمان.
وأرجع المتحدث سهولة تعاطي الناس من لهجات عربية أخرى مع تراثنا المحكي، إلى أنه يعكس قيما إنسانية مشتركة بين كل الشعوب، مضيفا أن الحاضرين في المعرض أبدوا اهتماما بالقصة الشعبية الجزائرية وتفاجؤوا بعمقها ونطقها بلسان حكيم.
هكذا مثلت الجزائر في مسقط
ووصف مصطفى، الحكواتي بالسفير الصادق لبلده خصوصا عندما تتجسد فيه معالم الثقافة المحلية سواء في اللباس، أو الحضور، أو الكلمات التي ينتقيها من قاموس نسقه الاجتماعي، لذلك يظهر خلال عروضه مرتديا «البرنوس» الجزائري، ليعرف به كزي تراثي وجزء من الهوية الوطنية، كما يحمل بين طياته تاريخ الشعب الجزائري وبطولاته ضد المحتل الفرنسي، لأن البرنوس و القشابية كانا حسبه، زيا للمجاهدين وقد احتموا بهما من الصقيع وقسوة الشتاء في الجبال والمغارات.
وعن تجربته كحكواتي جزائري في معرض مسقط الدولي، قال مصطفى جغلال، إنها كانت مميزة ومليئة بالتنوع، واصفا الأجواء في المعرض بالدافئة، والجمهور العُماني بالمتعطش للقصص، وأكد أنه تفاعل مع الحكايات التي سردها، ما منحه شعورا بأنه في ساحة جزائرية رغم بعد المسافة بين عمان وأرض الوطن.
وقال الحكواتي، إنه قص على الحضور خلال مشاركته في المعرض بعضا من الحكايا الشعبية الجزائرية التي اختارها خصيصا لتعكس قيما إنسانية مشتركة، على غرار قصة «بقرة اليتامى»، و»مكيدش» و»لونجة بن الغول»، معلقا :» أردت من خلالها أن أنقل صورة عن الحكمة والموروث الشفهي عندنا، وقد اخترتها لأنها قابلة للفهم حتى من جمهور لا يعرف تفاصيل الثقافة الجزائرية». يواصل :» أما بالنسبة للتفاعل معها فلاحظت أنه كان قويا، جدا الناس أنصتوا، ضحكوا، تفاعلوا، والبعض تفاجأ بعمق الموروث الشعبي الجزائري». مؤكدا بأن عروضه عرفت حضور أطفال وعائلات قصدوه بعد النهاية للسؤال عما إذا كانت القصص حقيقية أن خيالية، وما إذا كانت لا تزال تروى في الجزائر.
الحكواتي سفير لبلده
أخبرنا الحكواتي كذلك، أنه سعى خلال رحلته للتعريف بالقصة الشعبية الجزائرية كجزء من الموروث الثقافي الجزائري، وحاول أن يقدم نبذة عن أصلها، والمنطقة التي جاءت منها، وكنت يتعمد توظيف مصطلحات جزائرية كأسماء الملابس والأكلات الشعبية، ويشرح أن القصة الشعبية ليست فقط للتسلية بل هي وسيلة لتربية الأجيال، وتناقل القيم، وحتى تفسير الظواهر.
ويصف المتحدث التفاصيل التي تجعل من الحكواتي سفيرا لبلده فيقول «الحكواتي لا يمثل نفسه بل يحمل بلده في صوته من خلال لهجته، طريقته في الكلام، اختياره للكلمات وحتى ملابسه، يُعرّف الآخر على نفسه وعلى بلده، هو سفير صادق لأنه ينقل تجربة حية».وأوضح جغلال، أنه خلال زيارته لسلطنة عمان المعروفة بالحفاظ على أصالتها وتراثها، تعلم أن لكل بلد خصوصيته لكن هناك نقاط تتشابه في الثقافة عموما مثل احترام كبار السن، حب القصص، والتمسك بالجذور، وقد شعرت هناك أن الجمهور العُماني وجد في القصص الجزائرية مرآة لقصصه، أما كحكواتي فقد تعزز إيمانه بأن الحكاية لغة مشتركة بين الشعوب.
وعن مساهمة حضور الشباب في الفعاليات الدولية في التعريف بتراث بلدانهم ونقلها إلى الأجانب، اعتبر أن فكرة التواجد في فاعلية أو تظاهرة ثقافية مهم جدا لأي شاب مبدع، ذلك لأنها فرصة حقيقية للتبادل الثقافي فحين يرى الشاب قصص بلده تُروى في الخارج ويُحتفى بها يشعر بالاعتزاز، كما أن هذه الفعاليات تكسر عقدة النقص وتفتح الباب أمام تحويل التراث من مجرد مادة محفوظة إلى مشروع حي ومصدر إلهام.
وتحدث الحكواتي، عن ظهوره في معرض مسقط الدولي للكتاب بالبرنوس الجزائري وكيف روج له وأبرزه كزي تقليدي، قائلا:» حرصت على ارتداء البرنوس في المعرض، وكنت أستغل اهتمام الحضور بالقصص لأشرح في كل حكاية أنه ليس مجرد لباس شتوي، بل هو رمز للوقار والهيبة، كما تحدثت عن علاقته بالرجولة في المجتمع الجزائري، وكيف أنه يُلبس في المناسبات الهامة، مثل الأعراس والأعياد».
مضيفا « لقد أبدى الزوار اهتمامهم به وكانوا يطلبون مني لمسه، والتقاط صور معه، وسألوا عن صناعته وشرحت لهم أنه يُنسج من الصوف أو الوبر،ويُفصل غالبًا يدويًا، وأخبرتهم أيضا عن اختلاف أشكاله بين الشرق والغرب والجنوب الجزائري، وعرجت بهم إلى شساعة الجزائر والتنوع الثقافي الموجود بها، وهو بارز في الأزياء أيضا حيث نجد لباسا واحدا يمكن أن يأتي بألوان وأشكال مختلفة تعبر عن المنطقة التي يلبسه سكانها. وبخصوص المشاريع التي يخطط لها في «القصة الشعبية»، وما إذا كان ينوي المضي في هذا المجال والغوص فيه أكثر، قال الحكواتي إنه باشر عملية توثيق قصص من كبار السن وتسجيلها صوتيا، حيث يعمل على إعداد سلسلة قصصية مكتوبة قد تكون جاهزة نهاية هذا العام لتُنشر في شكل كتاب ورقي، والهدف حسبه، هو توفير محتوى ممتع ومفيد، من السهل مشاركته وتداوله بين الأجيال الجديدة.

حاورته/إيناس كبير

آخر الأخبار

Articles Side Pub-new
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com