تستقطب المخيمات الصيفية السنوية بالمدن الساحلية، التي تشرف على تنظيمها المصالح الولائية لمديرية الشباب والرياضة بالوادي، المئات من الأطفال من أبناء المنطقة النائية الذين يتعذر على عائلاتهم التنقل لقضاء العطلة في مدن ساحلية.
وتعد المخيمات الصيفية التي تشرف عليها إطارات مديرية الشباب والرياضة، خيارا أمثل للعديد من العائلات، ويمكن أن تشغل القليل من وقت أبنائها في العطلة الصيفية وتوفر لهم بيئة آمنة تجمع بين الترفيه، والتعلم، واكتشاف المواهب، والتعرف على أشخاص آخرين.
وذكرت مصالح الشباب بالوادي «للنصر»، أن المخيمات الصيفية الموجهة للأطفال تولي اهتماما خاصا كل سنة، وترصد لها الإمكانات المادية والبشرية لتقدم فرصا متنوعة لهذه الفئة وتكسبها مختلف المهارات الرياضية والفكرية وتعزز ثقة الصغار بأنفسهم، ناهيك عن الانفتاح على تجارب جديدة خارج المدرسة والبيت، وتنمية الجانب الاجتماعي لهم.
ونوهت مصالح الشباب، بأهمية المرافقة الطبية من طرف الطاقم الطبي والشبه الطبي المسخر داخل مراكز تخييم الأطفال، والتي توفرها الوزارة الوصية بما يضمن فحصا دوريا لهم أثناء تواجدهم بداخله والسرعة في التدخل في حال المرض المفاجئ، ناهيك عن السهر على حماية الصغار من أي تسممات غذائية خاصة أثناء تواجدهم خارج المخيم.وقال منشطون تابعون لمدرية الشباب والرياضة، إنهم يحرصون على رسم البسمة على وجوه الأطفال داخل المخيمات، واستقبالهم بشكل جيد خصوصا وأن بينهم من يزور المخيم لأول مرة ولم يبتعد عن أهله من قبل، ومنهم أيضا من يحتاج لرعاية نفسية ومتابعة خاصة ناهيك عن تعزيز مهارات التواصل، عن طريق المسابقات الرياضية والفكرية وعروض المسرح والبهلواني.
وأشاروا، إلى أهمية الدورات التكوينية والتدريبية التي يستفيد منها الأطفال دوريا، وتنظم من طرف مصالح الشباب والرياضة سواء في التنشيط، أو الإسعافات الأولية، أو مرافقة الأطفال في البحر، وكيفية التعامل مع الأطفال فيه ومراقبتهم، بما يضمن سلامتهم وحمايتهم من مخاطر الغرق في البحر.
وأجمع عدد من أولياء الأطفال الذين تحدثوا للنصر، أثناء توديعهم لصغارهم المستفيدين من الرحلة الأخيرة، بأن فرصة التخييم في سن مبكرة مهمة جدا لتنمية شخصية الصغير واكتشاف الحياة مع الجماعة والتعود عليها، مشيرين إلى أنهم يحاولون التواصل مع أطفالهم في الأيام الأولى في المخيم لتحفيزهم وتشجيعهم على الصبر بعيدا عن العائلة والأصدقاء.
كما ثمن الأولياء الدور الفعال للجهات الوصية سواء المركزية أو المحلية، التي تولي أهمية كبرى للأطفال وتسهر سنويا على برمجة عديد النشاطات التي تسهم في تنشئة صغارهم بشكل جيد، وتسد عجز عديد الأسر التي لا تقدر على توفير تجربة لاصطياف لأبنائها.
وقال عبد الرزاق بن عريف، المدير الولائي للشباب والرياضة بالوادي للنصر، إن مصالحه برمجت خلال هذه الصائفة مخيمات قسمت على 06 دفعات، استفاد منها نحو 900 طفل من مختلف بلديات الولاية، حيث أشرف والي الولاية على أول رحلة منها قبل نحو شهر، وتنظر آخر مجموعة دورها خلال الأسبوع القادم، مشيرا إلى أن الدفعة الخامسة انطلقت قبل أيام قليلة باتجاه مدينة بجاية.
وأكد مدير الشباب والرياضة، أن الجهات الوصية سخرت للمخيمات الصيفية الموجهة لفائدة الأطفال، كافة الإمكانات المادية والبشرية من أجل تحقيق هدف الترفيه عنهم، مع ضمان صحتهم طيلة تواجدهم خارج مساكنهم، مذكرا بالبرنامج الثري المسطر لهم والذي تتخلله فقرات للثقافة وأنشطة تربوية متنوعة.
كما أشار المسؤول، إلى حرص إطارات الشباب والرياضة المشرفة على تسيير المخيمات، على خدمة وسلامة أطفال طيلة تواجدهم داخل المخيم، إلى جانب السهر على تكوين سائقي المركبات التي تقلهم نحو وجهاتهم، لضمان سلامتهم خلال الرحلة.
وقال المدير الولائي للشباب والرياضة بالوادي، إن المخيمات الصيفية سواء الموجهة لفئة الأطفال أو الشباب ليست مجرد نشاط ترفيهي، بل هي تجربة تعليمية متكاملة تنقش في ذاكرة الطفل عديد المواقف، وتلعب دورا في بناء شخصيته.
منصر البشير