الخميس 21 أوت 2025 الموافق لـ 26 صفر 1447
Accueil Top Pub

الطبعة السابعة لمهرجان جبة واضية: احتفاء بالتراث والإبداع وتأكيد على صون الهوية

احتضنت بلدية واضية بولاية تيزي وزو، طوال أسبوع كامل، فعاليات الطبعة السابعة لاحتفالية ثجيحليث إيواضيان (جبة واضية)، في أجواء تراثية مميزة، ووسط حضور لافت للزوار، إضافة إلى مشاركة واسعة للحرفيات والمصممات والمهتمات بالتراث الأمازيغي، حيث عرضن تشكيلات متنوعة من الجبة التقليدية والحديثة.

وتميزت الفعالية التي اختتمت أمس، بالمدرسة الابتدائية «الإخوة تيفراني»، بالحضور القوي للنساء الحرفيات اللواتي عرضن آخر إبداعاتهن في تصميم الجبة القبائلية ولا سيما جبة واضية، وأبرزت المشاركات جمالية الخياطة التقليدية الممزوجة بلمسات عصرية تلائم ذوق الجيل الجديد، دون أن تفقد الجبة رمزيتها الثقافية.وتضمنت فعاليات مجموعة من الأنشطة المتنوعة، من بينها عروض الأزياء التقليدية وفضاءات للتسويق، وورشات عمل مخصصة لتعليم فنون التطريز التقليدية بهدف ضمان استمرارية هذا الإرث، كما تخللت البرنامج معارض لمنتجات الحرف اليدوية بمختلف أنواعها، حيث شاركت عدة ولايات في هذا الحدث الثقافي على غرار الجزائر العاصمة إيليزي، بجاية، المدية، البليدة، بومرداس، وغيرها.ويسعى منظمو المهرجان إلى جعل هذه التظاهرة نافذة للتعريف بالتراث المحلي وحفظه وتثمينه، ويؤكد هؤلاء أن المهرجان ليس مجرد تظاهرة ثقافية، بل رسالة تؤكد على ضرورة صون الهوية والتراث والتقاليد.كما أن هذه المبادرات تدخل في إطار الحفاظ على التراث اللامادي وتشجيع الحرفيات على الاستمرار في نشاطهن، خاصة وأن الكثير منهن يعتمدن على الحرفة كمصدر رزق أساسي.وأجمعت العديد من المشاركات على أن هذه التظاهرة لا تعتبر مجرد عرض للجبة القبائلية الخاصة بمنطقة واضية وتسويقها، بل هي مدرسة لتوريث الحرفة للأجيال القادمة لضمان استمراريتها.
وفي ذات السياق، أكدت نعيمة وهي حرفية في الخياطة التقليدية أن جبة واضية تحمل قيمة رمزية و ليس لباس الماضي فقط، بل يمكن أن يكون أيضا لباس الحاضر والمستقبل. مبرزة أن هذه الجبة على وجه الخصوص ترتدى في الأعراس، و مرآة لهوية أمازيغية عريقة، ورسالة من الماضي تتوارثها الأجيال، مؤكدة أن إدراجها في المهرجانات خطوة مهمة لحماية الموروث من الاندثار.كما تؤكد الحرفية فاطمة الزهراء، وهي من أقدم النساء اللواتي يمارسن حرفة التطريز في المنطقة، أنها تعلمت خياطة جبة واضية من والدتها وجدتها وذلك منذ صغرها، واليوم تحاول دمجها في تصاميم عصرية تناسب الأذواق و لكي ترتديها الشابات في مختلف المناسبات دون أن تفقد أصالتها لأنها هوية قبل أن تكون زيا، كما أنها تعلم بناتها هذه الحرفة حتى لا تضيع، مؤكدة أن جبة واضية أيقونة ثقافية وفنية تطرزها أيادي النساء بكل حب وإتقان.
وتعد جبة واضية إحدى أجمل وأشهر أنواع الأزياء التقليدية في تيزي وزو ومنطقة القبائل، رمزا للأناقة والهوية النسوية، حيث تنسب إلى بلدية واضية الواقعة جنوب الولاية. وقد حملت هذه الجبة خصوصية محلية جعلتها تختلف عن باقي الأزياء التقليدية بفضل طريقة خياطتها وألوانها الزاهية، كما أنها ارتبطت بالمناسبات الكبرى، حيث ترتديها النساء في الأعراس، والأعياد، والمواسم الاحتفالية، ولا تزين جسد المرأة فحسب بل ترمز للمكانة الاجتماعية، إذ تظهر المرأة التي ترتديها اعتزازها بانتمائها وجذورها . وتتميز هذه الجبة عن غيرها بدقة الصنع وكثرة الزخاريف التي تزينها لا سيما تلك التي ترتديها العروس، حيث تُطرَّز بحاشيات حريرية كثيرة ذات ألوان داكنة وجملية مثل الأحمر، والبرتقالي، والأزرق، والأخضر والأصفر، وتصنع الجبة غالبا من قماش الحرير الأبيض.
ولا يمكن تخيّل عرس قبائلي من دون حضور الجبة القبائلية، وبالأخص جبة واضية عنوان الأناقة، والفستان الذي ترتديه النساء مع الفوطة الحمراء التي تنسج بنفس الشرائط ونفس الألوان، ويرافقها الحزام المصنوع من الصوف، إلى جانب الحُلي الفضية التقليدية المرصعة بالمرجان مثل «اخلخال»، «العقد الفضي»، و«الأقراط الكبيرة»، والخاتم، والأساور ما يزيد المرأة رونقا وجمالا.
ورغم التحولات الاجتماعية وسرعة الموضة العصرية، لا تزال جبة واضية تحافظ على مكانتها، ولم تعد حبيسة قريتها الأصلية، فقد خرجت إلى النور عبر المهرجانات الثقافية والمعارض الوطنية والدولية، وتلقى إقبالا كبيرا حتى من خارج الوطن لتصبح سفيرة للتراث القبائلي، ورغم المنافسة القوية التي تواجهها من الأزياء العصرية وغلاء المواد الأولية التي تستخدم في خياطتها بما فيها القماش الأصلي والحاشيات إلا أنها لا تزال صامدة ، وتواصل الحرفيات والمهتمون بالتراث جهودهم للحفاظ عليها، من خلال إدماجها في تصميمات حديثة تتلاءم وذوق الجيل الجديد ، دون المساس بروحها الأصلية، كما تعمل الجمعيات الثقافية والحرفيات على تعليم هذا الفن للشابات، لضمان استمراريته كجزء من الهوية الجزائرية .
سامية إخليف

آخر الأخبار

Articles Side Pub-new
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com