غيّب الموت يوم أمس، الأستاذ الدكتور محمد ناصر، أحد القامات الأدبية الجزائرية ومن كبار أدبائها المعاصرين، وأحد مبدعيها ونقادها.
وُلد الفقيد يوم 6 نوفمبر سنة 1938 بالقرارة، استظهر القرآن الكريم وتلقى مبادئ الدين الحنيف واللغة العربية بمدرسة الحياة الابتدائية، وقد ظهر نشاطه وبرزت مواهبه بين أقسام معهد الحياة الذي تخرّج منه بشهادة التعليم الثانوي في جوان 1959م، وبعد الاستقلال التحق بجامعة القاهرة في سنة 1963م بعد انتظار وسعي حثيث من الأستاذ الشيخ محمد علي دبوز، و يُعد بذلك أول طالب يلتحق بشهادة معهد الحياة بكلية الآداب بجامعة القاهرة، وتخرج منها بدرجة الليسانس سنة 1966م. بعد عودته من مصر عُيّن أستاذا في معهد الحياة الثانوي، وأسندت إليه بعض المواد التي هي من اختصاصه كالأدب، وتاريخ الأدب، والفلسفة، ومنهج البحث، وأشرف على تحرير المجلة الحائطية “النور”، التي كانت مجالا لتباري الأقلام، وميدانا لإظهار المواهب الأدبية، وتطوير المنهج الدراسي في المعهد. استحدث الفقيد في برامج معهد الحياة الدراسية البحوث الأدبية ومنهجية كتابتها، فكانت سندا لطلبة المعهد في بحوثهم ورسائلهم الجامعية، تحصل على دكتوراه الحلقة الثالثة سنة 1972م من جامعة الجزائر، بعنوان: “المقالة الصحفية الجزائرية نشأتها وتطورها وأعلامها “ 1903-1931”، وهي أول أطروحة جزائرية في هذا الموضوع، وقد أشادت الصحف الوطنية بأهميتها، لينال بعدها دكتوراه دولة سنة 1983م من جامعة الجزائر بعنوان: “الشعر الجزائري الحديث اتجاهاته وخصائصه الفنية”، والتي أصبحت مصدرا معتمدا في الدراسات الجامعية. استمر الدكتور محمد ناصر في اجتهاده بالجامعة المركزية، مدرّسا، باحثا، مشرفا، ومناقشا، وفي سنة 1991 انتقل إلى سلطنة عمان للتدريس في معهد العلوم الشرعية، واستمر إلى غاية 2002، قدّم مادة شعرية ونثرية ثرية، وكتب وألّف في الأدب والنقد، وساهم في تحقيق التراث وتراجم الأعلام، وساهم في تأليف سلاسل قصص للأطفال، ودوّن الأحداث والوقائع بالقصائد والدواوين الشعرية، وظل الدكتور محمد ناصر في عطاء متواصل إلى أن توفاه الله.
ع.نصيب