تنطلق اليوم الإثنين على خشبة قاعة السعادة، فعاليات عروض وهران الفكاهية بمشاركة 67 فنانا من عدة ولايات، بينهم ناشطون في قاعات وفضاءات ثقافية، وصناع محتوى على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أهديت الطبعة لروح الفنان المسرحي عملاق الكوميديا السوداء والفكاهة سيراط بومدين، تكريما له على ما قدمه من أعمال هادفة ومميزة لا تزال راسخة في الأذهان بعد عقود من رحيله.
وأعلن أمس، خلال ندوة صحفية نظمت بقاعة سينما المغرب، أن عبد القادر السيكتور سيكون من بين الفنانين الذين سينشطون العروض التي تتواصل إلى غاية 29 أوت الجاري، وستجمع الجمهور بخساني، والزوبير بالحر، وعمر بن شراب وغيرهم.
وذكر الفنان والمكون المسرحي محمد ميهوبي، ومنسق البرمجة والمشرف على التدريبات في التظاهرة، أن تظاهرة عروض الفكاهة التي ستدوم 5 أيام، تهدف لدعم المساعي من أجل إعادة الحركية الثقافية في وهران إلى سابق عهدها، وهذا بعد تسلل بعض الركود إليها في الفترات الماضية، خاصة وأن النشاط المنتظر اليوم سيجمع مختلف الفعاليات المجتمعية التي من شأنها أن تكون إضافة إيجابية.
أما الهدف الخارجي وفق ميهوبي، فيكمن في ترقية الفكاهة بوهران لأن «الفكاهة فن والضحك نتيجة»، داعيا للنظر في إمكانية ترسيم هذه التظاهرة، ومذكرا بأن أول مهرجان للفكاهة في الجزائر نظم في وهران في تسعينيات القرن الماضي، وبعده انتشرت الفكرة تدريجيا عبر عدة مناطق أخرى. من جهته، عرض رئيس مصلحة النشاطات الثقافية بمديرية الثقافة بوهران نورالدين مخيسي، البرنامج العام للتظاهرة والذي سيستهل بفقرة تكريمية للمرحوم سيراط بومدين، وسينشط السهرة الافتتاحية الفنان محمد يبدري، على أن تمر باقي الأسماء خلال أيام الفعالية ليكون محمد ميهوبي نجم السهرة الختامية.تبدأ العروض حسبه، يوميا على الساعة الثامنة مساء، وتستمر لمدة ساعتين، و تشمل مختلف الأجناس الفكاهية والمسرحية، مشيرا إلى أن العروض الفكاهية ليست مسابقة، ولكن يوجد تكريم للمتميزين.
وأشاد المتحدث، بمختلف التسهيلات التي تقدمها مديرية الثقافة تشجيعا لتنشيط الحركة الثقافية في الولاية، خاصة في الصيف بالنظر للتدفق الكبير للسياح وضيوف الباهية، وهذا من خلال برمجة مختلف التظاهرات سواء ذات الطابع العمومي أو حتى نشاطات الخواص، لضمان حق المواطن في الترفيه والفكاهة وغير ذلك.من جهتها، تحدثت الفنانة فضيلة حشماوي، رئيسة لجنة التحكيم إلى جانب الأستاذين الجامعيين الدكتور لخضر منصوري والدكتور هشام سقال، عن سيراط بومدين الفنان والإنسان، والأعمال التي شاركته فيها أو التي أنجزها لوحده ومازالت رائدة وتذكر عند الجمهور. كما روت بعض المواقف التي عاشها سيراط مع الفنانين وحتى ما حدث له بعد وفاة ابنته وهو في جولة فنية خارج الوطن، وكان النقاش متنوعا بين المنظمين وبعض الفنانين المشاركين في التظاهرة والأسرة الإعلامية.
تجدر الإشارة إلى أن هذه العروض الفكاهية تتزامن و مرور 30 سنة على وفاة سيراط بومدين في أوت 1995، وهو في عقده الرابع من العمر و في عز عطائه الفني، وهذا بعد مسار حافل بالأعمال المسرحية و التلفزيونية والسينمائية.
ترك الفنان أعمالا خالدة منها تجسيده لشخصية «جلول الفهايمي» في العمل المسرحي «الأجواد» لعبد القادر علولة، و دور»البلعوط» في مسرحية لبوعلام حجوطي، و تقمص لعدة أدوار وشخصيات في السلسلة التلفزيونية «عايش بالهف» و «شعيب لخديم، كما ظهر في السينما كذلك، وقد أحبه الجمهور منذ اكتشف موهبته ولد عبد الرحمان كاكي، الذي أشركه في مسرحيات «القراب و الصالحين» و «ديوان ملاح»، و «اللي كلا يخلص» وغيرها من الأعمال.
بن ودان خيرة
