
حذّرت المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك من خطر انتشار خلطات وصفتها بـ»المشبوهة»، لما تشكله من تهديد حقيقي لصحة الكبار والصغار. وأكدت أن هذه المنتجات تروج بوعود «سحرية» لا أساس لها من الصحة، في وقت دعا فيه أطباء ومختصون إلى مقاطعتها واعتماد بدائل صحية أكثر أمانا وفعالية للجسم.
وخلال الأيام الأخيرة، انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي شكاوى عديدة لمواطنين، إلى جانب متابعات من منظمات حماية المستهلك، بشأن الأضرار الناتجة عن تعاطي مكملات غذائية، أو ما يعرف بـ «الخلطات التجارية»، التي يسوق لها على أنها تساعد على زيادة الوزن أو الطول وغيرها من الادعاءات. وقد لاقت هذه المنتجات إقبالا واسعا، قبل أن يفاجأ مستهلكوها بنتائج وصفت بالخطيرة.
وتطرق رئيس المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك، مصطفى زبدي، إلى هذه الخلطات، لا سيما الموجهة للأطفال، كاشفا عن تلقي المنظمة عددا كبيرا من الشكاوى بشأنها. وركز في حديثه على ما يعرف بخلطة «الزرافة»، التي يروج لها مؤخرا عبر حملات دعائية «ذكية» على مواقع التواصل الاجتماعي، يزعم أنها تساعد على زيادة طول الأطفال وتحفيز النمو.
وأوضح زبدي، أن هذه الخلطة انتشرت بشكل واسع، وقفز سعرها من 180 دينارا لدى المنتج إلى نحو 7500 دينار في بعض المواقع الإلكترونية. كما حذر من الانسياق وراء مثل هذه المنتجات، التي يدعي مروجوها احتواءها على فيتامينات ومعادن وأحماض أمينية غير محددة ولم تضبط نسبها، إضافة إلى الادعاء بأنها تنشط الغدة النخامية المسؤولة عن زيادة الطول.وأشار، إلى أن بعض هذه الخلطات تحتوي على مواد صينية لم تحلل بدقة، يروح لكونها «آمنة»، موضحا أن التحاليل المخبرية التي يستند إليها غالبا ما تقتصر على إثبات خلو المنتج من الجراثيم فقط، دون أن تثبت فعاليته أو سلامة مكوناته وتأثيرها على الجسم.
تحذيرات طبية ودعوة إلى الوعي والرقابة
من جهتها، حذرت أخصائية الصحة العمومية والتغذية العلاجية، الدكتورة آسيا آغا، من الانسياق وراء الإشارات المغرية التي تغزو مواقع التواصل الاجتماعي، دون استشارة أطباء أو خبراء في التغذية. وأوضحت، أن الإشكال يكمن في بعض المكونات التي تضاف إلى هذه المكملات، مثل مركبات «الأكسيد»، مؤكدة أن معظمها سام، ما يستوجب الاطلاع الدقيق على تركيبة أي مكمل غذائي والتأكد من خلوه من مكونات ضارة أو جرعات مفرطة.وفيما يتعلق بقصر القامة لدى الأطفال، بينت أن المشكلة غالبا ما تكون مرتبطة بهرمون النمو الذي لا يعمل بالشكل المطلوب، وهو أمر يشخص عبر تحاليل طبية دقيقة. وعلى أساسها يوصف العلاج المناسب الذي قد يقتصر على مكملات تحتوي على هرمونات معينة وبعض الأحماض الأمينية فقط، دون إضافة فيتامينات أو مكملات أخرى لا تعطي نتائج ملموسة.
كما حذّرت الطبيبة، من انتشار مكملات غذائية للحوامل، مؤكدة أنها لا تفي بالغرض، بل قد تكون مضرة لاحتوائها على عدة مكملات في منتج واحد، ما يؤدي إلى إدخال مواد لا يحتاجها جسم المرأة الحامل.
وأضافت، أن غموض مصادر بعض المكونات وعدم وضوح أصلها يشكل خطرا إضافيا، داعية المواطنين إلى تجنب اقتنائها أو تناولها، والتأكيد على الدور المحوري للطبيب المختص في تحديد نوع العلاج أو المكمل المناسب، تفاديا لأضرار قد تكون جسيمة.وختمت، بالتأكيد على أن الفيتامينات والأحماض الأمينية لا تحفز زيادة الطول بشكل مباشر، وإنما قد تساعد فقط خلال مرحلة ما قبل البلوغ مثل فيتامين «د»، وفيتامين «ك2» وبعض الأحماض الأمينية. إلى جانب ممارسة الرياضة بانتظام. وتنصح الطبيبة، الأطفال قبل سن البلوغ بممارسة رياضة كرة السلة لما لها من دور مساعد في النمو، مع الالتزام بنظام غذائي متوازن، والابتعاد عن المكملات الغذائية، خاصة المشبوهة ومجهولة المصدر.
إ. زياري