
توفي أمس، الملحن والموسيقار الجزائري نوبلي فاضل، عن عمر ناهز74 سنة، وفقدت الساحة الفنية الجزائرية برحيله أحد رموز الفن والثقافة والتراث وعبقريا موسيقيا حقيقيا.
ولد نوبلي فاضل، عام 1951 بعنابة، والتحق بالكشافة الوطنية الإسلامية وهو ابن الخامسة، كما كان بطلا في رياضة « الجودو». درس في جامعة السوربون بفرنسا، وعاش مرتحلا بين الجزائر والدول العربية خاصة مصر وتونس، إلى أن انقطع نهائيا عن الساحة الفنية في سن 57 عاما بسبب معاناته مع المرض. عانى الراحل من مرض الزهايمر طوال سنوات عديدة، وكان قد انسحب فنيا بشكل نهائي بعدما تدهورت صحته بشكل كبير.سنة 1973 نجح في البكالوريا بمدينة سعيدة، وتخصص في الفلسفة، ثم التحق بجامعة باب الزوار ودرس علم النفس، ومن هناك شارك في برنامج ألحان وشباب وفاز بمنحة دراسية بيداغوجية إلى الخارج، فسافر إلى مصر لدراسة التأليف الموسيقي، وبعد 5 سنوات كرّم بمصر كأحسن عازف على العود في المعهد العالي للموسيقى العربية، وهي محطة أعلنت عن ميلاد موسيقي متفرد راكم طوال 30سنة رصيدا متنوعا جمعه بعدد من أهم الأسماء الفنية عربيا على غرار محمد الحلو، وديع الصافي، علاء الزلزلي، وأنوشكا، ولطفي بوشناق، وميادة الحناوي، وصوفيا صادق، وفلة عبابسة.
300 لحن موسيقي وأعمال تحفظها ذاكرة السينما
اشتغل نوبلي فاضل في بداياته، في الإذاعة الوطنية كموسيقي ومن ثم كقائد أوركيسترا ، أما أول أغنية لحنها فكانت « يا حنانا» لرشيد منير، كما لحن أيضا لحسيبة عمروش، ومحمد لعراف، ويوسفي توفيق.ترك الفنان الراحل مجموعة كبيرة من الألحان قوامها 300 لحن، إلى جانب أعمال موسيقية سجلتها الذاكرة السينمائية الجزائرية، حيث كانت له تجارب في إعداد الموسيقى التصويرية لأفلام مثل « زهرة اللوتس» للمخرج عمار العسكري، و« الطاحونة» لأحمد راشدي، إلى جانب فيلم « أبواب الصمت»، الذي قاده رفقة العسكري إلى الفيتنام، وحاز بفضله على عديد الجوائز. لحن أيضا أغنية « سراييفو» للفنان التونسي لطفي بوشناق، وكان العمل ذو بعد إنساني.حظي الفنان الراحل بتكريم كبير سنة 2016، في إطار فعاليات أيام الفيلم العربي المتوج بقسنطينة، وقد نظم حينذاك حفل موسيقي كبير على شرفه، عزفت خلاله ألحانه و غنى له فنانون من أمثال فلة عبابسة ولطفي بوشناق، وأنوشكا، وعبد الله الكرد، ومحمد الخامس زغيدي، وصوفيا صادق التي لحن لها أغنية « إذا كنت مثلي تحب الجزائر وتعشق مثلي سماء الجزائر».