أكد مختصون في التربية ومدربون، على أن الساعات الأخيرة قبل الامتحان لا تقل أهمية عن أسابيع التحضير، ودعوا للتركيز على المراجعة الذكية واعتماد الملخصات، بدل المراجعة المكثفة المرهقة محذرين من التفكير في الاختبارات المنتهية والأخطاء التي وقعوا فيها. يعتبر البعض أن المراجعة عشية الامتحانات غير مفيدة بالنسبة للأشخاص الذين لم يحضروا بشكل جيد قبل الموعد، لكن المختصين يؤكدون أن النجاح في الامتحانات لا يرتبط فقط بعدد الساعات التي يقضيها التلميذ في المراجعة، بل بجودة المراجعة، وطريقتها، وتنظيم الوقت، وإدارة القلق، ويولون أهمية كبيرة للساعات الأخيرة التي تسبق الامتحان، مؤكدين أنها لا تقل أهمية عن العمل الكبير الذي يقوم به التلميذ قبل ذلك.
نجاعة المراجعة تكون بناء على تقنيات الاسترجاع
تؤكد المدربة وأستاذة التعليم المتوسط، نعيمة.د، على أن المراجعة أثناء الامتحانات يجب أن تكون وفق تقنيات الاسترجاع، وذلك من خلال الاعتماد على الملخصات التي قام التلميذ بإعدادها بنفسه، أو قدمها له الأستاذ أو حتى كانت مطبوعة مسبقا.مؤكدة، أن الدقائق الأخيرة لا يجب أن تتعد إعطاء المعلومات الأساسية للتلميذ، أو الأفكار الأساسية التي يعمل بها في كل مادة، محذرة من خطأ اللجوء لحل التمارين خلال هذه الفترة، خاصة وأن التلميذ قد يقع في الخطأ وبالتالي يتعرض لنزول في المعنويات، وهو ما لا يجب أن يحصل أبدا في الامتحانات.
وحذرت الأساتذة نعيمة، من التدقيق في الامتحان السابق وما قدمه التلميذ، داعية لقلب الصفحة والتعامل مع المادة الجديدة من خلال الاعتماد على المعلومات الأساسية، مركزة على ضرورة إشراك التلميذ في إعداد أو استذكار الأفكار، ليركز بشكل أكبر بحيث يعطى التلميذ نصف المعلومة، وتفتح مساحة في الذاكرة لاستقبال باقي المعلومة وتنشيط آلية الاسترجاع تدريجيا.
وشددت المتحدثة، على ضرورة منح المعلومة للتلميذ على دفعات سواء أثناء المراجعة، وذلك بالاعتماد على تقنية التكرار المتباعد، بحيث تقدم المعلومات الأساسية في فترة، ثم تتوقف، ثم يطلب الولي من التلميذ تذكيره بالمعلومات كاملة، وفي حال تذكرها يعني أنه فهم جيدا واستفاد وخزنها ويمكن أن تساعده في الإجابة. مؤكدة على أن العلامة الدراسية لا تعكس مستوى التلميذ، بل مهارات التذكر التي تحدد التلميذ المبدع عن غيره.
uمستشارة التوجيه المدرسي أمينة بوثلجة
الملخصات من أهم أساسيات المراجعة المتأخرة
من جانبها، حذرت مستشارة التوجيه، السيدة أمينة بوثلجة من خطأ التركيز على ما قدمه التلميذ في الامتحان السابق والاستمرار في لومه من طرف الأولياء أو محاسبته، مؤكدة أنه سلوك خاطئ من شأنه أن يؤثر سلبا على نفسية التلميذ ومستواه في الامتحانات المقبلة. وأضافت، أنه يجب تجاوز ما فات والتركيز على الامتحان التالي لأن التحضير للاختبارات يكون قبلها بفترة طويلة أو منذ بداية السنة، إلا أنها لم تستثن فاعلية الساعات الأخيرة قبل الامتحان والتي اعتبرتها مهمة للغاية ودعت لاستثمارها.
وقلت بوثلجة، بأن المراجعة يجب أن تكون في مكان خاص ووسائل عمل خاصة تميزها ألوان تؤثر بشكل مباشر على الدماغ، وأوصت بالاستعانة بنصائح مستشار التوجيه في المؤسسة، كما نصحت باختيار وقت الفجر للمراجعة الأخيرة بعيدا عن المشتتات مثل الهاتف، وبعد أخذ القسط الكافي من النوم لرفع قابلية استقبال المعلومات.
توصي الأخصائية كذلك، بإتباع طريقة التناوب في نوعية المواد، بين مواد الحفظ ومواد الفهم، والاعتماد على الملخصات والخرائط الذهنية المحضرة قبل الامتحانات، والتي يجب أن تكون حسبها بالألوان لأن الذاكرة البصرية تحتفظ بالألوان، بحيث تكون مراجعة خفيفة لتفادي الازدحام في المخ وتفادي التوتر والقلق أثناء الامتحان.
إيمان زياري