الأربعاء 17 ديسمبر 2025 الموافق لـ 26 جمادى الثانية 1447
Accueil Top Pub

إقبال كبير على استخدامها: سكوترات كهربائية لتنقـلات الطلبة داخل جامعة قسنطينة 3


دخلت سكوترات كهربائية جديدة حيز الاستغلال بجامعة صالح بوبنيدر قسنطينة 3 خلال الأيام القليلة الماضية، وهي وسيلة غيرت إيقاع تنقل الطلبة بين الكليات، وجعلته أكثر أريحية خصوصا وأن هذه الوسيلة الخفيفة تتحرك بسرعة 25 كلم في الساعة، وهي متاحة بتكلفة رمزية لا تتعدى 10 دنانير للدقيقة.

لينة دلول

تدعمت الجامعة بهذه الوسيلة الحديثة والعملية في إطار اتفاقية تعاقد لتوفير خدمة التنقل داخل الحرم للطلبة، وهي خدمة تضمنها منذ 30 نوفمبر الماضي مؤسسة «فانتيك موبيليتي» الناشئة للنقل المشترك والصديق للبيئة، التي تعد الأولى من نوعها في الجزائر والمغرب العربي حسبما أكده العضو في المشروع حسين سعدون، موضحا أن اختيار جامعة بوبنيدر، جاء انطلاقا من شاسعة مساحتها ما يزيد الحاجة لحلول لتنقلات الطلبة، وكذلك بهدف بيئي قائم على تعزيز الوعي بأهمية بالتقنيات النظيفة والمستدامة.
دخلت «النصر» الحرم الجامعي في حدود منتصف النهار، وهو الوقت الذي يغادر فيه أغلب الطلبة قاعاتهم ومدرجاتهم، إما لتناول وجبة الغداء أو للجلوس في الساحات والاستمتاع بأجواء الخريف، حيث تختلط رائحة أوراق الأشجار بصخب الحياة الطلابية. وما إن وصلنا إلى منتصف الجامعة بمحاذاة محور الدوران الرئيسي، حتى لفت انتباهنا مشهد غير اعتيادي لطابور طلبة ينتظرون دورهم لكراء السكوتر. لاحظنا كذلك في محيط المكان وجود عدد كبير من الطلبة يستعملون السكوترات، بعضهم يستخدمها للتنقل بين الكليات، أو لبلوغ المطاعم الجامعية وشراء وجباتهم، بينما يلجأ إليها آخرون لكسر الروتين الدراسي والتنزه بها في المساحات المفتوحة للجامعة. يتوفر داخل الجامعة نوعان من الدراجات الكهربائية، الأول سكوتر بعجلتين في شكل «تروتينات كهربائية»، ويعد الأكثر انتشارا، وهي سكوترات يستعملها الطلبة للتنقل السريع، والثاني سكوتر في شكل دراجة كهربائية مزودة بسلة خلفية، تستخدم غالبا لأغراض عملية مثل اقتناء الوجبات الغذائية أوالأدوات المدرسية من المحلات المتواجدة بمدخل الجامعة.
أما طريقة كراء السكوتر، فهي تعتمد على تطبيق رقمي حديث يدعى «فان تيك موبيليتي» إذ يقوم الطالب بتحميل التطبيق، وفتح حساب شخصي عبر إدراج بياناته وتحميل بطاقة هويته، ثم يتوجه إلى المكتب الموجود داخل الجامعة لتعبئة الرصيد المالي. بعدها يمكنه تحديد أقرب سكوتر متاح عبر خريطة ذكية داخل التطبيق، ليقوم بتفعيله والانطلاق في دقائق فقط.
طلبة يشيدون بالإضافة

اقتربت النصر، من طلبة كانوا ينتظرون بفارغ الصبر دورهم لركوب السكوتر، بعضهم جاء لتجربتها للمرة الأولى وآخرون لتكرار التجربة حاولنا رصد انطباعاتهم عن هذه الإضافة الجديدة للحرم الجامعي، وكيف أصبحت السكوتر جزءا من تنقلاتهم اليومية داخل الجامعة.
قالت هبة بوسعادي، وهي طالبة سنة ثانية ليسانس علوم الإعلام والاتصال، بأن وجود السكوتر داخل الجامعة تجربة جديدة فهي خدمة لم تعتد رؤيتها في الجامعات الجزائرية من قبل. معتبرة أن الوسيلة تضيف جاذبية خاصة لجامعة قسنطينة 3، لاسيما وأننا نتحدث كما عبرت، عن أكبر قطب جامعي في شمال إفريقيا.
وأوضحت، أن المسافات الطويلة داخل الحرم تجعل التنقل مرهقا، خاصة عند النزول من الكلية ثم العودة إليها، مضيفة أن السكوتر سهل عليها الحركة وخفف عليها التعب.
كما ترى، أن استعمال السكوتر لا يقتصر على التنقل فقط، بل أصبح وسيلة للترفيه مع الزميلات وكسر الضغط الدراسي، متابعة بالقول بأنها استعملت السكوتر لأول مرة كنوع من الترفيه، وفوجئت بأن السعر مناسب جدا، فالدقيقة بـ 10 دج فقط. وأشارت الشابة، إلى أن الخجل قد يمنع بعض الطالبات في البداية من ركوب السكوتر، لكن الأمر يصبح طبيعيا حين يكون وسط مجموعة فيشعرن براحة أكبر.
بين الفائدة والتسلية
من جهتها، ترى الطالبة ريتاج وهي أيضا طالبة سنة ثانية ليسانس إعلام واتصال سمعي بصري، أن السكوتر داخل الجامعة ليس وسيلة تنقل فقط بل وسيلة للتسلية وتمضية الوقت، خاصة بالنسبة للطلبة الذين يقضون فترات طويلة بين الحصص دون نشاط مواز.
مضيفة، بأنها لا تستعمل السكوتر للتنقل دائما، بل تركبها أحيانا فقط لتجاوز ساعات الفراغ. موضحة بأن الفكرة جاءت لتغير الروتين اليومي للطلبة وتمنحهم نشاطا بسيطا يخرجون به من دائرة الملل.
كما اعتبرت سعر الكراء مناسبا ومشجعا، فأي طالب يمكنه تجربة السكوتر إن كانت إمكانياته المادية محدودة، مؤكدة أن التجربة سهلة وآمنة ولا تتطلب مهارة خاصة.
ورحبت الطالبة نورهان زغيد، بالفكرة واصفة إياها بالرائعة، لأنها تسهل التنقل بين الكليات وتعتبر وسيلة ممتعة في الوقت نفسه.موضحة أن الطالب قد يخاف قليلا في البداية، لكن بعد دقائق فقط يعتاد على المركبة الصغيرة ويستطيع التحكم فيها بسهولة.
مشيرة في ذات السياق، إلى أن الأجواء الجماعية تزيد من متعة التجربة متمنية أن يتم تطوير المشروع أكثر بإضافة مزيد من الخدمات التي تساعد الطلبة على كسر الروتين.

ويرى حمزة عيون، طالب من كلية الفنون، أن السكوتر فكرة ممتازة لأنها تمنح الطلبة وسيلة لقضاء وقت ممتع داخل الحرم الجامعي بدل الانشغال بما لا ينفعهم، مضيفا أن السكوتر يوفر نوعا من البهجة داخل الجامعة ويساهم في تحسين الأجواء الطلابية. موضحا، حمزة أنه يستخدم السكوتر من أجل التنقل داخل الجامعة كلما سنحت الفرصة.
اقتراح إضافة محطات توقف قرب كل كلية

وإعتبر محمد أيمن طالب بكلية العلوم السياسية، أن السكوتر فكرة مختلفة داخل جامعة قسنطينة 3، ويشير إلى أن المشروع خلق نقطة تجمع حقيقية للطلبة مضيفا بالقول، بأنه لأول مرة يرى هذا العدد من الطلبة مجتمعا في مكان واحد داخل الجامعة، بعدما كان كل واحد يمشي بمفرده.
ويعتقد محمد أيمن، أن المشروع ساهم في كسر الروتين وجلب إضافة جديدة للحرم، لكنه يرى أن هناك إمكانية للتطور من خلال إضافة محطات توقف قرب كل كلية، حتى يتمكن الطلبة من ترك السكوتر في الجهة التي يريدونها دون إضاعة الوقت. مؤكدا، أن السعر رمزي ومناسب كما أن الخدمة كانت مجانية في البداية قبل أن يتم تحديد تسعيرة بسيطة.
* حسين سعدون عضو مشروع فانتيك موبيليتي
نخطط لإنشاء محطات توقف قرب كل كلية

وأوضح حسين سعدون، المتخرج من شعبة البيولوجيا وعضو بشركة فانتيك موبيليتي لصاحبها عبد الجليل بوزينة، أن الشركة تعد من المؤسسات الناشئة التي تعمل على تطوير حلول للتنقل الذكي والسريع والصديق للبيئة.
وحسبه، فإن المشروع انطلق أولا من ولاية باتنة، حيث كان الازدحام المروري يشكل مشكلة يومية للسكان، فكان السكوتر الكهربائي الحل الأسهل والأسرع للتنقل بفضل حجمه الصغير وسرعته المحدودة بـ 25 كلم/سا، ما يسمح بالحركة بانسيابية داخل المدينة.
ويضيف سعدون، أن نجاح التجربة في باتنة شجع الفريق على نقلها إلى جامعة قسنطينة 3، التي تتميز بمساحة شاسعة وتباعد بين الكليات، فكان السكوتر وسيلة عملية لتخفيف الجهد وتوفير الوقت، وتمكين الطلبة من التنقل بحرية، بل وإتاحة فرصة للقيام بجولات قصيرة لكسر الروتين الدراسي.
وأكد، أن إدارة الجامعة قدمت تسهيلات كبيرة لإطلاق المشروع، من بينها توفير مقر للشركة بهضبة قسنطينة، ودعم مباشر من مدير الجامعة الذي رحب بالفكرة واعتبرها إضافة مفيدة للطلبة.
وقال المتحدث، بأنه وفي اليوم الأول من الانطلاق، نظمت الشركة حملة تحسيسية للتعريف بالخدمة داخل الحرم الجامعي، أين لمسوا إقبالا كبيرا وترحيبا من الطلبة، ما شجعهم على الانطلاق الفعلي في تجسيد المشروع.
وكشف سعدون، أن الشركة تعمل حاليا على توسيع الخدمة، ومن المخطط أن يتم في المستقبل إنشاء محطات توقف قرب كل كلية وواحدة أمام المدخل الرئيسي للجامعة، بهدف تنظيم عملية الاستخدام وتسهيل إرجاع السكوترات. أما بخصوص التسعيرة، فأوضح أن الشركة بصدد اعتماد اشتراك شهري رمزي لا يتعدى 1500 دج لتسهيل الاستفادة من الخدمة لجميع الطلبة خصوصا بعد أن فاق الإقبال التوقعات.
وحول شروط الاستخدام، يوضح المتحدث، أن الضمان الأساسي الذي يطلب من الطالب هو تقديم بطاقة هويته عند تسجيل حسابه، مؤكدا أن 50 سكوتر متوفرة حاليا داخل الجامعة مع إمكانية زيادة العدد خلال الأسابيع المقبلة. كما شدد على وجود قوانين يجب احترامها لضمان السلامة، منها منع ركوب شخصين على سكوتر واحد، وعدم تجاوز السرعة المحددة بـ 25 كلم/ساعة ومنع الخروج بالسكوتر خارج الحرم الجامعي.
مشيرا في ذات السياق، أن الهدف النهائي للشركة هو توفير وسيلة نقل حديثة، بيئية، وعملية، تحسن حياة الطلبة الجامعية وتواكب نمط المدن الذكية.
ل.د

آخر الأخبار

Articles Side Pub-new
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com