ينشط بقلب جامعة قسنطينة 2 عبد الحميد مهري، نادي علمي يهتم أعضاؤه بمجال ريادة الأعمال والابتكار وهي مجموعة تسمى «Innovation Crew»، تتكون من أكثر من 40 فردا هدفهم تشجيع الطلبة على تطوير مشاريع مبتكرة للنهوض بالاقتصاد الوطني و دفع عجلة الابتكار.
لينة دلول
زارت النصر النادي وقابلت عددا من المنخرطين الذين أكدوا أن ناديهم يعتبر بمثابة بيئة حاضنة للإبداع، حيث يتم تنظيم ورشات عمل ودورات تكوينية في مجالات متعددة منها التصدير، والمحاسبة والتحليلات الإحصائية، بالإضافة إلى حملات تحسيسية ومسابقات علمية وثقافية.
وقال محدثونا وهم طلبة من تخصصات مختلفة، بأن أبرز الأنشطة السنوية التي تشرف عليها المجموعة وتعوّل عليها كثير في تغيير عقلية الطالب من مجرد مستقبل للمعلومة إلى فاعل في عملية استغلالها ميدانيا هي فعالية «Innova Expo»، ويتعلق الأمر حسبهم، بمعرض أو حدث تفاعلي سنوي يعزز فرص تبادل المعرفة، ويتيح للطلاب عرض مشاريعهم الريادية.
من 2017 إلى 2025 الحلم يتواصل
انطلاقة النادي كانت تدريجية لكن بخطى ثابتة كما عبر ممثلوه، فالبداية كانت سنة 2017، وقد اقتصر نشاط النادي حين ذاك على برنامج الجامعة الصيفية تحت إشراف الأستاذة ساندرا سايبي، وشكل طلبة تخصص الاقتصاد والتسيير غالبية المنخرطين فيه، ثم توسعت المجموعة بشكل متسارع لتضم طلبة آخرين من جميع التخصصات الجامعية تقريبا، هدفهم مشرك وهو المساهمة في مجال ريادة الأعمال ودعم الأفكار المبتكرة والجديدة للطلبة واحتضانها وتوجيهها بالشكل القادر على تحوليها إلى مشاريع حقيقية ولما لا ناجحة.
يضم النادي اليوم، طلبة من تخصصات إدارة الأعمال، إدارة الموارد البشرية، ومختلف تخصصات علوم التسيير الأخرى. وتعد أغلب أنشطة النادي عبارة عن ورشات عمل واستشارات تتعلق بريادة الأعمال والشركات الناشطة، كما يشرف أعضاء النادي سنويا على تنظيم الحدث الأهم معرض innova expo، أين تتم اللقاءات بين الطلبة، و تتاح الفرص لتبادل المعرفة وهو موعد يعرف حسبهم مشاركة واسعة.
نشاطات علمية و إنسانية
ويعد الصالون الوطني للابتكار والمؤسسات الناشئة، من أهم نشاطات النادي، إلى جانب تنظيم دورات تدريبية وتكوينية للطلبة، ناهيك عن برمجة دورية لحملات تحسيسية وتوعية، وعدد من المسابقات العلمية والثقافية، زيادة على إحياء الأعياد الوطنية، وبرمجة النشاطات الثقافية والخرجات السياحة والخيرية.
كما يتم حسب أعضاء النادي الجامعي، تنظيم أيام دراسية حول الإلقاء والمناظرة، ودورات تكوينية في المحاسبة وجباية المؤسسة، ودورات تكوينية في التصدير والتجارة الخارجية، ودورات تكوينية في برامج المحاسبة، وفي برامج التحليلات الإحصائية، وكذا حملات تحسيسية حول سرطان الثدي، و خرجات خيرية لدور العجزة.
ولقد حصل النادي على جائزة أفضل نادي جامعي في سنتي 2022 و2023، والذي ينشط فيه أكثر من 40 عضوا.
وبحسب ميسوم بلارة، طالب سنة أولى ماستر تخصص موارد بشرية، ورئيس النادي العلمي Innovation Crew التابع للمديرية الفرعية للنشاطات العلمية والثقافية والرياضية بجامعة قسنطينة 2 عبد الحميد مهري، فإن النادي يسعى إلى تكوين الطلبة وتطوير مهاراتهم في المجال الريادي.
الصالون الوطني للابتكار 2026 سيشكل علامة فارقة
وقال، إن المجموعة تركز بشكل كبير هذه الفترة على الاستعداد لتنظيم الطبعة الرابعة للصالون الوطني للابتكار «Innova Expo 4» المقررة في شهر أفريل 2026، خصوصا وأن الحدث أدرج مؤخرا ضمن رزنامة البرامج والمواعيد الوزارية، وهي خطوة مهمة جدا بالنسبة لأعضاء النادي لأنها تمثل دفعة قوية وتمنحهم مزيدا من الثقة للمضي قدما.
وأوضح الطالب صاحب 23 عاما، بأن الصالون الوطني للابتكار والمؤسسات الناشئة، سيشكل فرصة مهمة اللقاءات وتبادل المعرفة خصوصا وأنه سوف يعرف مشاركة واسعة للطلبة ومختلف النوادي العلمية من مختلف الجامعات. مؤكدا أن كل الطبعات السابقة تميزت بروح المنافسة للفوز بتصنيفات أفضل مشروع مبتكر، وأفضل جناح نادي علمي، وكذلك أحسن فيديو ترويجي للحدث، وأحسن صورة، وهو مستوى عال من التنظيم والفعالية سمح بتسجيل المعرض الجامعي كحدث وزاري.
وحسب المتحدث، فإن النادي يستهدف مختلف الطلبة، خاصة الطلبة الطموحين وأصحاب المشاريع الريادية، وذلك بهدف توجيههم ودعمهم وإتاحة الفرصة لهم لعرض مشاريعهم المبتكرة.
كما يهدف إلى اكتشاف شغف ومواهب الطالب والعمل على تنميتها وإعطائه فرصا للتألق، وكذا إدماج الطالب في الحياة الجامعية بشكل أفضل وأكثر فعالية عبر زيادة احتكاكه بغيره من الطلبة في باقي التخصصات، وإشراكه أكثر في النشاطات التي تؤثر إيجابا على حياته الجامعية وحتى على أدائه في المستقل على اعتبار أن التكوين يعتبر من أساسيات النشاط في النادي على غرار غالبية النوادي الجامعية الأخرى.
فرص للتشبيك و التطوع وزيادة الخيارات الوظيفية
وتحدث ميسوم بلارة، عن تركيز المجموعة المشرفة على النادي على فكرة « التشبيك»، أو بناء شبكة علاقات داخل الجامعة وخارجها، وتعلم أهمية العمل ضمن الفريق، والبحث عن فرص للتطوع في سبيل الآخرين، وزيادة الخيارات الوظيفية، وملء ساعات الفراغ بتطوع والإبداع، وكذا تطوير المهارات في المجالات العلمية والعملية، وتبادل الخبرات والأفكار بين الأعضاء.
ويتم حسبه، اختيار المواضيع المقترحة لورشات التكوين، بعد الاتفاق بين أعضاء النادي، ثم مناقشتها مع أساتذة من الجامعة، لتعرض بعد ذلك على المديرية الفرعية للنشاطات العلمية والثقافية من أجل الموافقة.
وأوضح المتحدث، أن النادي يقدم العديد من الورشات التكوينية في مختلف مجالات على غرار التسويق،والتصميم التفكيري، إلى جانب مداخلات حول كيفية إعداد مذكرة تخرج، وآليات اختيار فكرة مشروع مبتكر.
وتشمل برمجة النشاطات كذلك، مسابقات مثل مسابقة أفضل مشروع مبتكر، وأفضل جناح علمي، وأفضل مشروع. وحسب ما أوضحه الطالب فإن النادي منذ تأسيسه سنة 2017، حقق عدة نجاحات من بينها المشاركة في مسابقات أفضل جناح علمي والحصول على مرتبة ضمن المراتب الثلاث الأولى، إضافة إلى الفوز في مسابقة أفضل مشروع لنادي علمي.
تجدر الإشارة، إلى أن نشاط النادي لا يقتصر على الترويج لفعالياته داخل الجامعة فقط، بل يمتد أيضا ليشمل العديد من المنصات الاجتماعية مثل فيسبوك، إنستغرام، وتيك توك حيث يحقق طلبته شهرة واسعة على هذه التطبيقات.
ويحظى حسابه على تيك توك، بمتابعة كبيرة من قبل جمهور يقدر بأكثر من 15 ألف متابع، بفضل الجهود المتواصلة التي يبذلها الطلاب القائمون عليه، والذين يعملون بجدية لنشر ثقافة الابتكار والمبادرة بين أقرانهم.
ومن اللافت حسب القائمين على الفضاء، أن أكثر المتابعين هم طلبة من جامعات وطنية متعددة، يظهرون اهتماما بالغا بعالم الابتكار وريادة الأعمال، حيث يتابعون باهتمام كل جديد في هذا المجال، مما يعكس رغبتهم في اكتساب مهارات جديدة والتفاعل مع مشاريع ريادية قد تفتح لهم آفاقا واسعة في المستقبل.
وقال ميسوم، إن هذا التفاعل المستمر مع المحتوى يعكس أيضا روح التعاون والتبادل المعرفي بين الطلاب، ويساهم في تعزيز ثقافة الابتكار داخل المجتمع الجامعي. مضيفا في ذات السياق، أن النادي يستمر في تنظيم ورش عمل، ندوات، ومسابقات تساهم في تحفيز الطلاب على تطوير أفكارهم وإطلاق مشاريع مبتكرة.
موضحا، أن هذه الأنشطة لا تقتصر على كسب المهارات فحسب، بل تساهم أيضا في بناء شبكة من العلاقات بين الطلاب الذين يتشاركون نفس الاهتمامات والطموحات، مما يخلق بيئة خصبة للإبداع والتعاون المشترك.
