الأربعاء 17 ديسمبر 2025 الموافق لـ 26 جمادى الثانية 1447
Accueil Top Pub

وجهة تستقطب الجزائريين و الأجانب: موســــم «الهجــرة» إلى الجنـوب


نجحت نواد للمغامرة، ووكالات سياحية عديدة في إنعاش الحركة السياحية الداخلية في فصلي الخريف والشتاء، لتتحول الصحراء ومدن الجنوب عموما إلى واحدة من أبرز الوجهات التي تستقطب العائلات والشباب الباحثين عن متعة الاستكشاف والمغامرة بين كثبان الرمال وسط الطبيعة الخلابة التي تزخر هذه المناطق.

وحسب ما أكده أصحاب وكالات سياحية للنصر، فإن ولايات الجنوب وعلى رأسها تيميمون وجانت، تشهد هذا العام إقبالا غير مسبوق سواء من الزوار الجزائريين أو من السياح الأجانب، الذين يتوافدون لاكتشاف سحر الطبيعة الصحراوية وتنوع الموروث الثقافي المحلي. مشيرين في سياق متصل إلى أن الجنوب الجزائري بات يصنف من بين أفضل الوجهات السياحية في فصل الخريف.
حملات ترويج رقمية وعروض مغرية
وحسب ما لاحظناه فإن مواقع التواصل الاجتماعي صارت تعج منذ أسابيع بعشرات العروض الترويجية لرحلات منظمة نحو مدن الجنوب إذ انتهجت نواد ووكالات سياحية أساليب جديدة في الترويج من خلال نشر فيديوهات مصورة بتقنيات عالية تبرز روعة المناظر الصحراوية وثراء الموروث الثقافي المحلي.
كما تقترح وكالات بعض التخفيضات والعروض المغرية الخاصة بفصل الخريف، تتضمن زيارات مجانية إلى المواقع الأثرية والمعالم السياحية التي تتميز بها المناطق المقصودة.
شدنا خلال تصفحنا لبعض العروض حجم التفاعل الكبير من قبل مستخدمي الفضاء الأزرق، ما يعكس الإقبال المتزايد على هذه الوجهات التي أضحت مقصدا سياحيا محليا مفضلا خلال هذا الموسم.
وعلقت إحدى المتابعات على منشور ترويجي لوجهة سياحية في الجنوب قائلة، بدل السفر إلى الخارج يمكننا أن نستكشف سحر وجمال الجنوب كما اعتبر شاب آخر أن هذه التجربة تعتبر فرصة لتصحيح الصورة النمطية عن الصحراء وجعلها وجهة دائمة وليست موسمية.
فيما علقت شابة، بأنها زارت جانت في إطار رحلة جماعية وأن الرحلة كانت اكتشافا حقيقيا لهدوء الصحراء وكرم سكان الجنوب.
ويؤكد منظمو هذه الرحلات عبر منشوراتهم، أن إطلاق العروض الترويجية والتخفيضات خلال الخريف هو جزء من مبادرات تهدف إلى التعريف أكثر بالمناطق الصحراوية، خاصة في فترة تقل فيها الحركة السياحية مقارنة بعطلتي الشتاء والربيع.
كما يشيرون، إلى أن هذه المبادرات تساهم في إعادة بعث السياحة الداخلية وتنشيط الاقتصاد المحلي في المناطق الجنوبية، عبر تشجيع سكان المدن الشمالية على اكتشاف الثراء الطبيعي والثقافي للمنطقة خلال موسم مختلف عن المعتاد.
برامج متنوعة
وما يميز رحلات هذا الموسم حسب ما لاحظناه هو توسع نطاق الوجهات السياحية فلم يعد الترويج يقتصر على ولايات معروفة مثل تمنراست وجانت، وتيميمون، بل يشمل أيضا مناطق جديدة بدأت تفرض نفسها على الخريطة السياحية بفضل صورها المبهرة وتجارب الزوار الذين يشاركونها على مواقع التواصل مثل النعامة و البيض.
أما أسعار الرحلات، فتختلف من وكالة إلى أخرى بحسب المدة والبرنامج فمثلا تبلغ تكلفة رحلة من ثلاثة أيام وليلتين إلى تيميمون حوالي 2 مليون و4000دينار جزائري، وقد ترتفع أو تنخفض حسب نوع الإقامة والأنشطة المبرمجة ووسيلة النقل المستعملة. وتشمل بعض العروض تخفيضات خاصة بالعائلات حيث يحتسب سعر مقعد الأطفال بنصف سعر مقعد البالغين.
كما تتضمن البرامج السياحية مجموعة من الأنشطة التي تواكب خصوصية البيئة الصحراوية مثل ركوب الجمال والدراجات الرباعية والتجول بسيارات الدفع الرباعي عبر الكثبان الرملية، إضافة إلى جلسات مميزة لمشاهدة غروب الشمس من فوق الرمال الذهبية، وزيارة الواحات والخيم التقليدية، والتعرف على عادات السكان المحليين.
إقبال واسع من السياح الأجانب
أكد مصباح بوجلال، صاحب وكالة «فايكينغ كامبينغ»، أن ولايات الجنوب الجزائري تشهد منذ بداية فصل الخريف انتعاشا ملحوظا في الحركة السياحية الداخلية، بفضل ما توفره من مناظر طبيعية خلابة وأجواء معتدلة، والتي جعلت منها وجهة مفضلة للزوار من مختلف ولايات الوطن وحتى من الخارج.
وأوضح المتحدث، أن الزبائن يفضلون زيارة ولايات بوسعادة، وغرداية، والبيض، وتيميمون، وتاغيت، مشيرا إلى أن كل منطقة لها خصوصيتها وجمالها الذي يميزها لذلك لا يمكن تفضيل وجهة على أخرى فلكل منها سحرها الخاص وطابعها المختلف. وأضاف بوجلال، أن الأسعار المنخفضة والطقس المعتدل يمثلان أهم عاملين لجعل الجنوب وجهة مثالية خلال الخريف، موضحا أن السياحة الصحراوية تكون نشطة فقط في موسمي الخريف والشتاء، لأن درجات الحرارة في الصيف والربيع تكون مرتفعة جد ما يقلل من الإقبال ويجعل النشاط شبه منعدم.
وفي حديثه عن الزوار الأجانب، أكد أن السياح من فرنسا، وبلجيكا، وألمانيا، والصين، يمثلون النسبة الأكبر من الوافدين على الصحراء الجزائرية.
مضيفا، أن برامجهم السياحية عادة ما تتضمن أنشطة متنوعة تعكس طابع الحياة الصحراوية الأصيل مثل الإقامة في الخيم التقليدية والسهرات الفنية الشعبية، والرحلات الاستكشافية بين الواحات والكثبان الرملية.
الأنشطة الترفيهية الصحراوية تجذب الزوار
وأوضح أن هذه الأنشطة الثقافية والترفيهية تعد من أكثر عناصر الجذب التي تميز الجنوب الجزائري عن غيره، وتمنح الزائر تجربة تجمع بين المتعة والمغامرة والتعرف على التراث المحلي.
وأشار صاحب الوكالة، إلى أن تكاليف الرحلات خلال فصل الخريف تبقى في متناول الجميع لكنها ترتفع مع حلول فصل الشتاء لتصل إلى الضعف تقريبا، بسبب الاكتظاظ الكبير وعدد الزوار الأجانب الذين يتدفقون على الصحراء خلال نهاية السنة.
وذكر، أن الأسعار تختلف من ولاية إلى أخرى حسب الخدمات والبرنامج السياحي، موضحا أن سعر الرحلة إلى بشار وتيميمون مثلا يتراوح بين مليون سنتيم ومليوني سنتيم لثلاثة أيام وليلتين، مع النقل ذهابا وإيابا.
كما قال، بأن الجنوب يتحول في فصل الخريف إلى وجهة مفضلة لمحبي الهدوء والمغامرة إذ يزداد الإقبال عليه من الشباب والعائلات والمتزوجين حديثا، الذين يختارون الصحراء لقضاء عطلتهم في أجواء رومانسية وهادئة بعيدا عن ضجيج المدن.
وأوضح، بأنه الفصل الأنسب لمحبي النسمات العليلة والجو المعتدل حيث تكون الحرارة دافئة في النهار ومنعشة ليلا، ما يسمح للزائر بالاستمتاع بجمال الطبيعة الصحراوية التي تزخر بها بلادنا.
وأكد المتحدث، أن الرحلات نحو الجنوب تجربة تقرب الجزائريين من بلادهم القارة، وكذا من ملامحها الطبيعية والثقافية التي قلما تكتشف في المواسم الأخرى.
الرحلات الجوية نحو ولايات الجنوب تكون أقل كلفة
من جهتها، أوضحت دانية، صاحبة وكالة «إيف توريزم»، أن الوجهات الجنوبية تشهد خلال فصل الخريف إقبالا من فئة المتزوجين حديثا، الذين يفضلون السفر في هذه الفترة من السنة أين تكون الأسعار معقولة مقارنة ببقية المواسم.
وقالت المتحدثة، إن العروض السياحية في الخريف تختلف عن تلك التي تبرمج في الصيف أو الشتاء لأنها تراعي خصوصية الموسم الذي يتزامن مع الدخول المدرسي والاجتماعي، إذ ينخفض الإقبال على السفر نسبيا ما يدفع الوكالات إلى تقديم أسعار تنافسية وتخفيضات مغرية تجذب الزبائن.
وأضافت :» إن الأحوال الجوية الخريفية تؤثر بشكل مباشر على اختيار الوجهات السياحية، والعديد من الأشخاص يفضلون السفر إلى أماكن ذات حرارة معتدلة، لذلك نجد من يختار وجهات خارجية مثل تركيا أو شرم الشيخ خلال هذه الفترة، نظرا لاعتدال الطقس وانخفاض تكاليف السفر إليها مقارنة بمواسم الذروة».
كما أكدت، أنها تنصح الزبائن باكتشاف الجنوب الجزائري خلال هذا الفصل لأن الرحلات الجوية نحوه تكون أقل تكلفة، إلى جانب ملاءمة درجات الحرارة، مشيرة إلى أن الخريف يمنح المسافرين فرصة فريدة للتعرف على الصحراء دون عناء الحر أو الازدحام.
وعن المعايير التي يعتمدها الزبائن في اختيار وجهاتهم، قالت صاحبة الوكالة إن العامل الأول الذي يحدد قرار السفر هو السعر، يليه الطقس المناسب، ثم مدى هدوء الوجهة وبعدها عن الازدحام.
كما أضافت، أن فئة كبيرة من الزبائن تبحث عن أماكن توفر الراحة النفسية والخصوصية بعيدا عن الضجيج، وهو ما يجعل الجنوب الخيار المفضل لديها.
كما أشارت في سياق منفصل، إلى بوجود بعض الصعوبات التي تواجه الوكالات السياحية في برمجة الرحلات خلال الخريف، لأن تراجع الطلب بعد العطلة الصيفية يشكل تحديا خاصة في ظل انشغال العائلات بالدخول المدرسي وارتفاع بعض تكاليف النقل.
لينة دلول

آخر الأخبار

Articles Side Pub-new
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com