بلغ سعر بواكر التمور في بعض أسواق التجزئة بولاية بسكرة، أمس، 500 دج للكيلوغرام وهي من النوع المعروف محليا بالمنقر أي الغرس في بداية النضج.
وأرجع عارفون بخبايا السوق، هذا الارتفاع، إلى نقص كمية العرض بسبب عدم ارتفاع معدل النضج بغابات النخيل، خاصة بالجهة الشرقية من الولاية، على غرار الدروع، الحوش وعين الناقة ذات الجودة والنوعية العالية لهذا النوع من التمور الطرية.
وترشح بعض المصادر، من منتجين وباعة في حديثهم للنصر، انخفاض الأسعار خلال الأيام القادمة، في ظل توقع زيادة الكمية، من خلال استمرار عملية النضج بسبب الحرارة المرتفعة التي تشهدها الولاية والتي تساعد كثيرا على النضج.
ولأجل الحماية من الطفيليات المضرة بالنخيل المنتج، تتواصل الحملة الاستباقية الوقائية عبر المناطق الغابية بالولاية، في إطار الإستراتيجية التي تهدف لحماية نخيل التمر من الأمراض والآفات، بغرض تحسين الإنتاج ونوعية التمور والحفاظ على ثروة النخيل.
وفي الإطار، كشف مدير الغرفة الفلاحية بالولاية، مسعود غماري، للنصر، أمس، أن الحملة الوقائية لمكافحة آفة بوفروة، متواصلة وتستهدف أكثر من 2 مليون نخلة وتندرج في إطار تجسيد البرنامج الوقائي المسطر من طرف الوزارة الوصية، الرامي للحفاظ على المنتوج، لاسيما صنف دقلة نور ذات الشهرة العالمية، للمحافظة على نوعيته من آفتي البوفروة وسوسة التمر، من خلال مكافحة أخطار الحشرات الطفيلية.
ولضمان السير الحسن للعملية واستكمالها في الآجال المحددة، سخرت الجهات الوصية المعدات اللازمة، بما في ذلك الشاحنات وغيرها من الوسائل المتحركة المجهزة بالعتاد التقني لهذه العملية الوقائية، لتحقيق النتائج المرجوة على أرض الواقع، حسب ما ذكره ذات المصدر.
يذكر أن هذه العملية الوقائية التي تنظم سنويا بمبادرة من وزارة الفلاحة والتنمية الريفية، ستستهدف مئات الآلاف من النخيل عبر جميع البلديات المنتجة للتمور بالولاية وهي تندرج في إطار الإستراتجية الوطنية لحماية المنتوج وثروة النخيل عامة، من مختلف الآفات والأمراض الطفيلية في سبيل المحافظة على النوعية وجودة التمور.
ويتوقع القائمون على قطاع الفلاحة بالولاية، هذا الموسم، ارتفاع معدل إنتاج التمور من مختلف الأنواع وذلك بفضل اتساع حجم المساحة المغروسة ودخول آلاف أشجار النخيل مرحلة الإنتاج، خاصة بالجهة الغربية من الولاية، التي عرفت تطورا مذهلا في مجال الغراسة بعد الحماية القانونية للمنتوج، من خلال وسم دقلة نور طولقة، الذي كرس علامة الجودة للتمور المحلية وضمن ولوجها إلى الأسواق العالمية.
واستنادا لمصادر النصر، فإن النتائج المحققة ميدانيا في السنوات الأخيرة، تعكس المجهودات الكبيرة التي تقوم بها السلطات العليا في البلاد، للرقي بالقطاع في ظل الدعم المقدم والمرافقة المستمرة وكذا العمل الجاد الذي تقوم به مختلف الهيئات، زيادة على التحكم الأمثل في التقنيات الحديثة من طرف المنتجين الكبار الذين نجحوا في كسب الرهان وتمكنوا من الاستفادة من النصائح المقدمة لهم والتي ساهمت في رفع الإنتاج من حيث الكم والكيف.
وأشارت ذات المصادر، إلى الدور الكبير أيضا لمصلحة وقاية النباتات بالولاية، من خلال برامج مكافحة الآفات والأمراض التي تصيب أشجار النخيل، من خلال معالجة آلاف النخيل ضد داء بوفروة، خاصة بالمناطق الغابية التي تتواجد بجانب الطرقات التي تتعرض باستمرار للغبار المتطاير، إلى جانب عامل الحرارة، حيث تتعرض أكثر من غيرها للإصابة بالداء المذكور وغيره.
وأضافت المصادر ذاتها، أن عملية حماية العراجين وتغليفها بمادة البلاستيك لتفادي أخطار التقلبات المناخية، ستسمح بتحسن النوعية وهو ما يجعل نوعية التمور في تحسن من سنة إلى أخرى، بفضل المتابعة المستمرة ومجهودات المنتجين وهي العوامل التي ساعدت على توفر المناخ المناسب لتطور الشعبة نحو الأفضل .
وفي هذا السياق، ثمن بعض المنتجين في حديثهم للنصر، الدعم الكبير المقدم من قبل الدولة، الأمر الذي من شأنه المساهمة في الرفع من معدل الإنتاج من موسم لآخر، في ظل المؤهلات الكبيرة للمنطقة في هذا المجال، بعد أن سمحت البرامج المشجعة التي وضعتها الدولة بين يدي النشطين في زراعة النخيل، بزيادة كبيرة في عدد النخيل المنتجة لأجود أنواع التمور.
وتحصي ولاية بسكرة، وجود أزيد من 4 ملايين نخلة من مختلف الأنواع، منها قرابة ثلاثة ملايين نخلة منتجة لصنف دقلة نور، تمثل 60 بالمائة من إجمالي عدد النخيل، فيما تشكل أنواع النخيل الأخرى التي قارب عددها 300 نوع، الباقي من نسبة النخيل المنتجة ببسكرة والتي تعرف اهتماما بالغا من قبل بعض المنتجين في السنوات الأخيرة، خاصة الطرية منها، لقيمتها الغذائية وتسويقها بشكل سريع على المستوى المحلي وبعض المناطق في شرق البلاد.
ع/بوسنة