قررت السلطات المحلية بولاية سكيكدة ليلة أول أمس، إجلاء 10 عائلات تقيم بجوار البناية المنهارة بحي الأقواس كإجراء وقائي تجنبا لأي خطر على أمنهم وسلامتهم مع وضع حزام أمني لحماية المارة من أي خطر حسب بيان خلية الاتصال بالحماية المدنية، فيما تقرر غلق شطر من الطريق الرئيسي وتغيير مسلك المركبات من الجهة الخلفية المحادية لموقع الحادث.
وتتشكل البناية التي يعود تاريخها إلى العهد الاستعماري من طابق أرضي وأربعة طوابق توجد قيد الترميم ضمن المشروع الضخم الذي استفادت منه سكيكدة لإعادة تأهيل وترميم حي الأقواس، وقد تفاجأ المواطنون يوم الجمعة في حدود الساعة 19 و53 دقيقة بانهيار جزء من البناية لدرجة بعث الفزع والهلع وسط المارة والسكان المجاورين وحتى أصحاب المحلات بالجهة المقابلة التي غطاها الغبار المتطاير، ولحسن الحظ لم تسجل أي إصابات أو خسائر بشرية بحكم أن موقع الحادث كان خاليا وقت حدوث الانهيار.
وقد سارعت الحماية المدنية فور وقوع الحادث إلى عين المكان أين قامت بوضع حزام أمني من خلال تسخير 4 سيارات إسعاف منها واحدة طبية و3 شاحنات إطفاء وشاحنة إسعاف الطرقات وأخرى لنقل العتاد وسيارة إنارة وعشرات الأعوان بمختلف الرتب تحت إشراف المدير الولائي صادق دراوات، ونظرا للخطر الذي يدعم السكان المجاورين قامت الحماية المدنية بإجلاء 40 عائلة بالبناية المجاورة كإجراء وقائي لحمايتها من أي خطر.
كما سارع والي الولاية مرفوقا بمدير شركة سونلغاز ومصالح سونلغاز ورئيس البلدية بحضور مصالح الأمن لمعاينة حجم الأضرار من أجل اتخاد التدابير والإجراءات اللازمة، وفي هذا الإطار علم بأنه سيشرع في إجراء خبرة تقنية لمعرفة الأسباب الحقيقة لانهيار البناية خاصة وأنها تخضع للترميم منذ مدة.
ويصنف حي الأقواس كأحد أهم المعالم التاريخية بمدينة "روسيكادا"، و يعتبر شاهدا على حقبة الاستعمار مع ممراته والشوارع الواسعة، ويحتفظ هذا الحي العتيق بجاذبيته ويعكس التاريخ العريق والسير في أزقته يشعرك وكأنك تعيش في قلب تاريخ سكيكدة استفاد من مشروع إعادة ترميمه وتأهيله وشرع في الأشغال في شهر ديسمبر 2023 وصنف كواحد من أهم وأضخم المشاريع التي استفادت منها المدينة، ويحظى بمتابعة السلطات العليا في البلاد على غرار مشاريع مماثلة في مدن كبرى من القطر الوطني كونه يصنف كتراث معماري قديم أو بالأحرى هوية تاريخية للمدينة، فضلا عن دوره السياحي والتجاري، وقد اشترطت السلطات الولائية على مكتب الدراسات ضرورة المحافظة على الجانب المعماري والجمالي للشارع وفق النمط "الموريسكي" العربي الأوروبي.
وقد خصصت لهذا المشروع الهام الذي يشرف عليه ديوان الترقية والتسيير العقاري اعتمادات مالية هامة، وشملت الدراسة الخاصة بالمشروع 127 بناية ممتدة على طول الشارع ديدوش مراد، وتضم 604 شقة، و350 محلا تجاريا موزعة على 24 حصة حيث تم مباشرة الأشغال في شطره الأول يضم 5 حصص تحتوي على 25 بناية بمجموع 138 مسكنا، و53 محلا تجاريا وأسندت الأشغال إلى مقاولة مختصة في مجال الترميم وإعادة الاعتبار للبنايات القديمة مثلما كان الحال عليه في العاصمة.
وقد تم تجنيد 90 مختصا لهذا المشروع، و200 عامل و يكمن الهدف الرئيسي من المشروع هو توفير الظروف الملائمة لقاطنيها من العائلات ، واسترجاع الطابع الحضري لمدينة روسيكادا التاريخية، وعلى خصوصية الطابع المعماري لهذا الشارع التاريخي الذي ينبض بالحركة لا سيما في فصل الصيف. كمال واسطة