تعرف أسعار التمور الطرية من صنف الغرس المعروف محليا ( المنقر) في بعض أسواق التجزئة بولاية بسكرة، هذه الأيام، تراجعا محسوسا بحيث نزل سعر الكلغ، أمس، إلى 300 دج وذات نوعية جيدة، بعدما بلغ سعرها في بداية النضج سقف 500 دج.
و أرجع عارفون بخبايا السوق، هذا الانخفاض، إلى ارتفاع العرض بسبب زيادة معدل النضج بمختلف المناطق الغابية، خاصة في الجهة الشرقية للولاية ذات الجودة و النوعية لهذا النوع من التمور.
ويرشح بعض المنتجين والباعة، استمرار انخفاض الأسعار خلال الأيام القادمة، مقابل توقع زيادة الكمية، في ظل الحرارة المرتفعة التي تشهدها المنطقة و التي ساعدت كثيرا على النضج، خاصة بالجهة الشرقية للولاية الأمر الذي قد يخلق حسبهم اختلالا بين العرض و الطلب، ينجم عنه وفرة المنتوج بكميات كبيرة.
وفي سياق متصل، يواصل منتجو التمور بمعظم المناطق الغابية بالجهة الغربية للولاية، عملية تغليف عراجين التمر بمادة البلاستيك لحمايتها من خطر التقلبات الجوية، تفاديا لتعرضها للتلف في ظل التساقطات المطرية التي شهدتها عدة مناطق من الولاية، مؤخرا، بالموازاة مع ارتفاع معدل النضج خاصة الأنواع الطرية ، مقابل وفرة المنتوج من مختلف الأنواع هذا الموسم في ظل الجهود المبذولة لتوسيع المساحات المغروسة وتطوير تقنية ممارستها،بالولاية التي تعد رائدة وطنيا في هذا النوع.
ويتم استغلال عديد المزايا، منها اعتماد المؤشر الجغرافي لعلامة دقلة نور، بما أعطى للتمور مكانة في الأسواق العالمية، في ظل مرافقة ودعم الدولة للشعبة التي مست في مجملها غرف التبريد وإنشاء وتحسين وحدات لتكييف التمور عصرية وبمقاييس عالمية، فضلا عن إعادة تنظيم الشعبة ضمن المجالس المهنية المشتركة تماشيا وإستراتيجية الدولة في هذا القطاع الإنتاجي، إلى جانب التشجيع الكبير للمزارعين في شعبة التمور، لما لها من مردود اقتصادي معتبر، خاصة بعد دراسة الجدوى الاقتصادية لزراعة النخيل وتوفير المعلومات الفنية المتعلقة بعمليات الزراعة والخدمة، حيث تم الانتقال من الزراعة العشوائية للنخيل إلى المنتظمة والحديثة التي تراعى فيها الكثير من الجوانب.
وتم الانتقال من زراعة الأصناف ذات الجدوى الاقتصادية المحدودة إلى دقلة نور ذات المردود الاقتصادي العالي، مقابل إعادة الاعتبار لغابات النخيل القديمة، من خلال البرامج التي وضعتها الدولة منها فتح المسالك الفلاحية وإنجاز مناقب جديدة وإعادة الاعتبار لآبار السقي عبر كافة المناطق الغابية بالولاية، بالإضافة إلى مكافحة الأعشاب الضارة وهو ما يعكس المنحى التصاعدي للاهتمام بزراعة النخيل بالمنطقة.
وعرفت زراعة النخيل بالولاية، توسعا كبيرا في السنوات الأخيرة، بفضل جهود المزارعين والتحفيزات التي تقدمها الدولة مقابل استخدام التقنيات الحديثة في الزراعة التي تعد أساسية ضمن الإستراتيجية الوطنية للتنمية الفلاحية، بالنظر إلى الإمكانيات الكبيرة، حيث فاقت المساحة المغروسة 40 ألف هكتار وهي في توسع من موسم لآخر.
وتسعى المصالح الفلاحية جاهدة، للرفع من المساحة المخصصة وتطوير شعبة التمور، من خلال تقديم العديد من التحفيزات لفائدة المزارعين، على غرار استصلاح المساحات الشاغرة وتخصيصها للنخيل التي تعد ثروة أساسية بالولاية، إلى جانب شعبة الخضروات المبكرة المنتجة داخل البيوت البلاستيكية وكذا زراعة الحبوب وغيرها.
يذكر أن ولاية بسكرة، تسجل سنويا دخول آلاف النخيل المغروسة حديثا حيز الإنتاج وعدد النخيل الذي كان في وقت سابق يقارب 4.5 ملايين نخلة، منها نحو 4.2 ملايين منتجة، تراجع إلى 3.8 ملايين نخلة، بعد التقسيم الإداري واستحداث ولاية أولاد جلال، منها 2.8 مليون نخلة دقلة نور و571 ألف نخلة غرس و957 ألف نخلة مش دقلة.
ع/بوسنة