تدعّمت المؤسسة الاستشفائية للصحة العمومية الهادي بن جديد بالطارف مؤخرًا بافتتاح مصلحة لطب الأورام السرطانية بالمستشفى القديم، الذي خضع لعملية تهيئة وتجهيز شاملة بأحدث الوسائل والتقنيات الطبية، قصد الكشف والتكفل بالمرضى.
وأوضح مدير المستشفى، في تصريح لـ"النصر"، أن مصلحة طب الأورام التي تتسع لـ30 سريرًا، من شأنها التخفيف من معاناة المواطنين في تلقي العلاج، والقيام بالكشوفات والتحاليل الطبية، في ظل تزايد عدد الإصابات بهذا الداء، حيث تم تسجيل أكثر من ألف حالة جديدة منذ بداية السنة الجارية.
وأشار المتحدث إلى أن هذه المصلحة ستُسهم في تقليص حدة الاكتظاظ، وتقليص فترة العلاج والانتظار إلى أسبوعين على أقصى تقدير، بعدما كانت تتجاوز ثلاثة أشهر. وقد تم تخصيص 14 سريرًا للرجال، و14 سريرًا للنساء، و3 أسرة للأطفال، إلى جانب 3 غرف للعزل الطبي حفاظًا على الصحة العامة. كما تم تدعيم المصلحة بفريق طبي مؤهل ومدعّم بكافة الإمكانيات، يعمل بالتناوب لتوفير التكفل الأمثل بالمرضى وتقديم الرعاية الصحية المطلوبة.
وأكد مدير المستشفى أهمية مثل هذه المنشآت في تعزيز البنية التحتية وترقية نوعية الخدمة العمومية في مجال الصحة لفائدة السكان المحليين، مشيدًا من جهة أخرى بمرافقة السلطات المحلية وحرصها على فتح هذه المصلحة لتقليص فترات انتظار المرضى وتجنب عناء تنقلهم خارج الولاية للعلاج.
من جهة أخرى، تعزّز المستشفى أيضًا بوضع جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي حيز الخدمة، وهو الأول من نوعه بالولاية، بتكلفة تجاوزت مليار سنتيم. ومن شأن هذا الجهاز الإسهام في ترقية الخدمات الصحية، وإنهاء معاناة المرضى في التنقل إلى عيادات ومؤسسات صحية عمومية وخاصة في عنابة وقسنطينة، لإجراء هذا النوع من الكشوفات المتقدمة وما يترتب عنها من تكاليف إضافية. وسيكون بإمكان المرضى عبر تراب الولاية إجراء الفحوصات وفق مواعيد مسبقة، مع إعطاء الأولوية للمرضى الماكثين بالمستشفيات.
وفي إطار تحسين الخدمات، قامت مصالح الصحة بالولاية بعملية نوعية تمثّلت في تدعيم المصالح الاستشفائية في مستشفيات الطارف، القالة، بوحجار، والبسباس، وكذا العيادات متعددة الخدمات، بأكثر من 25 طبيبًا مختصًا موزعين عبر مختلف التخصصات، لا سيما الجراحة العامة، جراحة العظام، طب النساء والتوليد، وطب الأطفال، في ظل العجز الكبير المسجل في هذه المجالات.
كما تم إطلاق عملية كبرى لإعادة تأهيل الهياكل الصحية من خلال صيانة خمس عيادات بمبلغ 9 ملايير سنتيم، مع برمجة صيانة ست عيادات أخرى بمبلغ 11 مليار سنتيم. وتم تدعيم المؤسسات الصحية أيضًا بتجهيزات طبية متنوعة، واقتناء 13 سيارة إسعاف جديدة وعالية التجهيز لفائدة العيادات والمستشفيات، بقيمة 20 مليار سنتيم، في إطار تجديد الحظيرة وتحسين التكفل بالحالات الاستعجالية، لاسيما في المناطق المعزولة.
وشملت الإجراءات كذلك فتح دار لمرضى داء السكري، وتدعيم المعبر الحدودي بأم الطبول بمركز مراقبة صحية مجهّز بكل الوسائل اللازمة، بهدف التكفل الأمثل بالمرضى، وتقديم المساعدة للمسافرين، والوقاية من الأمراض العابرة للحدود.وفي سياق تحسين التكوين، تم برمجة دورات تكوينية لفائدة منتسبي قطاع الصحة، بما يساهم في تطوير مستوى الخدمات الطبية المقدّمة. كما يتم التحضير حاليًا لتنصيب أطباء أخصائيين جدد، بعد ترقية مستشفى الأمير عبد القادر بالبسباس إلى ملحقة استشفائية جامعية تابعة لمستشفى ابن رشد بعنابة، ما سيُسهم في تحسين نوعية الخدمة العمومية والتكفل الأمثل بالمرضى، إلى جانب ضمان تغطية صحية فعّالة بالولاية، تجنب المواطنين عناء التنقل إلى ولايات أخرى، خاصة بعد تدعيم المستشفى المذكور بكافة التجهيزات الطبية الحديثة وافتتاح عدة مصالح استشفائية جديدة، تواكب التحولات الحاصلة
في هذا المجال. نوري. ح