اتخذت مديرية الموارد المائية لولاية عنابة، نهاية الأسبوع، جملة من التدابير الاستعجالية للحد من تأثيرات تذبذب توزيع المياه الصالحة للشرب عبر خمس بلديات، وذلك تنفيذًا لتعليمات والي الولاية، بغرض إيجاد حلول تضمن تزويد السكان بالمياه خلال موسم الصيف.
وحسب ما أفادت به مديرية الري، فقد تقرر تدعيم بلدية عين الباردة انطلاقًا من محطة معالجة المياه بـالشعيبة، حيث تتواصل أشغال تجديد قناة الضخ ذات القطر 315 مم من محطة الضخ «الكرمة» إلى محطة «لعبيدي»، على مسافة 6 كيلومترات. كما تم تثبيت مضختين بمحطة «لعبيدي» في إطار البرنامج التنموي للجماعات المحلية، وهو ما من شأنه تحسين وتيرة التوزيع بصفة منتظمة.
كما تشمل التدابير الجارية، بحسب نفس المصدر، أشغال تجديد القناة الرئيسية في بلديتي العلمة والشرفة، التي تعاني من اهتراء وتسربات متكررة. أما بلدية سرايدي، فتعرف تذبذبًا في التموين بالمياه الصالحة للشرب، بسبب التوصيلات العشوائية التي تقوم بها السكنات الفوضوية الواقعة بين محطة الضخ رقم 01 بـ»سيدي حرب» ومحطة الضخ رقم 02 بـ»الإيدوغ»، مما يؤدي إلى ضياع قرابة 50 بالمائة من المياه الموجهة للبلدية.
وفيما يخص بلدية شطايبي، أفادت مديرية الري بأنه تم إصلاح عدة تسربات على مستوى قناة الجلب الممتدة من بوشلبان إلى محطة الضخ العزلة، حيث تم تسجيل وإصلاح تسربين على قناة قطرها 400 مم بمنطقة التريعات، بتاريخي 1 و2 أوت الجاري. وبعد إتمام الأشغال، عاد التموين تدريجيًا لبلدية شطايبي انطلاقًا من 4 أوت.
وضمن جهود تجديد الشبكات، يجري حاليًا إنجاز مشروع واسع النطاق لتجديد شبكة توزيع المياه الشروب على مسافة 220 كلم، ليشمل 10 بلديات موزعة على 22 حصة، بكلفة إجمالية تقدر بـ 200 مليار سنتيم. وقد انطلقت الأشغال في جميع الحصص، إلى جانب إنجاز 10 خزانات ضخمة، تحسبًا لدخول محطة تحلية مياه البحر كدية الدراوش الخدمة بكامل طاقتها.
وبهدف زيادة الإنتاج، تعمل مديرية الري بالتنسيق مع الجزائرية للمياه على رفع مردودية المياه الجوفية، في مسعى للوصول إلى تموين يومي منتظم للسكان.
وفي سياق متصل، تم خلال الأسابيع الماضية، إدخال خزانين جديدين للمياه حيز الخدمة، بالإضافة إلى موزع رئيسي جديد بمحطة معالجة المياه بـ»الشعيبة» في بلدية سيدي عمار، وذلك في إطار تعزيز البنية التحتية وتحسين قدرات التخزين ونوعية خدمات توزيع المياه الصالحة للشرب.
وفي مواجهة التحديات المتعلقة بإصلاح وتجديد الشبكات، تعمل محطة تحلية مياه البحر بالدراوش، التي تزود حاليًا ولايتي عنابة والطارف، تحت إشراف مباشر من مجمع سوناطراك، على رفع وتيرة الإنتاج لتلبية الطلب المتزايد خلال فصل الصيف.
وقد بلغت المحطة، حسب بيان سوناطراك، المرحلة النهائية نحو الوصول إلى طاقتها الإنتاجية القصوى المقدرة بـ 300 ألف متر مكعب يوميًا، خلال الأيام القليلة المقبلة، وهي زيادة ستعزز بشكل كبير من التموين المنتظم والدائم بالمياه في ولايتي الطارف وعنابة، وتسهم في تحسين نوعية الخدمة العمومية وضمان استقرار التزود بهذه المادة الحيوية.
ويُعتبر هذا المشروع، وفقًا لسوناطراك، أحد الأعمدة الاستراتيجية للسياسات الوطنية الرامية إلى تأمين مصادر مياه مستدامة، حيث يُنتظر أن يُغطي حاجيات أكثر من 3 ملايين نسمة، في إطار مجابهة ندرة المياه عبر حلول فعالة طويلة المدى.
كما جددت الشركة التزامها بدعم المشاريع الوطنية الكبرى، مع الحرص على ضمان أعلى معايير الجودة والسلامة والاستدامة خلال جميع مراحل الإنجاز والاستغلال.
حسين دريدح