كشفت مديرة الموارد المائية لولاية الطارف عن اعتماد أنظمة متطورة للتحكم عن بُعد في تسيير المياه، تشمل متابعة توزيع المياه انطلاقًا من الخزانات ومحطات الضخ، مع إمكانية التدخل الفوري لمعالجة الأعطال والاضطرابات التي قد تؤثر على برامج التوزيع.
وجاء هذا التحديث بالتزامن مع وضع 16 منقبًا مائيًا حيز الخدمة مؤخرًا، لدعم 9 بلديات هي: القالة، السوارخ، بوثلجة، الشافية، عصفور، الذرعان، البسباس، السبعة، وشبيطة مختار، بتدفق إجمالي يُقدّر بـ240 لتر/ثانية، ما يعادل 20 ألف متر مكعب يوميًا، لتلبية حاجيات أكثر من 350 ألف ساكن من المياه الصالحة للشرب، خاصة في ظل ارتفاع الطلب خلال فصل الصيف.
وأوضحت مديرة القطاع في تصريح لـ«النصر» أن هذه المشاريع، التي رُصد لها غلاف مالي قدره 40 مليار سنتيم، تندرج في إطار تحسين الخدمة العمومية للمياه، والقضاء على النقاط السوداء التي تعاني من اضطرابات في التزود، من خلال رفع قدرات الإنتاج لتلبية الحاجيات اليومية كماً ونوعًا.
وأضافت المسؤولة أن 6 مناقب جديدة تم وضعها كذلك حيز الخدمة لتدعيم بلديتي الشط وبن مهيدي ومنطقة سيدي مبارك، بتدفق إجمالي يُقدّر بـ100 لتر/ثا، أي بطاقة إنتاجية تعادل 8640 م³/يوم، لتغطية احتياجات نحو 40 ألف نسمة، بتكلفة مالية بلغت أيضًا 40 مليار سنتيم.
كما تم تشغيل 8 مناقب أخرى في إطار تحسين التزود بالمياه بكل من القالة، بوثلجة، بريحان، والطارف، بتدفق إجمالي يُقدّر بـ126 لتر/ثا، ما يعادل 10.886 م³/يوم، لتوفير الماء لـ130 ألف ساكن، باستثمارات قاربت 41 مليار سنتيم. وأكدت المديرة تخصيص مبالغ مالية هامة للنهوض بقطاع الموارد المائية وإنهاء معاناة السكان مع نقص التزود، من خلال تنفيذ مخطط عمل شامل يرتكز على تعبئة الموارد المائية المختلفة، سواء الجوفية، السطحية أو المحلاة، بالإضافة إلى معالجة التسربات، وتجديد وتأهيل شبكات النقل والتوزيع، وتحديث التجهيزات لبلوغ أعلى مستوى من التحكم في تسيير المياه.
وفي السياق ذاته، تم تجديد شبكات التوزيع في معظم البلديات، إلى جانب الربط بين الآبار والخزانات ومحطات الضخ والمعالجة. كما يجري إنجاز أكثر من 17 خزانًا بسعة إجمالية تقارب 10 آلاف متر مكعب، لتغطية حاجيات التوسع العمراني الذي تعرفه البلديات.
كما تم برمجة عمليات نوعية للقضاء على مشكل ندرة المياه ببعض المناطق التي تعاني منذ عقود، منها ربط بلدية الشافية ومشاتيها الخمس بمياه سد بوناموسة، في مشروع رُصد له غلاف مالي بـ50 مليار سنتيم. إضافة إلى ربط بلدية بوقوس ومشاتيها الحدودية بمياه سد بوقوس، بتكلفة بلغت 90 مليار سنتيم. وقد انطلقت الأشغال، وهي تسير بوتيرة متقدمة، ومن المرتقب استلامها قريبًا.
وأشارت المديرة إلى أن أكثر من 12 بلدية من أصل 24 على مستوى الولاية استفادت من مشاريع تدعيم المياه، شملت تجديد الشبكات وإنجاز خزانات لتعزيز قدرات التخزين. وشملت العمليات كبرى البلديات الساحلية والحضرية، على غرار القالة، السوارخ، الشط، بريحان، وبن مهيدي، التي تشهد توافدًا سياحيًا كبيرًا خلال فصل الصيف، حيث تم رفع الحصص اليومية وزيادة الإنتاج، وتمديد ساعات التوزيع لتلبية الطلب المتزايد. وقد تم تسخير كافة الإمكانيات لتعبئة الموارد المائية وضمان تزويد السكان، خاصة بعد تدعيم الولاية بمحطة تحلية المياه بكدية الدراوش، والتي خصصت للولاية حصة يومية تُقدّر بـ80 ألف متر مكعب.
من جهة أخرى، تم الإعلان عن برنامج لتغطية احتياجات القرى والمشاتي والمناطق الحدودية والجبلية المعزولة من خلال صهاريج متنقلة، بالتنسيق مع البلديات والجزائرية للمياه، في إطار الجهود الرامية لتحسين الظروف المعيشية في مناطق الظل ورفع العزلة عنها، خاصة من خلال ضمان التزود بالمياه الصالحة للشرب.
نوري. ح