تولي دراسة خاصة أهمية قصوى للجانب الهيدروغرافي، كعنصر محوري في مشروع القطب الحضري الجديد بولاية برج بوعريريج، حيث أدرجت تهيئة المجاري المائية والأودية لضمان استقرار وسلامة التوسع العمراني المستقبلي وحمايته من خطر الفيضانات.
وتتضمن منطقة الدراسة حسب ما ورد في البطاقة التقنية وتقرير مفصل نحوز نسخة منه عن دراسة القطب الحضري الجديد الواقع بمنطقة بومرقد في المدخل الشرقي لمدينة البرج، مجموعة من المجاري المائية التي تشكل جزءا لا يتجزأ من النسيج الطبيعي للمنطقة، إذ يعد وادي بومرقد، الموجود حالياً في المنطقة وجهة رئيسية لهذه المجاري، بما في ذلك الشعبة، حيث تصب فيه العديد من المجاري المائية الصغيرة والتي تستعيد نشاطها بقوة خلال فترات التساقط.
وتبرز التحديات الهيدروغرافية كإحدى النقاط الأساسية التي تتناولها الدراسة التنفيذية، حيث يُقترح تعديل مسار بعض هذه المجاري المائية في الجزء الغربي من منطقة التوسع العمراني و القطب الحضري الجديد، وفقاً لمخطط تهيئة شامل يهدف إلى تأمين محيط التجمعات السكانية والمرافق العمومية والخدماتية، وحمايتها من مخاطر استعادة الأودية لنشاطها وما يترتب عنها من احتمالات جراء الفيضانات خلال فترات التساقط .
وتبرز مديرية السكن أهمية هذا القطب الحضري الجديد، فهو يهدف إلى تحقيق جملة من الأهداف الاستراتيجية، يأتي في مقدمتها زيادة عدد السكان المستفيدين من الخدمات، وضمان تخطيط حضري سليم ومتوازن، وتحسين البنية التحتية الأساسية من طرق وشبكات مياه وكهرباء، كما يسعى إلى تشجيع التنمية الاقتصادية عبر جذب الاستثمارات وخلق فرص عمل جديدة، وتعزيز المساحات الخضراء والمناطق الترفيهية وتنمية القطاع السياحي، ومواكبة التوجهات الوطنية للتنمية الشاملة.
كما تهدف الدراسة إلى تحديد مجال المشروع الملائم واستغلال الإمكانيات والمقومات التي تفرضها المنطقة ووضع إستراتيجية جديدة للتخطيط الحضري تعتمد على مقاربة تنموية تعيد التوازن العمراني لضواحي المدينة، مع استخدام برامج محدثة لتلبية الاحتياجات في مجالات السكن والتجهيزات والقطاعات المختلفة.
وتتميز المنطقة المحددة لتشييد القطب الحضري بوجود أراضٍ شاغرة في أغلب مساحتها وتشير الإحصائيات إلى أن الأراضي الشاغرة تشكل النسبة الأكبر بواقع 85.3 بالمائة من إجمالي مساحة الدراسة البالغة 290 هكتاراً، أما من الناحية الطوبوغرافية، فتتسم أغلب المناطق بالانبساط النسبي، مع وجود بعض المنخفضات، خاصة في الجهة الغربية، ما يتطلب تخطيطاً دقيقاً للبنية التحتية وشبكات الصرف، خاصة مع مقترح تغيير مسارات المجاري المائية، حيث يُنتظر أن يساهم هذا المشروع في إحداث نقلة نوعية في المحيط المجاور للنسيج الحضري العام. ع/بوعبدالله