كشف رئيس الغرفة الفلاحية بخنشلة، ياسين كنزاري، في تصريح خص به النصر، أمس، أن وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، أرسل لجنة مختصة للولاية، من أجل إعداد تقرير مفصل حول الانشغالات الخاصة بشعبة التفاح، خاصة منها التسويق والتخزين، ليتم اتخاذ الإجراءات المناسبة.
وأكد المسؤول، أن لقاء جمعه، مؤخرا، مع وزير الفلاحة بمقر الوزارة، أين تم طرح انشغالات الفلاحين ومنتجي التفاح، خاصة منها ما يتعلق بالتسويق وإشكاليات بيع المنتوج عند الفلاحين وتخوفات تجار الجملة وكذلك التخزين، حيث أرسل الوزير لجنة وزارية تضم مسؤولين لهيئات فاعلة في المجال وتم عقد جلسة عمل بحضور كبار المنتجين والفاعلين في شعبة التفاح ورئيس الغرفة الفلاحية وممثلي مديريتي الفلاحة والتجارة ورئيس المجلس المهني لشعبة التفاح وممثل المدير العام للمتوسطية للتبريد ومدير عام لمؤسسة «ستراد» ومدير عام للمخازن العامة سكيكدة، إضافة إلى الأمين البلدي لإتحاد الفلاحين لبلدية بوحمامة.
حيث أن الاجتماع يدخل في إطار توصيات وزير القطاع، خاصة المتعلقة بالتكفل الأمثل بالفلاح واستقرار الأسعار وتحقيق الأمن الغذائي، إذ تمت مناقشة عدة نقاط وطرح الانشغالات، منها المتعلقة ببيع المنتوج عند الفلاحين في غياب تجار الجملة وتخوفهم من كساده.
وأبدى ممثل المدير العام للمتوسطية للتبريد، استعداد المؤسسة للتعامل مع المنتجين لتخزين وتسويق هذه المادة حسب توصيات الوزارة الوصية، لتفادي كساد المنتوج.
كما عاينت اللجنة إحدى المستثمرات المتخصصة في إنتاج التفاح وكذا متابعة آليات التخزين وقدمت الأطراف الفاعلة مقترحات اعتبروا تطبيقها ضرورية قبل انطلاق عملية جني تفاح «غولدن» والموجه للتخزين، التي تنطلق شهر سبتمبر المقبل، حيث تقوم اللجنة بتقديم تقرير مفصل إلى الوزير ويشمل المقترحات التي تتمحور أساسا حول إحصاء المنتجين الراغبين في بيع منتوجهم لمجمع فريقوميديت وإحصاء غرف التبريد على مستوى الولاية والولايات المجاورة المختصة في تخزين التفاح وتحديد وتوضيح آليات الشراء بالتنسيق مع المهنيين وفقا للبطاقة التقنية ودفتر الشروط وفي ما يخص الأسعار، فيتم اقتراح أسعار حسب العرض والطلب وكذلك الحجم والنوع .
من جهته أكد رئيس المجلس المهني لشعبة التفاح، ياسين ناصري، للنصر، أن الوفرة الكبيرة في إنتاج التفاح هذا الموسم، تساهم في انخفاض سعره مقارنة بالسنة الماضية، إضافة إلى آليات وأطر تنظيمية يتم وضعها من طرف وزارة التجارة، بعد التنسيق مع المهنيين وذلك لضبط سوق التفاح والحد من ارتفاع سعر هذه المادة وكسر سلسلة المضاربين، خاصة منها ما يتعلق بالتخزين وعملية طرح المخزون في السوق وكيف ستكون مستقبلا حسب احتياجات السوق والوفرة والعرض والطلب، حيث أن أوامر ستصدر من مديريات التجارة، لكل المخزنين، مع نهاية الجني الخاصة بالتفاح من نوع « الغولدن»، حول طرح المخزون على فترات، لضمان تواجد التفاح في الأسواق بأسعار مقبولة، حيث يتم التنسيق مع وزارة التجارة حول كل ما يخص تخزين المنتوج، موضحا أنهم كمهنيين طالبوا أن لا يكون تثبيت لسعر التفاح حتى تبقى المنافسة والإنتاج والتوجه إلى الشعبة للاستثمار أكبر وإنما يتم طرح المنتوج بآلية اقتصادية جديدة، لضمان وصوله إلى المستهلك بأسعار مناسبة، مع المطالبة بتنظيم أكثر لعمليات التخزين، خاصة وأن ولاية خنشلة تعتبر خزانا للتفاح بالنسبة للولايات، موضحا أن معاينته الميدانية لأسواق التفاح، بينت عدم وجود الدخلاء والوسطاء مقارنة بالسنوات الماضية، لعدة اعتبارات، منها خوفهم من تطبيق إجراءات وزارة التجارة الخاصة بالأسعار.
وأوضح المسؤول، أن أسعار التفاح في متناول المستهلك، خاصة وأن زراعة فاكهة التفاح لا يمكن مقارنتها بفواكه أخرى مثل البرتقال، كونها زراعة مكلفة بالنظر لتكاليف الإنتاج، من أجل توفير تفاح بجودة عالية وذوق مميز وبقيمة غذائية عالية مقارنة بالتفاح الأوروبي، حيث يتم العمل مع وزارة التجارة ومديريات التجارة للولايات المنتجة، ليكون السعر مقبولا خلال موسم التفاح العادي الذي يمتد من شهر أوت إلى جانفي، بما يحافظ على مداخيل الفلاحين والقدرة الشرائية للمواطنين .
وأضاف المتحدث، أن عدة عوامل ساهمت في تحقيق وفرة كبيرة في الإنتاج هذه السنة، من حيث الكم والنوع، مقارنة بالسنة الماضية، منها أن الإثمار في أشجار التفاح بمحصول وفير حسب المعطيات التقنية المرتبطة بتناوب الإثمار، يعني أن الشجرة قد تنتج محصولا وفيرا في عام، ثم محصولا أقل في العام التالي، ليضاف إلى ذلك توسيع المساحات المزروعة، خاصة بعد توقيف عملية استيراد التفاح منذ سنوات، حيث أن خنشلة تعتبر الأولى على المستوى الوطني في الإنتاج وساهمت في تحقيق فائض لتلبية حاجيات المستهلك من جميع الأصناف وذلك بفضل العناية الكبيرة التي أولاها رئيس الجمهورية للولاية والدعم المقدم من خلال مشاريع تعتبر مكسبا هاما، أبرزها مشروع سوق التفاح الجديد وكذا مشروع سد واد لزرق، ليساهم في تطوير الشعبة وعمل الفلاح بأريحية وتوسيع الزراعة، كما يسمح بإنتاج أكبر ووفرة في السوق، حتى يكون التفكير مستقبلا للتوجه نحو التصدير، خاصة عن طريق إدخال الزراعة الحديثة المكثفة التي تشكل محور اهتمام للمستثمرين وتحظى بمتابعة بولندية، بعد أن حققت نتائج إيجابية في إطار الشراكة مع تعاونية تفاح بوحمامة، حيث أن هناك مخطط مستقبلي واعد بالمنطقة، من أجل المساهمة في تحقيق مكاسب إضافية.
كلتوم رابية
